سعود الفيصل: رؤية القيادة الرشيدة حققت للمملكة مكاسب مهمة على الأصعدة كافة

أكد الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، أن المملكة استطاعت من خلال الرؤية الواضحة التي تمتلكها القيادة الرشيدة للسياسة الخارجية من تحقيق مكاسب مهمة على الأصعدة الاقتصادية والسياسية، أسهمت بفضل من الله عز وجل في ارتقاء مكانتها، وعلى شأنها، وتشكيلها قوة اقتصادية إقليميا ودوليا.
وبمناسبة الذكرى التاسعة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قال الأمير سعود الفيصل:
ترسم القيادات تاريخ بلادها من خلال مجموعة متكاملة ومترابطة بين القيم السماوية والإنسانية، والاستراتيجيات المتناسقة بين الداخل والخارج، لصنع منظومة من الرؤى التي تحمل الخير لمستقبل الوطن والمواطن، وأيضا هموم الإنسانية التي يتشارك البشر فيها.
وأضاف: «ومن هؤلاء يأتي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله -، الذي بذل خلال مسيرته الطويلة الكثير في مختلف الأصعدة، ولعل جانبا منها يؤكد أن الأعمال التي تحققت كانت خلفها عزيمة صادقة، وتؤكد الثقة المتنامية في السياسة الخارجية وبالعلاقات الإقليمية والدولية للمملكة في جميع المحافل، من خلال المبادرات الكثيرة التي تبنتها بلادنا تحقيقا للمصالح العربية والإسلامية وتحمل هموم الإنسان أينما كان، كما أنها تعزز وتعمق دور المملكة ومكانتها على المستويين الإقليمي والدولي».
وتابع وزير الخارجية يقول: «فمنذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود مقاليد الحكم، كان سعيه للاستمرار على نهج والده وإخوانه من الملوك، في دعم مكانة المملكة، والوقوف في صف القضايا العربية والإسلامية، من خلال تكريس السياسة الخارجية لهذه الأهداف النبيلة، إضافة إلى تبني مبادرات عالمية تعكس القيم الإسلامية الأصيلة التي تتبناها المملكة لخدمة البشرية وتسهم في سعادتها وتحقق لها الأمن والسلام المنشودين، وكان التأكيد على أن سياسة المملكة، الهادفة إلى علاقات أخوية واستراتيجية، قائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، كما تتسق رؤيته لتطوير مسيرة مجلس التعاون لدخول الخليج العربية من إطار التعاون إلى إطار الاتحاد، كخطوة رائدة لبناء منظومة قادرة وقوية على بناء مستقبلها، وتشكيل اتحاد يرفع من مكانة دول المجلس إلى آفاق أرحب في المنظومة الإقليمية والدولية، وتشكيل قوة اقتصادية وسياسية متسقة في عملها وترسم مستقبلها من خلال استراتيجية واضحة المعالم والرؤى. وكذلك التأكيد على مبادئ ميثاق دول مجلس التعاون الخليجي الذي يطالب بحفظ هذا الكيان من أي انتهاك، والمساهمة في حماية دوله من أي مخاطر تتعرض لها، ويجسد الرغبة الأكيدة التي تحرص المملكة على تحقيقها بين دول المجلس في صياغة علاقة متكاملة ومترابطة تخدم الطموحات وتحقق القرارات التي اتخذها قادة دول المجلس في قممهم واجتماعاتهم».
وأضاف: «وعلى الصعيد العربي، رسمت المملكة سياستها الخارجية، وفق رؤية تهدف إلى وحدة الصف العربي، وترميم ما يشوبه من خلافات، والمساعدة على تجاوز المشاكل التي تعيشها بعض البلاد التي عانت من مشاكل داخلية من خلال مد يد العون لها، والإسهام في تضميد جراحها، وفي حل خلافاتها بما يحقق لها الأمن والأمان والحياة الكريمة».
وقال الأمير سعود الفيصل: «كما استمرت المملكة في دعمها للقضية الفلسطينية، لتحقيق الحل العادل والدائم والشامل المنشود وعلى أساس مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز التي أصبحت المبادرة العربية للسلام، وتأييدها لقضية الشعب السوري، وإيقاف القتل والمجازر التي يتعرض لها، والتأكيد على أهمية مشاركة المجتمع الدولي في رفع المعاناة عن هذا الشعب، وتقديم يد المساعدة له، والدعوة إلى تحمل مسؤوليته في وقف هذه الانتهاكات الصارخة المستمرة منذ نحو أربع سنوات، وتمكين الشعب السوري من الدفاع عن نفسه أمام آلة القتل اليومية التي يتعرض لها.
وعلى الصعيد الإسلامي، كانت مبادرات خادم الحرمين الشريفين، تأصيلا للعمل الإسلامي الهادف إلى خلق سياسات اقتصادية وسياسية واجتماعية متطورة، تتبنى تنمية العالم الإسلامي، حيث استمرت المملكة في دعم الاتفاقات التي أنجزت من خلال القمم الإسلامية التي استضافتها خلال السنوات الماضية.
وعلى الصعيد الدولي، كانت رؤية خادم الحرمين الشريفين في مواقف المملكة وسياستها الخارجية، موضع تقدير واحترام من الجميع، عززت من مكانة المملكة، وجعلت مواقفها تلقى قبولا وتأييدا عالميا، كما أن المبادرة السامية لتعزيز التقارب والحوار بين أتباع الأديان والحضارات، مستمرة في فعالياتها وجني ثمارها في إيجاد لغة مشتركة للحوار بين أتباع الديانات على مختلف أجناسهم ومعتقداتهم للتفاهم والالتقاء على القواسم المشتركة».
وأضاف: «واستطاعت المملكة من خلال الرؤية الواضحة التي تمتلكها القيادة للسياسة الخارجية من تحقيق مكاسب مهمة على الأصعدة الاقتصادية والسياسية، أسهمت بفضل من الله عز وجل في ارتقاء مكانتها، وعلى شأنها، وتشكيلها قوة اقتصادية إقليميا ودوليا، تمثل في مكانة المملكة ودخولها ضمن دول مجموعة العشرين، التي ترسم السياسة الاقتصادية للعالم، وأصبحت تحتل مرتبة متقدمة في اقتصاديات الدول الناشئة، وهي انعكاس للمنجزات التي تحققت على المستوى الداخلي، والنمو الكبير الذي خططت له البلاد بقيادة خادم الحرمين الشريفين.
واختتم الأمير سعود الفيصل بالقول: «إن هذه المنجزات لم تكن لتتحقق لولا فضل الله عز وجل ثم الثقة الكبيرة والتأييد والدعم الكامل التي أولاها الشعب السعودي لسياسات خادم الحرمين الشريفين، التي دفعت بها للأمام وحققت لها الاستمرارية في خدمة العقيدة السمحاء والوطن، والعالمين العربي والإسلامي، والأمن والسلم الدوليين».