خسارة أستراليا ترسم ملامح مواجهة الأخضر المصيرية

الفوز ولا غيره الضمان الوحيد لبلوغ المونديال مباشرة

السهلاوي يسدد الكرة في مواجهة المنتخب السعودي الأخيرة أمام الإمارات (تصوير: عبد العزيز النومان)
السهلاوي يسدد الكرة في مواجهة المنتخب السعودي الأخيرة أمام الإمارات (تصوير: عبد العزيز النومان)
TT

خسارة أستراليا ترسم ملامح مواجهة الأخضر المصيرية

السهلاوي يسدد الكرة في مواجهة المنتخب السعودي الأخيرة أمام الإمارات (تصوير: عبد العزيز النومان)
السهلاوي يسدد الكرة في مواجهة المنتخب السعودي الأخيرة أمام الإمارات (تصوير: عبد العزيز النومان)

بعد حسم اليابان تأهلها إلى مونديال روسيا 2018، بات الخيار واضحاً أمام المنتخب السعودي في مواجهته المقبلة أمام المنتخب الملقب بالساموراي، وهو الفوز ولا غيره ليضمن حلوله ثانياً وبلوغه المحفل العالمي عن قارة آسيا.
ويتوجب على المنتخب السعودي تحقيق الفوز أمام اليابان يوم الثلاثاء القادم في المواجهة التي تحتضنها مدينة جدة ليحسم أمر تأهله، ويرافق اليابان نحو مونديال روسيا شريطة تفوقه في الفارق التهديفي، مقارنة بنظيره المنتخب الأسترالي الذي سيلاقي منتخب تايلاند في الجولة الأخيرة على أرضه.
واحتدم الصراع والتنافس حالياً بين المنتخب السعودي ونظيره الأسترالي لانتزاع البطاقة المؤهلة الثانية نحو المونديال القادم، حيث يتساوى المنتخبين حالياً بالرصيد النقطي ذات (16 نقطة لكل منهما)، إلا أن الفارق التهديفي يصب في صالح الأخضر السعودي الذي يسبقه بلائحة الترتيب ويمنحه الاطمئنان حتى مواجهة اليابان القادمة.
وأضاع المنتخب السعودي فرصة التأهل بصورة مريحة دون عناء الحسابات، وذلك بعدما تعثر بصورة مفاجئة أمام نظيره منتخب الإمارات الذي يعيش على آمال ضعيفة في التأهل نحو الملحق الآسيوي، وهو الأمر الذي يتطلب تعثر السعودية أو أستراليا في المباراة القادمة مقابل فوزه على العراق بفارق تهديفي كبير.
وبحسب نظام التصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال يتأهل صاحب المركزين الأول والثاني عن كل مجموعة بصورة مباشرة للمونديال القادم، في حين يلتقي صاحبا المركز الثالث في المجموعتين الأولى والثانية ضمن الملحق الآسيوي من أجل تحديد الفريق المتأهل إلى الملحق العالمي لملاقاة رابع تصفيات منطقة الكونكاكاف.
وأوضح نعيم البكر نائب رئيس لجنة المسابقات في الاتحاد السعودي لكرة القدم أن تأهل المنتخب السعودي بصورة مباشرة يعتمد على نتيجة مباراة أستراليا وتايلاند التي ستلعب باليوم ذاته في الجولة القادمة، بحيث إن الأخضر السعودي لديه 3 فرص للتأهل في الجولة القادمة.
وقال البكر في حديثه «لـ«الشرق الأوسط» إن فوز السعودية على اليابان في الجولة الأخيرة سيكون مطلبا في حال فوز أستراليا على تايلاند وذلك بفارق هدف عن أقل فوز لمنتخب أستراليا، موضحا: لنفترض أن أستراليا نجحت بتحقيق الفوز بثلاثة أهداف حينها سيكون الأخضر السعودي مطالبا بتحقيق الفوز على اليابان بهدفين دون رد.
وأوضح البكر في حديثه أن أستراليا لو انتصرت على تايلاند بنتيجة ثلاثة أهداف دون رد حينها سيتأهل الأخضر في حال فوزه بهدفين لهدف أمام اليابان، وكذلك لو انتصرت أستراليا بأربعة أهداف حينها سيتأهل المنتخب الوطني في حال فوزه بثلاثة أهداف لهدف من أمام منتخب اليابان.
وفي حال تعادل المنتخب السعودي مع نظيره الياباني، أوضح نعيم البكر أنه يمكن تأهل الأخضر السعودي حتى في حال تعادله شريطة تعثر منتخب أستراليا من أمام تايلاند بالتعادل، ليكتفي المنتخب الوطني بالتعادل أو الفوز بأي نتيجة للتأهل بجوار اليابان نحو مونديال 2018 الذي سيقام في روسيا صيف العام القادم.
وأشار البكر إلى أن فرصة المنتخب السعودي بالتأهل المباشر نحو المونديال لا تزال قائمة، حتى في حال خسارته من أمام اليابان في الجولة القادمة، موضحا: هذا الخيار يتطلب خسارة أستراليا من أمام تايلاند حينها ستكون خسارة المنتخب من أمام اليابان بنفس فارق خسارة أستراليا، مع الأخذ بعين الاعتبار فارق الأهداف في حال فوز الإمارات على العراق.
وأوضح البكر إلى أن آلية حسابات التأهل في نظام التصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال الحالي في حال التعادل بالنقاط تقوم على فارق الأهداف في كل مجموعة، ثم الأكثر تسجيلا في كامل المجموعة، وأخيرا يتم اللجوء للمواجهات المباشرة بين المنتخبات في حال تساوي كل الخيارات السابقة.
ويتصدر المجموعة الثانية حاليا منتخب اليابان بعشرين نقطة بعدما ضمن التأهل والصدارة دون النظر لنتيجة الجولة القادمة، في حين يحضر خلفه ثانيا منتخب السعودية برصيد 16 نقطة، وهو الرقم ذاته الذي يملكه منتخب أستراليا، ولكنه يحضر في المركز الثالث بفارق الأهداف، في الوقت الذي يحضر فيه منتخب الإمارات رابعا برصيد 13 نقطة، ثم العراق خامسا بـ8 نقاط وأخيرا منتخب تايلاند برصيد نقطتين.
ويتفوق المنتخب السعودي على نظيره الأسترالي بفارق الأهداف، وهو الأمر الذي جعله يحضر ثانيا في لائحة الترتيب، حيث يتميز بفارق هدفين عن نظيره الأسترالي، في حين يواصل المنتخب السعودي تفوقه على نظيره الأسترالي حتى الآن بأفضلية التسجيل، حيث سجل لاعبو الأخضر السعودي 16 هدفا مقابل أربعة عشر هدفا لمنتخب الكنغر الأسترالي.
أما فارق المواجهات المباشرة فيصب لصالح المنتخب الأسترالي الذي تعادل خارج أرضه في جدة بهدفين لمثلها قبل أن ينجح بتحقيق الفوز في مواجهة الجولة الثامنة التي أقيمت على أرضه والتي كسبها بثلاثة أهداف لهدفين.
يجدر بالذكر أن منتخب تايلاند يعتبر أحد أضعف منتخبات المجموعة الثانية، حيث يتذيل لائحة الترتيب برصيد نقطتين إلا أنه نجح في إحراج منتخب أستراليا بالتعادل في الجولة الخامسة التي أقيمت على أرضه بهدفين لمثلها، إلا أن المواجهة الأخيرة بين المنتخبين ستقام على ميلبورن في المدينة الأسترالية.
وتقام مباريات الجولة القادمة موزعة على أوقات مختلفة، وهو الأمر الذي سيكون سلاحا ذا حدين للمنتخب السعودي الذي سيخوض مباراته أمام اليابان بعد ساعات من انتهاء مواجهة أستراليا مع تايلاند، وحينها سيكون مدركا للنتيجة التي ستقوده نحو المونديال بصورة مباشرة. من جهة ثانية، بدأت لجنة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم في البحث عن احتمالات لحلول عاجلة، في حال اضطر المنتخب السعودي الأول لخوض الملحق الآسيوي في طريق الوصول لمونديال روسيا 2018.
وسيكون الخيار الأرجح للجنة المسابقات بالاتحاد السعودي تأجيل الجولة السادسة من دوري المحترفين بالكاملة وترحليها لوقت لاحق، على اعتبار أن هذه الجولة ستجري من الثاني عشر من هذا شهر أكتوبر (تشرين الأول)، فيما سيكون ذهاب الملحق في الخامس من أكتوبر أيضا والإياب في العاشر من الشهر نفسه.
ويخشى من أن يلجأ المنتخب السعودي لخوض الملحق بعد أن خسر مباراته الماضية ضد الإمارات في العين، مما جعله مهددا في الجولة الأخيرة بفقدان مركزه الثاني في جدول الترتيب.
ورغم تقدم المنتخب السعودي بفارق هدفين، وهو بداية الحسابات التفضيلية للعبور في حال التساوي في عدد النقاط، فإن المنتخب السعودي سيواجه صعوبة كبيرة في تسجيل كم وافر من الأهداف في الشباك اليابانية في المباراة الأخيرة، على العكس تماما من المنتخب الأسترالي المرشح لتسجل كم وافر من الأهداف في الشبك التايلندية، ويكسر الفارق التهديفي الحالي في حال الاستمرار في التساوي في النقاط. ورغم أن هناك احتمالات في التأهل المباشر للأخضر لمونديال روسيا فإن كل الاحتمالات ضعيفة وأهمها الفوز على اليابان بأي نتيجة وخسارة أو تعادل أو حتى فوز أستراليا بفارق هدفين فقط على تايلاند.
وسيلعب الأخضر في الملحق الآسيوي مع أحد المنتخبات الثلاثة كوريا الجنوبية أو سوريا أوزبكستان، حيث سيتواجه كوريا وأوزبكستان في الجولة الأخيرة. وستكفي كوريا بالتعادل للتأهل مباشرة برفقة المنتخب الإيراني الذي سيستضيف سوريا التي تحتاج أيضا للفوز بفارق هدفين للتأهل المباشر في حال تعثرت كوريا بالتعادل، لكن المنتخب السوري قد يخرج نهائيا في حال تعادله أو خسارته وفوز أوزبكستان على كوريا.
ولن يقتصر الترحيل للجولة على الجولة السادسة بل إن من الاحتمالات أن تؤجل الجولتين التاسعة والعاشرة من الدوري في حال عبر الأخضر أيضا من ملحق آسيا ليقابل رابع تصفيات الكونكاف في السادس والرابع عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) في مباراتين ذهاب وإياب.


مقالات ذات صلة

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي (رويترز)

ماريسكا: تشيلسي لا ينافس على «البريميرليغ»

قال ماريسكا إنه ولاعبي تشيلسي لا يشعرون بأنهم دخلوا في إطار المنافسة على لقب «البريميرليغ» بعد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد (إ.ب.أ)

أموريم: يونايتد بكامل جاهزيته لمواجهة سيتي

ربما يستعين روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد بالمدافع المخضرم جوني إيفانز، عندما يسافر الفريق عبر المدينة لمواجهة مانشستر سيتي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير (إ.ب.أ)

بوستيكوغلو: توتنهام بحاجة للاعبين ملتزمين

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إنه لا يخشى انتقاد لاعبيه قبل مواجهة ساوثهامبتون.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أنطونيو كونتي مدرب نابولي (أ.ب)

كونتي: علينا مواصلة العمل

قال أنطونيو كونتي مدرب نابولي إنه يريد من الفريق رد الفعل نفسه الذي يقدمه عند الفوز.

«الشرق الأوسط» (نابولي)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».