قتلى وجرحى في قذيفة على «معرض دمشق» والمعارضة تتهم النظام

استمرار القصف على الغوطة وريف حمص... و«جيش الإسلام» يوقف القتال مع «الفيلق»

رجل من بلدة زملكا بريف دمشق على دراجته يجتاز أبنية دمرها القصف (رويترز)
رجل من بلدة زملكا بريف دمشق على دراجته يجتاز أبنية دمرها القصف (رويترز)
TT

قتلى وجرحى في قذيفة على «معرض دمشق» والمعارضة تتهم النظام

رجل من بلدة زملكا بريف دمشق على دراجته يجتاز أبنية دمرها القصف (رويترز)
رجل من بلدة زملكا بريف دمشق على دراجته يجتاز أبنية دمرها القصف (رويترز)

سقط عدد من القتلى والجرحى أمس في استهداف معرض دمشق الدولي بقذيفة هاون، في وقت لم يتوقف القصف على مناطق الغوطة الشرقية بريف دمشق وريف حمص الشمالي الخاضعتين لهدنة وقف إطلاق النار. يأتي ذلك في وقت أعلن «جيش الإسلام» التزامه بوقف القتال مع «الفيلق» في «الغوطة»، وهو ما شكّك به الأخير.
وأعلن التلفزيون الرسمي السوري أمس عن «سقوط قذيفة بالقرب من مدخل مدينة المعارض ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين»، من دون إعطاء تفاصيل عن عدد المصابين ومصدر إطلاق النيران. من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن القذيفة أدت إلى سقوط ما لا يقل عن 16 قتيلا وجريحا مرجحا ارتفاع العدد.
ويقام المعرض الذي سيستمر عشرة أيام، على مساحة تبلغ 74 ألف متر مربع في منطقة قريبة من مطار دمشق الدولي عند أطراف الغوطة الشرقية.
وقال وائل علوان، المتحدث باسم فيلق الرحمن لـ«الشرق الأوسط»: «لا يمكن أن تُستهدف منطقة المعرض بما يتوفر لدى الجيش السوري الحر من سلاح قريب المدى وبالتالي من قام بهذا الأمر هي قوات النظام التي تنشر عشرات مرابض الهاون حول دمشق وفي جبل قاسيون». وأضاف: «النظام هو من كان يستهدف أحياء دمشق والسفارة الروسية والآن معرض دمشق الدولي لإيجاد مسوغ لارتكاب المزيد من الجرائم والقصف على المناطق المحاصرة وليبقى يستعطف حلفاءه والمجتمع الدولي المتخاذل عن إنقاذ الشعب السوري»، مؤكدا أن «الجيش السوري الحر ملتزم بالقانون الدولي الإنساني الداعي لتحييد المدنيين وجميع البعثات الدبلوماسية والفرق الطبية والإنسانية عن كافة أنواع الأسلحة».
وحول الهدنة التي أعلن عنها نهاية الأسبوع الماضي في الغوطة، رأى أن «النظام ليس لديه أي نية للالتزام بها والقصف لم يتوقف منذ الدقائق الأولى لبدء الهدنة، ما أدى إلى سقوط ضحايا في صفوف المدنيين».
في موازاة ذلك، أعلن (جيش الإسلام)، أمس، في بيان له عن التزامه بوقف القتال مع «الفيلق»، «حرصاً على حقن الدماء وإنهاء للحال المتردية التي عاشتها الغوطة خلال المرحلة الماضية» وهو ما شكّك به علوان.
ودعا البيان «فيلق الرحمن» إلى الوفاء بالتزاماته المترتبة عليه سابقاً والتي تعهد بها أخيرا وأن ينهي ما تبقى من فلول جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام) الموجودة في قطاعه».
وفي بيان رده على «جيش الإسلام»، طالبه «الفيلق» بأن يكفَّ اعتداءاته وأذاه عن الغوطة الشرقية لدمشق وأهلها ومسلحيها، وأن يسحب مسلحيه على الفور من جميع المناطق التي اعتدى عليها وسلبها».
ميدانيا، تعرضت مناطق في بلدة حزة الواقعة في غوطة دمشق الشرقية، لقصف من قوات النظام، بنحو 15 قذيفة مدفعية، ما تسبب بوقوع 3 جرحى، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، بعد هدوء ساد الغوطة الشرقية لساعات عدة سبقه تصعيد أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
ولم يختلف الوضع في حمص وريفها الخاضعة بدورها لاتفاق هدنة منذ نحو 10 أيام. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: «شهدت مدينة حمص وريفها الشمالي ساعات دامية سجل خلالها سقوط عشرات القتلى الجرحى من المدنيين قبل أن يسود الهدوء الحذر صباح أمس».
وأفاد المرصد بتصاعد القصف من قبل قوات النظام مستهدفا منطقة الحولة وتلبيسة وبلدة الزعفرانة ومناطق أخرى في الريف الشمالي لحمص، كما شهدت أحياء مدينة حمص سقوط قذائف صاروخية عليها، بالإضافة لاستهداف الفصائل لمناطق سيطرة قوات النظام في قرية مريمين ومناطق أخرى في الريف الشمالي لحمص، وقد وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 6 مواطنين على الأقل ونحو 45 جريحا.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.