كاثرين تقود «يوروبول» وميشيل تراقب تنفيذ إجراءات مواجهة الإرهاب عالمياً

بلجيكيتان على رأس هيئتي المختصة بمكافحة التطرف في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي

البلجيكيتان كونيكس وديبولي («الشرق الأوسط»)
البلجيكيتان كونيكس وديبولي («الشرق الأوسط»)
TT

كاثرين تقود «يوروبول» وميشيل تراقب تنفيذ إجراءات مواجهة الإرهاب عالمياً

البلجيكيتان كونيكس وديبولي («الشرق الأوسط»)
البلجيكيتان كونيكس وديبولي («الشرق الأوسط»)

لم تمض سوى أسابيع قليلة على الإعلان في بروكسل، عن ترشيح كاثرين ديبولي رئيسة الشرطة الفيدرالية في بلجيكا، لرئاسة مكتب الشرطة الأوروبية «يوروبول»، المختص بمساعدة الدول الأعضاء في الاتحاد على مكافحة الجريمة الدولية وجرائم الإرهاب، ثم جاء الإعلان عن ترشيح سيدة بلجيكية أخرى لتولي رئاسة لجنة تابعة للاتحاد الأوروبي مختصة بمكافحة الإرهاب، وهو الأمر الذي أثار اهتمام الأوساط الإعلامية وغيرها في بلجيكا.
واختيرت البلجيكية ميشيل كونينكس لتولي منصب المدير التنفيذي للجنة مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة، لتحل محل الفرنسي جان بول لابورد، وقد أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيراس عن هذا الأمر، واهتمت به وسائل الإعلام البلجيكية في بروكسل أمس. ولا تزال كونينكس تشغل حتى الآن منصب رئيس مكتب الوكالة العدلية للاتحاد الأوروبي «يوروجست» التي تتخذ من لاهاي الهولندية مقرا لها، والمعنية بتنظيم العمل في القضايا العدلية بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، كما تتولى أيضاً رئاسة فريق مكافحة الإرهاب في وكالة العدل الأوروبية.
وكانت كونينكس قد شغلت في وقت سابق منصب المدعي العام في بروكسل، وتخصصت في قضايا ذات الصلة بالإرهاب والجريمة المنظمة، وحصلت على درجتي ماجستير في القانون وعلم الجريمة من جامعة بروكسل الحرة. وكانت الهيئة التنفيذية لمكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة، قد أنشئت في أعقاب هجمات نيويورك في سبتمبر (أيلول) 2001 ومهمتها هي مراقبة تنفيذ إجراءات مكافحة الإرهاب في الدول الأعضاء بالأمم المتحدة وتوثيق التعاون بين تلك الدول في مجال مكافحة الإرهاب.
وشاركت كونينكس في الشهر الماضي في إحدى جلسات البرلمان الأوروبي ببروكسل وقدمت أحدث تقرير لوكالة العدل الأوروبية «يوروجست»، حول ملف التطرف والمقاتلين الأجانب، وجرى الإعلان عن محتوى التقرير الجديد، أمام أعضاء لجنة الحريات المدنية في المؤسسة التشريعية الأعلى بالاتحاد الأوروبي.
وخلال عرض التقرير من جانب رئيسة وكالة العدل الأوروبية ميشيل كونينكس، تناولت الأخيرة وجهات نظر الوكالة الأوروبية حول ظاهرة المقاتلين الأجانب، ومدى استجابة العدالة الأوروبية للتعامل مع هذا الأمر، وقدمت المسؤولة الأوروبية لمحة عامة، حول التطورات المتعلقة بملف المقاتلين الأجانب والتطرف خلال الفترة من 2012 إلى 2016، ومدى الاستجابة لهذا الأمر، من جانب الجهات القضائية في الدول الأعضاء، وأيضاً أسلوب العمل في مجال مواجهة الفكر المتشدد واستراتيجية التعامل مع العائدين من مناطق الصراعات.
وحذرت «يوروجست»، من المخاطر المترتبة على عودة أسر «الجهاديين» الأوروبيين الموجودين في أماكن النزاعات في سوريا والعراق. وأشار التقرير السنوي «ليوروجست» ومقرها لاهاي الهولندية، إلى أن عدد المقاتلين العائدين من سوريا والعراق لم يتزايد في الفترة الأخيرة، ولكن: «من الممكن أن يتم نقلهم إلى أماكن أخرى»، حسب ميشيل كونيكس، رئيسة الوكالة، التي أشارت إلى وجود عوامل جديدة يتعين الانتباه إليها في التعامل مع ظاهرة ما يُعرف إعلامياً بالمقاتلين الأجانب، ألا وهو إشكالية التعامل مع عائلاتهم وأطفالهم. ودعت رئيسة يوروجست، السلطات المعنية في الدول الأعضاء، إلى إعطاء الأهمية الكافية لنساء وأطفال المقاتلين المتشددين، باعتبار أنهم أهم العائدين حالياً إلى دول أوروبا، حيث «يتعين على السلطات تقدير مدى خطورة كل فرد منهم على حدة»، حسب تعبيرها.
من جهة أخرى، تنتهي فترة عمل رئيس مكتب الشرطة الأوروبية «يوروبول» الحالي البريطاني روب وينرايب في يناير (كانون الثاني) المقبل، وقالت وسائل الإعلام البلجيكية في بروكسل، إن كاترين ديبولي رئيسة جهاز الشرطة الفيدرالية البلجيكية، مرشحة لخلافة البريطاني وينرايب، على رأس الجهاز الأمني، الذي تشارك فيه كل الدول الأعضاء في التكتل الأوروبي الموحد. وتقضي مهمة اليوروبول، بمساعدة الأجهزة الأمنية في البلدان الأعضاء الـ28، على مكافحة الجريمة الدولية والإرهاب. ويعمل في اليوروبول أكثر من 900 شخص. وتأمل ديبولي في تقلد المنصب لترأس هذا الجهاز الأمني الذي يقدم الخدمات في مواجهه الجرائم الكبرى مثل الإرهاب والمخدرات والقتل وتجارة السلاح، وهو الأمر الذي يجعل أي قيادي في الشرطة بأي دولة من الدول الأعضاء يطمح في الوصول إليه، وخاصة أن أهمية هذا الجهاز الأمني الذي يتخذ من لاهاي في هولندا مقرا له، زادت في أعقاب الأعمال الإرهابية الأخيرة التي نفذتها عناصر من تنظيم داعش في عده دول أوروبيه، بحسب ما ذكرت وسائل الإعلام في بروكسل.

وتشغل ديبولي حاليا رئاسة جهاز الشرطة في بلجيكا وفي نفس الوقت عضو في المكتب الرئاسي لإدارة مكتب الشرطة الأوروبية «يوروبول ولديها الخبرة اللازمة في العمل الأمني المشترك وقد جرى تمديد فترة عمل ديبولي في جهاز الشرطة البلجيكية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي لمده خمس سنوات».
وقالت ديبولي في تصريحات للإعلام البلجيكي إنها تؤدي عملها بشكل يومي كالمعتاد وبالشكل المطلوب، ولكن تولي إدارة مكتب الشرطة الأوروبية في لاهاي تعتبر فرصه لا تحدث إلا مرة واحدة في الحياة المهنية. وتدعم الحكومة البلجيكية ترشيح ديبولي للمنصب وخاصة أنه لا يوجد حتى الآن أي مرشح من دول أخرى في الاتحاد الأوروبي لتولي هذا المنصب.



لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
TT

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)

اتفقت المملكة المتحدة وإيطاليا واليابان، اليوم الجمعة، على إنشاء شركة مشتركة لبناء طائرتها المقاتِلة الأسرع من الصوت، والمتوقع أن تجهز في عام 2035، في إطار برنامج يحمل اسم القتال الجوي العالمي «GCAP».

وأعلنت الشركات المصنّعة الثلاث المسؤولة عن تطوير الطائرة المقاتِلة، الجمعة، في بيان، أنها وقّعت على اتفاقية إنشاء الشركة التي تملك كلٌّ منها ثُلثها. والشركات هي: «بي إيه إي سيستمز (BAE Systems)» البريطانية، و«ليوناردو (Leonardo)» الإيطالية، و«جايك (JAIEC)» اليابانية، التي أنشأتها، على وجه الخصوص، شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة.

وأنشئت الشركة المشتركة، التي ستبدأ أنشطتها منتصف عام 2025، في إطار برنامج القتال الجوي العالمي الذي أُعلن في عام 2022 بالشراكة بين لندن وروما وطوكيو. وستحلّ الطائرة الضخمة ذات الذيل المزدوج على شكل حرف V محل طائرات «إف-2» (F-2) اليابانية ومقاتِلات يوروفايتر الإيطالية والبريطانية. ومن المتوقع أن يمتد عمرها الافتراضي إلى ما بعد عام 2070، وفقاً للبيان.

وفي حال احترام الجدول الزمني، الذي وضعه القائمون على المشروع، فإنها ستدخل الخدمة قبل خمس سنوات على الأقل من الطائرة التي يبنيها مشروع نظام القتال الجوي المستقبلي «SCAF» الذي تُنفذه فرنسا وألمانيا وإسبانيا.