ميشيل كيلو

ميشيل كيلو
رئيس مركز حريات للدفاع عن حرية الرأي والتعبير في سورية، وهو ناشط في لجان إحياء المجتمع المدني وأحد المشاركين في صياغة إعلان دمشق محلل سياسي وكاتب.

لعبة سخيفة ومكشوفة!

شن طيران النظام منذ أيام غارة جوية على مبنى محافظة الرقة، حيث يتمركز قادة «داعش» منذ قرابة أربعة أو خمسة أشهر من دون أي إزعاج من طيران الأسد، أو من فرقة جيشه رقم 17، التي تقصف الرقة ليلا ونهارا، أو من اللواء 93 المرابط في إحدى ضواحي المدينة كي ينهال بقنابله وصواريخه على المواطنين المسالمين، بمناسبة وبلا مناسبة. أخيرا، وعندما افتضحت بالوثائق والأدلة الدامغة علاقات الإرهاب الأسدي بالإرهاب الداعشي، أمر النظام طيرانه بشن غارة على مقر «داعش» في مدينة الرقة، ليتنصل من ورطته الداعشية، ويتاجر بالغارة في جنيف، ويقدم نفسه كحام للعالم من الإرهاب، ردا على بيان الدول الإحدى عشرة في باريس، الذي اتهمه بالتعا

فرصة يتيحها قهر «داعش»!

عثر مقاتلو «الجيش الحر» في أوكار وجحور «داعش» على صور ووثائق كاشفة تفضح نظام الأسد، الذي يدعي كذبا أن معركته ضد شعبه هي معركة آخر نظام علماني في الشرق الأوسط ضد الأصولية والإرهاب.

ما عاد بدهم شعب!

خلال أحداث أعوام 1979 - 1982، زار وزير الخارجية السوفياتي سوريا مرات متكررة لشد أزر حافظ الأسد ورفع معنوياته. في أحد اللقاءات، سأل الضيف الرئيس: هل المخابرات والجيش معك؟.. حين أجاب الأسد بـ«نعم»، قال ضيفه: «في هذه الحالة، لا أهمية للشعب». في عام 1961، وكنت في طريقي إلى ألمانيا للدراسة، مرت أمامي في أحد شوارع دمشق الرئيسة مظاهرة تندد بالحكومة. بما أنني كنت مناضلا معاديا للحكومات، فقد انضممت إلى المتظاهرين وشرعت ألوح بيدي في الهواء وأطلق هتافات قوية ضد الحاكمين.

خيارات سورية!

من الصعب اليوم استشراف منطويات وأبعاد تدمير سوريا، سواء في ما يتعلق بأهميتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، أو بما تمثله من إرث حضاري ودور تاريخي.

داعش: هل هي فصيل معارض؟

ليس بين نجاحات النظام ما يوازي نجاحه في فبركة وتصنيع تنظيمات أصولية - إرهابية قال عند بدء الثورة إنه يقاتلها ليحمي الشعب منها.

موقف مطلوب !

يتردى الوضع السوري بسرعة، لأسباب بينها دخول قوى أجنبية إلى ساحة الصراع الدائر فيها من غير البوابة التي اختارها شعبها لبلوغ مطلبه الرئيس، حريته، التي يريد استعادتها بعد 50 عاما من استبداد البعث الأسدي.

ثورة برؤوس متعددة!

من غرائب الثورة السورية أنها نجحت في بناء قوى تدافع عنها، لكنها فشلت في توحيدها أو وضع حد لتبعثرها، وأنها تمكنت من تحرير أكثر من نصف بلادها رغم افتقارها إلى قيادة موحدة تنسق نشاط مكوناتها المقاومة والسلمية، وتوفق بين حراك شعبها وقتال مقاوميها. ومن غرائب الثورة نجاحها رغم لا مركزيتها، التي تعتبر ظاهرة استثنائية، فالثورات لم تنتصر من دون مركزية صارمة، وإلا فإنها لا تتنامى من الضعف إلى القوة، وتنتقل من السياسة إلى الحرب، ومن السلمية إلى العنف، ولا توطد بعد هذا كله أركانها تحت أنظار نظام بطاش يستخدم جيشه لسحق معارضة تنتقل من الأرياف إلى المدن وبالعكس، من المدن إلى الأرياف، ومن المناطق الأقل تطورا

مرحلة ما بعد النظام!

مع بداية الثورة الشعبية السلمية في منتصف مارس (آذار) من عام 2011، دخلت سوريا مرحلة ما بعد النظام، التي كانت قد شرعت تتخلق مع فشله في تقديم أي شيء يتفق ووعوده التي كان قد قطعها خلال قرابة نصف قرن للشعب، وعجزه عن تقديم وعود جديدة قادرة على تخدير السوريين وتضليلهم، وإقناع قطاعات مؤثرة منهم باستمرار دعمها له. يعيش شعب سوريا منذ نيف وثلاثة وثلاثين شهرا فيما أسميه «مرحلة ما بعد النظام»، التي تتجلى بوضوح في عصيان وطني ومجتمعي شامل ينخرط القسم الأكبر من المواطنات والمواطنين فيه، ويأخذ أشكالا متنوعة من المقاومة السلمية والمسلحة، ويتجسد في الأرقام التي تنشرها منظمات دولية متخصصة، تتحدث عن قرابة 15 مليون

النظام السوري والطوائف!

لا تبقى أي شرعية لأي حكومة تقسم شعبها إلى زمر وعصب موالية ومعارضة لها. ولا يكون أي نظام وطنيا أو شعبيا إن هو قرب الموالين وعادى المعارضين، أو وضع هؤلاء في مواجهة أولئك، أو حرض أحدهما ضد الآخر، أو خلق أجواء حرب أهلية بين من يفترض أنهم مواطنوه. إن الحكومة التي تفعل هذا تكون خائنة بأي معيار وطني. وتزداد خيانتها فظاعة إن كانت سياساتها موجهة على نحو إرادي إلى شرخ مجتمعها وتقسيمه وفق أسس طائفية أو طبقية أو سلطوية أو جهوية... إلخ، أو كانت تسكت عمن يمارس نهجا كهذا. استولى البعث على السلطة في ظرف خاص.

الشمولية في ذروة جنونها!

عبرت الثورة السورية عن انفجار صراع شامل بكل معنى الكلمة، بين واقع الشمولية الاستبدادية التي يجسدها النظام ومبدأ الحرية الذي جسده مجتمع سوريا الثائر ضده، بغض النظر عما آل إليه مبدأ الحرية اليوم، وانتهى إلى انتقاله من طور الإعلان المدوي عن نفسه إلى طور كمون متزايد لدى أغلبية شعبية وازنة، تعرض قسم كبير منها للتحييد تحت وطأة العنف السلطوي الشامل، وتأثير ردود فعل أطراف متعسكرة برزت مع تنامي أصولية تجسد شمولية سياسية ومذهبية مضاعفة، تحملها تيارات قاعدية الهوى والممارسات، وتعد بتطبيقها بالعنف والغلبة، أسهم تقدمها السريع خلال الفترة الأخيرة في تراجع دور المعارضة الديمقراطية والوطنية، وفرض عليها الرضوخ