أميركا اللاتينية تواصل غزو الدوري الإسباني

المسابقة الأكثر شعبية في العالم عامرة بالعديد من نجوم القارة المنتظر تألقهم قبل مونديال روسيا

TT

أميركا اللاتينية تواصل غزو الدوري الإسباني

رغم رحيل البرازيلي نيمار دا سيلفا إلى الدوري الفرنسي والكولومبي جيمس رودريجيز إلى الدوري الألماني (بوندسليغا)، لا يزال الدوري الإسباني لكرة القدم عامرا بالكثير من نجوم أميركا اللاتينية المنتظر تألقهم في الموسم الأخير قبل كأس العالم 2018.
وتنطلق فعاليات الموسم الجديد للدوري الإسباني غدا لتتجه أنظار الملايين من عشاق كرة القدم في أميركا اللاتينية صوب هذا الدوري الذي يضم الكثير من نجوم أميركا اللاتينية، والذي يعتبر مؤشرا جيدا لما يمكن أن يقدمه هؤلاء النجوم مع منتخبات بلادهم في المونديال الروسي بعد أقل من عام واحد. وقبل بداية فعاليات الموسم الجديد، افتقدت بطولة الدوري الإسباني اثنين من النجوم البارزين من لاعبي أميركا اللاتينية، حيث انتقل جيمس رودريجيز من ريـال مدريد الإسباني إلى بايرن ميونيخ الألماني على سبيل الإعارة لعامين، كما رحل نيمار عن برشلونة الإسباني إلى باريس سان جيرمان الفرنسي في صفقة هي الأعلى في تاريخ كرة القدم، حيث سدد سان جيرمان الشرط الجزائي في عقد اللاعب وتبلغ قيمته 222 مليون يورو (263 مليون دولار).
ورغم هذا، سيواصل الدوري الإسباني جذبه لاهتمام ومتابعة المشجعين في أميركا اللاتينية خلال الموسم الأخير قبل المونديال الروسي. ويتصدر الأرجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة، والفائز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم خمس مرات سابقة، قائمة نجوم أميركا اللاتينية المحترفين في الدوري الإسباني. ويعتبر ميسي أحد أبرز النجوم في تاريخ اللعبة، كما ينتظر اللاعب موسم مهم للغاية بالنسبة له، وبخاصة في ظل رحيل نيمار إلى الدوري الفرنسي؛ وهو ما يعيد الأضواء بكاملها على ميسي الذي يعتمد عليه الفريق الآن بشكل شبه تام.
ويسعى ميسي إلى تقديم موسم استثنائي ليكون حافزا إضافيا له قبل المونديال الروسي الذي ينتظر المنتخب الأرجنتيني التأهل إليه بقيادة مديره الفني الجديد خورخي سامباولي. وينطبق هذا أيضا على الأرجنتيني الآخر خافيير ماسكيرانو، زميل ميسي في صفوف برشلونة. ويواجه ميسي وماسكيرانو مع منتخب التانغو الأرجنتيني اختبارا صعبا بعد أسبوعين، حيث يلتقي الفريق منتخب أوروغواي في تصفيات قارة أميركا الجنوبية المؤهلة لمونديال 2018. وتشهد هذه المباراة المرتقبة مواجهة محتملة بين ميسي وماسكيرانو والأوروغوياني لويس سواريز زميلهما في صفوف برشلونة. كما قد تشهد المباراة نفسها مشاركة دييغو جودين وخوسيه ماريا خيمينيز مدافعي منتخب أوروغواي اللذين يلعبان لأتلتيكو مدريد الإسباني تحت قيادة المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني.
ويضم أتلتيكو عددا آخر من لاعبي الأرجنتين مثل أوغوستو فيرنانديز وآنخل كوريا ونيكولاس جايتان ولوسيانو فيتو الذين يسعون للتألق في هذا الموسم المهم قبل المونديال الروسي. ويضم ريـال مدريد هذا الموسم ثلاثة من نجوم من أميركا اللاتينية، وهم حارس المرمى الكوستاريكي الدولي كيلور نافاس ولاعبا الوسط البرازيليين مارسيلو وكاسيميرو.
كما سيكون من المهم للغاية متابعة المدرب الأرجنتيني إدواردو بيريزو في موسمه الأول مع فريق إشبيلية، حيث تولى تدريب الفريق خلفا لمواطنه سامباولي. وكان بيريزو قدم مسيرة رائعة في قيادته لفريق سلتا فيغو الإسباني. ويضم فريق إشبيلية عددا من لاعبي الأرجنتين أيضا مثل غابرييل ميركادو ونيكو باريخا وخواكين كوريا والعائد إيفر بانيغا، إضافة إلى عدد آخر من نجوم أميركا اللاتينية، مثل البرازيلي غانسو والكولومبي لويس فيرناندو مورييل.
كما يخوض المدرب الأرجنتيني لويس زوبيلديا تجربته الأولى في الدوري الإسباني مديرا فنيا لفريق ديبورتيفو ألافيس، حيث تولى مسؤولية الفريق خلفا لماوريسيو بيليغرينو الذي انتقل لتدريب ساوثهامبتون الإنجليزي. وعاد المكسيكي أندري غواردادو إلى الدوري الإسباني من خلال اللعب لفريق ريـال بيتيس، بينما سيشهد الموسم الحالي الشهور الأخيرة للمكسيكي الآخر كارلوس فيلا مهاجم ريـال سوسييداد في الدوري الإسباني، حيث أعلن اللاعب انتقاله للدوري الأميركي في يناير (كانون الثاني) المقبل.
ويبدو ريـال مدريد مفعما بالثقة عقب الفوز بثنائية الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا لكرة القدم في الموسم الماضي. وفي ظل تراجع قوة اثنين من أبرز منافسيه، فإن الفريق الملكي يبدو في موقع مثالي يرشحه بقوة للاحتفاظ بتفوقه وللاستمرار في القمة في إسبانيا. وباستمرار عزز ريـال مدريد تشكيلته القوية في ظل رغبته في الاحتفاظ باللقب لأول مرة منذ 2008.
وحرم برشلونة في المقابل من أحد أبرز المواهب العالمية، وهو البرازيلي نيمار الذي انتقل إلى باريس سان جيرمان بينما لا يستطيع أتلتيكو مدريد تسجيل أي لاعبين جدد بسبب العقوبة المفروضة عليه. وحصل ريـال على خدمات اثنين من أبرز المواهب الشابة في الكرة الإسبانية بضم الظهير الأيسر ثيو هرنانديز ولاعب الوسط داني سيبايوس، كما أعاد خيسوس فاييخو وماركوس يورينتي بعد فترات إعارة ليضيف الفريق بعدا إضافيا للتشكيلة القوية والمتنوعة من الأساس.
وكان توفر البدائل من أهم أسباب حصد ريـال لقب الدوري لأول مرة في خمس سنوات الموسم الماضي؛ إذ نجح المدرب زين الدين زيدان في انتهاج سياسة التناوب بشكل مثالي، وبخاصة أمام الفرق الأقل قوة. وتأثرت القوة الهجومية البديلة بعض الشيء برحيل ألفارو موراتا وجيمس رودريجيز؛ إذ سجلا معا 31 هدفا في كل المسابقات خلال الموسم الماضي.
وقضى ريـال مدريد فترة محبطة في الولايات المتحدة استعدادا للموسم الجديد، لكن انتهت أي شكوك بشأن الفريق عندما قدم عرضا رائعا وفاز 2 - 1 على مانشستر يونايتد ليحرز لقب كأس السوبر الأوروبية رغم خوض معظم فترات اللقاء دون نجمه كريستيانو رونالدو الذي شارك بديلا في الدقائق الأخيرة. ومن المنتظر أن يكون أفضل لاعب في العالم أربع مرات هو الهداف الأول لريـال هذا الموسم من جديد بعدما وصل إلى قمة مستواه في نهاية الموسم الماضي.
لكن في الواقع، فإن أهم مصادر قوة ريـال مدريد يكمن في إمكانية تشكيل خطورة على المنافسين بطرق عديدة. ونجح 21 لاعبا الموسم الماضي في التسجيل لريـال وأحرز سبعة لاعبين عشرة أهداف أو أكثر ومنهم المدافع سيرجيو راموس، كما هز الفريق شباك منافسيه في آخر 66 مباراة رسمية.
وعلى سبيل المثال، تحول البرازيلي كاسيميرو من لاعب وسط مدافع إلى لاعب يتقدم كثيرا داخل منطقة جزاء المنافس واعتاد التسجيل في المباريات الكبيرة؛ إذ هز الشباك في كأس السوبر الأوروبية، وكذلك في نهائي دوري الأبطال، كما سجل أمام برشلونة ونابولي وأتليتيك بيلباو. وأصبح إيسكو من أكثر العناصر المؤثرة في تشكيلة ريـال في ظل امتلاكه مهارة فردية عالية وقدرة على الاختراق والتوغل في دفاعات المنافسين، ومن المتوقع أن يحصل على دور أكبر هذا الموسم، وهو ما يهدد مكانة غاريث بيل بصفته لاعبا أساسيا.
وربما تكون من أكبر التحديات التي تنتظر زيدان هي مدى قدرته على مواصلة تحفيز لاعبيه للمزيد من النجاح. لكن يبدو أن زيدان لا يعاني في ذلك بعدما حصد ستة ألقاب في أكثر قليلا من 18 شهرا في تدريب ريـال. وقال الفائز السابق بكأس العالم لاعبا عقب إحراز كأس السوبر «نحن نعرف أن هناك الكثير من المواهب في تشكيلتنا، وبالعمل الجاد يمكننا مواصلة تحقيق المزيد». وأضاف: «الفريق لديه شعور كبير بالنهم والرغبة الدائمة في تحقيق المزيد من الإنجازات».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».