ميشيل كيلو

ميشيل كيلو
رئيس مركز حريات للدفاع عن حرية الرأي والتعبير في سورية، وهو ناشط في لجان إحياء المجتمع المدني وأحد المشاركين في صياغة إعلان دمشق محلل سياسي وكاتب.

خطوة لا داعي لها!

للمرة الثانية خلال ثلاثة أشهر، تهب علينا زوبعة دعائية جد مؤذية بسبب معلولا، الموقع التاريخي/ الأثري/ الديني، الذي يعرفه أو يسمع به خلق كثير في العالم، يرى فيه مكانا فريدا وخاصا بمعنى الكلمة، سواء نظرنا إليه من الناحية التاريخية أم الأثرية أم الدينية. في المرة الأولى، وكنا في سبتمبر (أيلول) الماضي، دخل الجيش الحر إلى البلدة ثم أعلن بلسان أحد قادته أنه سينسحب منها بعد نصف ساعة، ولن يتعرض لأي إنسان مهما كانت عقيدته أو دينه، وأنه يكن كل الاحترام لقدسية وتاريخية المكان.

انتصار مؤقت!

يعتقد رهط غير قليل من المراقبين أن أميركا ضعفت في الوطن العربي، وأنها تنسحب منه تاركة مكانها لروسيا، التي تتقدم في كل مكان، وحتى في إسرائيل، التي قال وزير خارجيتها بأنها تبحث اليوم عن حليف آخر غير واشنطن. وقد طرحت فكرة «الانسحاب الأميركي» في لقاء «صير بني ياس» في الإمارات العربية المتحدة، الذي يحضره في العادة خبراء استراتيجيون، وساسة مخضرمون، وصناع رأي دوليون- وجنرالات لعبوا أدوارا مهمة في سياسات أميركا حيال المنطقة العربية، ورؤساء وزارات ووزراء لطالما قرروا سياسات بلدانهم.

تغيب الثورة فيكثر المتحدثون باسمها!

عودنا نظام البعث على التحدث باسمنا دون تفويض أو تكليف منا. وعودنا أن ينسب ترهاته وسخافاته إلينا نحن الذين كنا ضحايا قمعه المخيف الذي أخرسنا، فهو لا يقرر ولا يقول، وإنما نحن نقرر له وندفعه إلى قول ما يقوله بالنيابة عنا.

الريف العلوي في مفترق مفصلي

تخضع منطقة الساحل السوري، وبالذات منها محافظتا اللاذقية وطرطوس، لما تخضع له بقية محافظات سوريا، ومع أنها لا تقصف اليوم وتدمر بالمدافع والدبابات والطائرات، فإنها لن تنجو من مصير بقية الوطن إن تمرد أهل الساحل أو ثاروا، أو نظموا صفوفهم خارج إطار الأسدية، الأمر الذي يطرح أكثر فأكثر على جدول أعمال الواقع، وليس شيئا مستحيلا أو مستبعدا، كما يعتقد كثيرون. يحتل المنطقة الساحلية، وبالأخص منها المنطقة العلوية، شيء يسمونه «جيش الدفاع الوطني»، يبدو أنه أخذ اسمه من «جيش الدفاع الإسرائيلي»، هو قطعات شبه عسكرية تضم بصورة رئيسة شبيبة عاطلين عن العمل، استدرجت إلى العمل الأمني والقمعي المسلح وفق عقود لا تذكر نو

هزيمة «الأذكياء»!

بدأت روسيا تدفع ثمن الأخطاء الكارثية التي اقترفتها في سوريا، بدفاعها عن نظام مجرم حكم على نفسه بهزيمة حتمية، حين وضع نفسه في مواجهة دامية مع شعب صمم على التخلص منه، بينما جعل هو إدامة حكمه المخالف للطبيعة هدفا وحيدا له، أوهمه بأنه بوسع أقلية التحكم الأبدي في أغلبية ترفضها، إن هي مارست عليها قدرا من القهر يخضعها لها، مهما بلغ من فسادها وعنفها كأقلية متسلطة. ولأن روسيا بوتين تبنت منذ بداية الصراع أطروحة رأت في الحدث السوري صراع الأصولية الإسلامية ضد «آخر النظم العلمانية في المنطقة»، ولم تر فيه مطالب مشروعة لشعب مظلوم يقوض قبولها الأصولية، إسلامية كانت أم علمانية، فإنها تجاهلت حقيقة تفقأ العين هي

مأزق الائتلاف!

تدفع الثورة السورية اليوم ثمنا باهظا للإهمالات والأخطاء التي اقترفتها المعارضة طيلة عامين ونصف العام من الصراع مع نظام الظلم والطغيان الأسدي.

فلسطين وسوريا: مصير واحد

لا مبالغة في القول: إن مصير الحل في فلسطين صار مرتبطا بمصير الثورة في سوريا، وإن نجاح الثانية سيؤدي حتما إلى تحقيق نجاحات في الأول، لما بين البلدين والشعبين من وشائج وثيقة ومتبادلة، وما تعلمه الشعب السوري من الثورة الفلسطينية، وعرفه من خلالها، واختزنه من وعي، وهو يتابعها ويتعاطف معها، خاصة بعد نشوب الانتفاضات التاريخية الكبرى، بدءا من عام 1987، التي أقنعت عامة السوريين أن بوسع العين ملاطمة المخرز، والضعيف مواجهة القوي، بسلاح الحق الذي لن يضيع ما دام وراءه من يطالب به. كان السوريون يتابعون النضال الوطني الفلسطيني بقدر استثنائي من التفهم والتعاطف، وكانت أعداد كبيرة منهم منخرطة فيه، لإيمانهم بأن

بين مصر وسوريا

هناك من يعتقد أن مركز ثقل الأحداث العربية انتقل من سوريا إلى مصر، وأن هذا يفسر تراجع الاهتمام العربي عامة، والخليجي خاصة، بسوريا، خلال الشهرين الأخيرين. هذا الاعتقاد، إن كان موجودا، فهو يعبر عن تخبط في خيارات السياسة العربية، التي تخطئ كثيرا إن هي اعتقدت أن ما يجري في سوريا أقل أهمية بالنسبة للمصير العربي مما يحدث في مصر.

اعتراف خطير!

كشفت مصادر أميركية، قريبة من مطابخ صنع القرار وعارفة بما يجري فيه، وقائع مذهلة تتصل بتصرفات الرئيس أوباما خلال التعاطي مع مأساة سوريا، وبموقف كبير مستشاريه ومدير البيت الأبيض التنفيذي من السياسات التي يجب اتباعها فيها. فالرئيس أوباما، الذي بدأ عهده بخطب بليغة عن حقوق البشر والمصالحة بين أميركا والعالم الإسلامي، يتابع خلال الاجتماعات الخاصة بسوريا ما هو مكتوب على «آيباده»، ويتلهى بالرسائل التي تصله على حسابه الشخصي في الـ«فيس بوك»، متجاهلا ما يقال حول سوريا، ناهيك عن المشاركة في رسم مواقف إدارته حيال كارثة سوريا الكبرى.

عن إيران و روحاني!

بانتخاب روحاني، صديق رفسنجاني الإصلاحي المعتدل، خلفا لأحمدي نجاد، تكون إيران قد وضعت نفسها على مفترق طرق متشعب الدلالات، وقامت باختيار سياسي متنوع الأبعاد، ربما كانت تريد الخروج بمعونته من وضع مرتفع الكلفة صار من الصعب السيطرة عليه أو العيش في ظله، وضعها في ظرف اقتصادي عصيب، بينما كبدتها خياراتها الإقليمية، وبالأخص حربها ضد شعب سوريا، خسائر جسيمة بمليارات الدولارات أنفقت على تمويل حرب يشنها نظام باغ ضد شعب مسلم، فضلا عن خسائرها البشرية في هذه الحرب، وهي جسيمة بأي معيار، والدلالة ما حدث حين دمر الجيش الحر قافلة عسكرية في الغوطة وأسر 20 ضابطا وجنديا، تبين أن بينهم سبعة عشر إيرانيا! يطرح انتخاب