مقتل 6 متشددين في سيناء... وإحالة «دواعش» على محاكمة عسكرية

مصر توقف بحاراً تركياً بحوزته طائرة تُستخدم في أعمال التجسس

الجيش يعثر على مخازن تصنيع العبوات الناسفة... وأكثر من 350 عبوة مع متشددين في سيناء («الشرق الأوسط»)
الجيش يعثر على مخازن تصنيع العبوات الناسفة... وأكثر من 350 عبوة مع متشددين في سيناء («الشرق الأوسط»)
TT

مقتل 6 متشددين في سيناء... وإحالة «دواعش» على محاكمة عسكرية

الجيش يعثر على مخازن تصنيع العبوات الناسفة... وأكثر من 350 عبوة مع متشددين في سيناء («الشرق الأوسط»)
الجيش يعثر على مخازن تصنيع العبوات الناسفة... وأكثر من 350 عبوة مع متشددين في سيناء («الشرق الأوسط»)

أعلن الجيش المصري تصفية 6 تكفيريين شديدي الخطورة وإصابة 4 آخرين في شمال سيناء، وذلك خلال مداهمات القوات المسلحة لأماكن اختباء العناصر التكفيرية والإجرامية في شبه جزيرة سيناء. بينما أحالت النيابة العسكرية 6 إرهابيين ينتمون لتنظيم «جنود الخلافة»، أحد أجنحة تنظيم داعش الإرهابي في مصر، إلى المحكمة العسكرية.
ويفرض الجيش والشرطة المصرية طوقاً أمنياً شديداً على المداخل الغربية لسيناء لمنع دخول الأسلحة والمتفجرات من خلال الأنفاق الموجودة شرقاً. وقال العقيد تامر الرفاعي المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية، إنه «تم تدمير 3 مخازن للعبوات الناسفة عُثر بداخلها على أكثر من 350 عبوة ناسفة، واكتشاف وتدمير 12 وكراً للعناصر التكفيرية و7 سيارات و13 دراجة نارية، وجسم نفق مبطن بالخشب على الشريط الحدودي بشمال سيناء».
وينشط بقوة في سيناء تنظيم «أنصار بيت المقدس» أو «ولاية سيناء» الذي بايع أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم داعش الإرهابي في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2014، وأطلق على نفسه «داعش سيناء».
ومنذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي إلى جماعة «الإخوان» الإرهابية، استهدف «داعش سيناء» العسكريين ورجال الأمن والارتكازات والنقاط الأمنية، وتبنى كثيراً من عمليات قتل جنود غالبيتهم في سيناء، إضافة إلى استهداف حافلة سياحية تقل أجانب قرب مدينة طابا، فضلاً عن استهداف الطائرة الروسية فوق سيناء.
في حين أحالت النيابة العسكرية في مصر 6 من أعضاء ما يسمى تنظيم «جنود الخلافة» أحد أجنحة تنظيم داعش في مصر إلى المحكمة العسكرية، بتهمة تفجير كنائس مار جرجس بطنطا، ومار مرقس بالإسكندرية، والبطرسية بالقاهرة، وذلك تمهيداً لتحديد جلسة محاكمتهم.
وتنظيم «جنود الخلافة» تم الإعلان عنه في يونيو (حزيران) الماضي، حيث نشرت صحيفة «النبأ» التابعة لـ«داعش» حواراً مع من أطلقت عليه أمير التنظيم في مصر عقب الهجمات الإرهابية التي استهدفت كنيستي مار جرجس بطنطا والمرقسية بالإسكندرية.
وقال أمير التنظيم إنهم تربطهم علاقات «أخوة» بتنظيم «ولاية سيناء»، وإنهم جميعاً يعملون تحت قيادة تنظيم داعش المركزي، وإن الهجمات الإرهابية التي نفذوها ضد الكنائس في القاهرة وطنطا والإسكندرية جزء من مخطط التنظيم في الحرب على الدولة المصرية، داعياً وقتها ما أطلق عليهم «ذئاب داعش المنفردة» إلى شن الهجمات على الجيش والشرطة في حالة فشلهم في الوصول إلى التنظيم.
وكشفت التحقيقات التي أجرتها السلطات المصرية مع أعضاء التنظيم وعددهم 6 أشخاص تنفيذ عمليات أخرى داخل القاهرة، تستهدف الأقباط خلال موسم الأعياد، كما كشفت التحقيقات أن أحد أفراد التنظيم الإرهابي تمكن من تشكيل عدة خلايا عنقودية، تعمل بشكل منفصل عن بعضها بعضاً، وأنه نسق مع مسلحي تنظيم داعش في سيناء بعد انضمامه إليهم عام 2014 وتواصله مع تنظيم داعش في ليبيا.
واعترف المتهمون خلال التحقيقات باشتراكهم مع عناصر «داعش» في استهداف كنيستي الإسكندرية وطنطا، وأنهم تلقوا منهم تدريبات على تركيب المتفجرات والهروب من الرقابة، فضلاً عن تلقينهم «الفكر الجهادي»، وإمدادهم بعدد من العناصر التي ساعدتهم في عملياتهم.
وذكرت التحريات أن الخلية كان قد رصدت عدداً من دور الأقباط لاستهدافها، من بينها كنيسة مار يوحنا في الزيتون، والكنيسة البطرسية، والكنيسة الإنجيلية، كما رصدت شخصيات إعلامية وقضائية وسياسية، وعدداً من سفراء الدول الأجنبية بهدف اغتيالهم.
وأرجعت مصادر أمنية أن سبب تكوين «داعش» للتنظيم الجديد هو الحفاظ على ما تبقى لهم في سيناء ومصر بعد أن بات تنظيم «ولاية سيناء» في مصر شبه منتهٍ، لازدياد الخلافات بينه وبينه قبائل سيناء، واشتداد هجمات الجيش والشرطة ضد التنظيم، مما يؤكد أن أيامهم في مصر باتت معدودة.
في سياق آخر، تمكنت الإدارة العامة لتأمين محور قناة السويس من ضبط بحار تركي بحوزته طائرة بريموت كنترول ذات تقنية عالية جداً (كاميرا جميع الاتجاهات، وبلوتوث)، والتي تستخدم في أعمال التجسس ومحظور دخولها البلاد دون الحصول على الموافقات الأمنية الخاصة، وبمواجهته عما أسفر عنه الضبط والتفتيش، نفى علمه بكونها ممنوعة أو محظوراً دخولها البلاد، وتمت إحالته على النيابة للتحقيق.
ووافقت الحكومة المصرية في مارس (آذار) الماضي على مشروع قانون يحظر استيراد أو تصنيع الطائرات المُسيرة آلياً ولاسلكياً في مصر، وحظر مشروع القانون كذلك الاتجار بها أو حيازتها أو استخدامها من قبل جميع المؤسسات أو الهيئات العامة والخاصة المصرية والعاملة في مصر، والأشخاص الطبيعيين والاعتباريين المصريين والعاملين في مصر، دون موافقة الجهات المختصة، ووفقاً لقواعد وشروط بعينها. ونص مشروع القانون على معاقبة من يخالف ذلك بالحبس من سنة إلى 7 سنوات، وتغريمه بين 5 آلاف و50 ألف جنيه مصري، وتضاعف العقوبة في حالة تكراره.


مقالات ذات صلة

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا اللفتنانت جنرال فيض حميد (منصة إكس)

بدء محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية

بدأ الجيش الباكستاني محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية، في خطوة من المحتمل أن تؤدي إلى تفاقم التحديات القانونية ضد رئيس الوزراء السابق المسجون.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
أوروبا أمرت النيابة العامة الفيدرالية بألمانيا باعتقال رجل يشتبه في كونه عضواً بجماعة «حزب الله» اللبنانية بهانوفر حيث يُعتقد أنه يعمل لصالحها داخل ألمانيا (د.ب.أ)

ألمانيا: إيداع سوري مشتبه في تعاطفه مع «داعش» بالحبس الاحتياطي

بعد عملية واسعة النطاق نفذتها الشرطة البافارية الأحد تم إيداع شخص يشتبه في أنه من المتعاطفين مع «تنظيم داعش» قيد الحبس الاحتياطي.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ - شتوتغارت )
آسيا شرطي يراقب أفراداً من الأقلية المسيحية الباكستانية وهم يستعرضون مهاراتهم في الاحتفال بأعياد الميلاد على أحد الطرق في كراتشي بباكستان 8 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

باكستان: مقتل شخصين يحملان متفجرات بانفجار قرب مركز للشرطة

انفجرت عبوة ناسفة كان يحملها مسلحان مشتبه بهما على دراجة نارية في جنوب غربي باكستان، بالقرب من مركز للشرطة، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (كويتا (باكستان))
أفريقيا وزير الدفاع الجديد تعهّد بالقضاء على الإرهاب في وقت قريب (وكالة أنباء بوركينا فاسو)

بوركينا فاسو: حكومة جديدة شعارها «الحرب على الإرهاب»

أعلن العسكريون الذين يحكمون بوركينا فاسو عن حكومة جديدة، مهمتها الأولى «القضاء على الإرهاب»، وأسندوا قيادتها إلى وزير أول شاب كان إلى وقت قريب مجرد صحافي.

الشيخ محمد (نواكشوط)

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.