التركيز على الأشياء البعيدة يخفف من دوار الحركة

مرّ الكثير من الأطفال بهذه الحالة؛ الجلوس مسرورين في السيارة في رحلة خلال إحدى العطلات مع الوالدين، ثم يبدأون فجأة يشعرون بدوار وغثيان؛ وهو ما يؤدي أحيانا إلى القيء. إنهم يعانون من دوار الحركة.
ويمكن أن يحدث هذا في أي وسيلة نقل، ولا سيما السفن. غير أنه لا يوجد مدعاة للقلق.
إذ يقول الطبيب توماس يلينك، المدير الطبي بمركز برلين للسفر والطب الاستوائي: «إنه ليس مرضاً حقيقياً مثل الإنفلونزا، مثلاً. إنما هو متعلق بـ(قصر الدائرة الكهربائية) في المخ».
يحدث «قصر الدائرة» الكهربائية عندما يستقبل الدماغ رسائل متضاربة بشأن الحركة وموضع الجسم في الفضاء. وقال يلينك: «هذا يشوش الدماغ ما ينتج منه غثيان».
تأتي الرسائل المتضاربة من العينين ومركز التوازن في الأذن الداخلية ومستقبلات الضغط في الجلد إلى جانب العضلات والمستقبلات الحسية المشتركة.
وقال يلينك: «عندما نجلس في سيارة متحركة، مثلا، فنحن نتحرك بشكل سلبي».
وبعبارة أخرى، رغم أننا نتقدم في الطريق بالسيارة، فإن أجسامنا ما زالت ثابتة. إننا نرى المنازل والأشجار تمر بجانبنا سريعاً، ويحس مركز التوازن بحركات السيارة، في حين أن المستقبلات في جلدنا والعضلات والمفاصل تخبر العقل أننا لا نتحرك. ويصبح الدماغ مشوشاً ويحفز إنتاج كميات أكبر من هرمونات الإجهاد.
وفي حين أنه يمكن أن يعاني أي شخص من دوار الحركة، فإنه أكثر شيوعاً بين الأطفال.
وقال يلينك: «دماغ الطفل ليس كامل النضج بعد وما زال أمامه الكثير ليتعلمه». ولكن دماغ البالغ، على الجانب الآخر، خبر الكثير ويمكنه التعامل أفضل مع الرسائل المتضاربة.
ولحسن الحظ، يختفي دوار الحركة سريعاً. وببساطة، توقيف السيارة لفترة والسير قليلاً واستنشاق الهواء المنعش يمكن أن تجعل الشخص يسترد عافيته.
ومن بين طرق الحيلولة دون الإصابة بدوار الحركة أو تقليله: الحصول على قسط كاف من النوم وتجنب المأكولات الثقيلة والدهنية والحمضية في الساعات السابقة على السفر. وخلال السفر، من المفيد عدم القراءة وتركيز النظر على أشياء بعيدة نسبياً.