تراجع كبير للنظام والعشائر في ريف الرقة

سجّل يوم أمس تراجع كبير لقوات العشائر الموالية للنظام في ريف الرقة الشرقي، حيث أعلن عن سقوط عشرات القتلى والأسرى في صفوفهم نتيجة الهجمات التي نفذها «داعش»، فيما استمرت الاشتباكات في محاور عدة في مدينة الرقة، بين التنظيم وقوات سوريا الديمقراطية التي أعلنت أنها باتت تسيطر على 60 في المائة من المدينة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن «داعش» واصل هجومه المعاكس على مواقع قوات النظام وقوات العشائر الموالية لها في بادية غانم العلي بريف مدينة معدان الغربي في الريف الشرقي للرقة، محققا تقدما جديدا بفرض سيطرته على قريتي البوحمد والحردان وعلى أجزاء من قرية غانم علي. وترافقت الاشتباكات مع قصف مكثف واستهدافات متبادلة، حيث تمكن التنظيم أيضاً من أسر العشرات من عناصر قوات العشائر وقتل ما لا يقل عن 15، بحسب المرصد.
وفي محاور المدينة، حيث استمرت المواجهات بين «سوريا الديمقراطية» و«داعش»، ارتكزت الاشتباكات على محاور أحياء البريد والمنصور والروضة ودرعية الغربية ومحاور أخرى بالأطراف الشمالية الغربية من المدينة القديمة.
وقال القيادي في مجلس منبج العسكري المعروف باسم أبو علي نجم، إن «سوريا الديمقراطية» باتت تسيطر على مساحة 60 في المائة من مساحة مدينة الرقة بعد تحرير حي نزلة شحادة واقتحام القوات لشارع 23 شباط وسوق حي المنصور، مؤكدا أن قواتهم لا تزال مستمرة في التقدم رغم كافة الصعوبات التي تعترضهم من ألغام وعربات مفخخة ووجود المدنيين وقناصة «داعش».
وترافقت الاشتباكات، بحسب المرصد، مع قصف طائرات التحالف الدولي على محاور القتال ومناطق أخرى في المدينة بالإضافة للقصف الصاروخي المتبادل وتفجير التنظيم لعربات مفخخة.
ووثق المرصد السوري مقتل سبعة مدنيين جراء قصف طائرات التحالف الدولي على مناطق في الرقة، ليرتفع إلى 622 مدنيا على الأقل عدد القتلى المدنيين منذ بدء المعركة، مشيرا كذلك إلى سقوط نحو 32 عنصرا من التنظيم في قصف التحالف والاشتباكات و6 عناصر في صفوف «سوريا الديمقراطية».
ولفت المرصد إلى المعاناة الإنسانية التي يعيشها أبناء الرقة على وقع المعارك، مشيرا إلى انعدام الكثير من المواد الغذائية. ونقل عن مصادر قولها إنه منذ أسابيع تغيب الخضر والفواكه عن سوق المدينة، كما تناقصت الأدوية بشكل حاد، مع قلة مياه الشرب وارتفاع أسعارها بينما بات الغذاء الرئيسي المعتمد عليه من قبل الأهالي هو الحبوب والأرز والبقوليات التي تم تخزينها في وقت سابق، بينما يقوم عناصر التنظيم بكسر المحال التجارية وإخراج محتوياتها، وخاصة محلات الألبسة.
من جهة أخرى، نفى الناطق الرسمي لقوّات سوريا الديمقراطيّة «طلال سلو» ما أوردته بعض وسائل الإعلام وصفحات وسائل التواصل الاجتماعي حول تقديم استقالته لأسباب مجهولة.
وقال سلو: «للتوضيح ومنعا لأي التباس، أنا ما زلت على رأس عملي وحاليا موجود بالقيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية»، مضيفا: «اليوم بمناسبة الذكرى الأولى لتحرير مدينة منبج سأمثل القيادة العامة بتلك الاحتفالات بصفتي عضو القيادة العامة للقوات وناطقا رسميا لقوات سوريا الديمقراطية»
ونشرت وسائل الإعلام في وقت سابق خبر إصابة «سلو» جراء استهداف موقعه في الرقة، وهو ما نفته «سوريا الديمقراطية».