جنرال أميركي يتوعد بإبادة «داعش» في أفغانستان

مع «غصن زيتون» إلى {طالبان}

الجنرال جون نيكولسون قائد القوات الأميركية في أفغانستان خلال جولة له مع القيادات المحلية في هلمند (نيويورك تايمز)
الجنرال جون نيكولسون قائد القوات الأميركية في أفغانستان خلال جولة له مع القيادات المحلية في هلمند (نيويورك تايمز)
TT

جنرال أميركي يتوعد بإبادة «داعش» في أفغانستان

الجنرال جون نيكولسون قائد القوات الأميركية في أفغانستان خلال جولة له مع القيادات المحلية في هلمند (نيويورك تايمز)
الجنرال جون نيكولسون قائد القوات الأميركية في أفغانستان خلال جولة له مع القيادات المحلية في هلمند (نيويورك تايمز)

بعد أن قال الرئيس دونالد ترمب، يوم الاثنين الماضي، إنه يركز على «النصر» في الحرب في أفغانستان، بعد أن ناقض وعوده خلال الحملة الانتخابية بإمكانية سحب القوات الأميركية من أفغانستان، وعد الجنرال جون نيكولنسون، قائد القوات الأميركية في أفغانستان، بـ«إبادة» تنظيم داعش في أفغانستان، لكنه حث تنظيم طالبان على وقف القتال، والدخول في مفاوضات. وقال، في كابل يوم الخميس، إن القوات الأميركية ستدعم القوات الأفغانستانية، وذلك بالتعاون مع قوات حلف الأطلسي الموجودة في أفغانستان. وأشار إلى زيادة نشاط تنظيم داعش في أفغانستان.
وفي اليوم نفسه، وجّه نيكولسون رسالة إلى طالبان، قال فيها: «توقفوا عن القتال ضد أبناء بلدكم، توقفوا عن قتل المدنيين الأبرياء، توقفوا عن زيادة الصعوبة والبؤس في حياة الشعب الأفغاني، سلموا أسلحتكم وانضموا إلى المجتمع الأفغاني. ساعدوا في بناء مستقبل أفضل لهذه البلاد ولأطفالكم».
ونقلت وكالة «رويترز» من كابل قول هوغو لورينز، الملحق بالسفارة الأميركية هناك، للصحافيين، مع رفقة الجنرال نيكولسون: إن الاستراتيجية الجديدة للرئيس دونالد ترمب في أفغانستان، التي أعلنها الاثنين «تشكل وعدا للأفغان بأنهم يمكنهم هزيمة الإرهاب، ومنع جماعاته من تأسيس ملاذات آمنة» في أفغانستان.
أمس، قالت صحيفة «واشنطن بوست» إن ترمب ليس متأكدا مما سيفعل في أفغانستان؛ وذلك لأنه وعد بتحقيق «النصر» في خطابه في ولاية أريزونا يوم الاثنين. لكنه لم يحدد كيف سيحدث ذلك. وإن ترمب نفسه قال، في ذلك الخطاب، إنه لم يتخل عن وعده خلال الحملة الانتخابية بسحب القوات الأميركية من أفغانستان. لكن، كما قال ترمب نفسه: «عندما يجلس رئيس في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض تتغير بعض آرائه».
وفي خطاب في واشنطن يوم الأربعاء، قال ريكس تيلرسون، وزير الخارجية، إن خطاب ترمب يوم الاثنين أوضح أن الاستراتيجية الجديدة «لن تكن فقط حروبا». وإنها ستشمل «كل القوى الأميركية، بما في ذلك الدبلوماسية والمساعدات».
وقبل خطابه يوم الاثنين، كان ترمب عقد اجتماعا استراتيجيا في منتجع كامب ديفيد مع كبار مستشاريه وكبار جنرالات البنتاغون، ومرة أخرى، لم يصدر عن الاجتماع قرار واضح عن ما سيفعل ترمب.
في ذلك الوقت، نقلت وكالة الأخبار الألمانية من كابل، أن حركة طالبان طلبت من الولايات المتحدة سحب قواتها وقوات التحالف من أفغانستان. وجاءت الدعوة بمناسبة مرور 98 عاما على استقلال أفغانستان. وأن طالبان «حذرت من استمرار الحرب والعنف، في ظل وجود القوات لأجنبية». وزعمت «الاقتراب من استعادة السيطرة على السلطة في أفغانستان». وأن قوات التحالف، بقيادة الولايات المتحدة: «فشلت في ضمان الاستقرار في البلاد»، رغم استخدام القوة، ونشر نحو 150 ألف جندي لقمع طالبان. وقبل أسبوعين، قال تلفزيون «سي إن إن»: إن السيناتور جون ماكين (جمهوري، ولاية أريزونا)، ورئيس لجنة الشؤون العسكرية في مجلس الشيوخ، أعلن استراتيجيته الخاصة به في أفغانستان. وفيها إضافة قوات أميركية، وزيادة مساعدة القوات الأفغانية، والسماح للقوات الأميركية باستهداف كل المنظمات الإرهابية، بما فيها طالبان، والقاعدة، و«داعش»، وشبكة حقاني. وقال ماكين في بيان: «يجب أن نواجه الحقائق: نحن نخسر في أفغانستان. يجب أن نضع في الاعتبار أن الوقت ليس في صالحنا. لهذا؛ يصير عامل الوقت مهما إذا أردنا أن نوقف هذه الخسارة المستمرة».
وأضاف ماكين، إنه يريد الضغط على باكستان حتى لا تقدم مساعدات لطالبان وشبكة حقاني. وأن الهدف العسكري النهائي هو إجبار طالبان على التفاوض مع حكومة أفغانستان. انتقد ماكين، في بيانه، الرئيس ترمب، وقال: إن سبب إعلانه استراتيجيته هو «تلكؤ وغموض وبطء» ترمب في إعلان استراتيجية هناك.
إلى ذلك، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس (الجمعة) إن استراتيجية ترمب الجديدة ستكون زيادة القوات الأميركية للقضاء على «داعش»، وفي الوقت نفسه، لإجبار طالبان على الدخول في مفاوضات. وحسب قول الصحيفة: «يريد ترمب أن يكون المنتصر، كعادته، بأن يركز على إبادة (داعش)، كما كان وعد خلال الحملة الانتخابية. وفي الوقت نفسه، يركز على إمكانية الوصول إلى اتفاق مع طالبان، يمهد لسحب القوات الأميركية، أيضا، كما كان وعد خلال حملته الانتخابية».
لكن، أضافت الصحيفة، أن ترمب «يخلط كثيرا» بين تنظيمي «داعش» وطالبان. وقالت الصحيفة إن ترمب أصدر، فعلا، أمرا بـ«إبادة» «داعش» في أفغانستان.
في بداية هذا الشهر، أعلن البنتاغون قتل «عبد الرحمن»، أمير إقليم كونار الداعشي، وذلك في ولاية خراسان. في ذلك الوقت، نقلت وكالة «رويترز» قول الجنرال نيكولسون إن قتل «عبد الرحمن»، قائد «داعش»: «وجّه ضربة جديدة للقيادة العليا في تنظيم داعش في ولاية خراسان». وتعهد نيكولسون بهزيمة «داعش» في أفغانستان «هذا العام».
في ذلك الوقت، قالت مصادر إخبارية في واشنطن إن تصريحات نيكولسون لها صلة بانتقادات كان وجهها له ترمب. وانتقد ترمب الجنرال المتقاعد جيم ماتيس، وزير الدفاع، وانتقد الجنرال نيكولسون. وانتشرت أخبار بأن نيكولسون سيستقيل. في يوليو (تموز) الماضي قال نيكولسون إن أمير «داعش» السابق في المنطقة: «أبو سيد»، قتل في ضربة جوية استهدفت مقره في إقليم كونار. وإنه صار ثالث أمير لتنظيم داعش يقتل في أفغانستان منذ يوليو عام 2016. عندما قتل «عبد الحسيب».
وأمر الجنرال نيكولسون في أبريل (نيسان) الماضي باستخدام «أم القنابل»، التي يبلغ وزنها 9797 كيلوغراما، ضد مواقع «داعش» في إقليم ننجرهار، المجاور لإقليم كونار.
في ذلك الوقت، نقلت صحيفة «ستارز آند ستريبز»، المتخصصة في أخبار البنتاغون، قول الجنرال نيكولسون: «سنصطادهم (مقاتلي «داعش») واحدا بعد واحد، حتى لا يشكلوا أي خطر على الشعب الأفغاني، وعلى شعوب المنطقة».


مقالات ذات صلة

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عنصر من المعارضة السورية المسلحة في حمص يحتفل بدخول العاصمة دمشق (إ.ب.أ)

الأردن ومخاوف من خلط أوراق المنطقة والخشية من فوضى سوريا

يبدي أمنيون أردنيون مخاوفهم من عودة الفوضى لمناطق سورية بعد الخروج المفاجئ للأسد إلى موسكو، وان احتمالات الفوضى ربما تكون واردة جراء التنازع المحتمل على السلطة.

محمد خير الرواشدة (عمّان)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».