القوات العراقية تبدأ قصفا جويا لمواقع «داعش» في تلعفر

أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية محمد الخضري اليوم (الثلاثاء)، بدء القصف الجوى على مدينة تلعفر التي تخضع لسيطرة تنظيم داعش وتقع غرب مدينة الموصل.
وأضاف الخضري أن الهجوم البري لانتزاع السيطرة على المدينة سيبدأ عند الانتهاء من الحملة الجوية، حسبما نقلت عنه وسائل إعلام محلية.
وكانت السلطات العراقية قالت إن مدينة تلعفر التي تقع على بعد 80 كيلومتراً غرب الموصل، ستكون الهدف المقبل في الحرب على التنظيم المتطرف الذي اجتاح مناطق واسعة في سوريا والعراق العام 2014.
وأعلنت قوات «الحشد الشعبي» أمس، قرب انطلاق عمليات «تحرير» مدينة تلعفر، آخر أكبر معاقل تنظيم داعش بمشاركة فصائله، تزامناً مع بدء استعدادات القوات العراقية.
وقال الناطق باسم قوات «الحشد الشعبي» النائب أحمد الأسدي خلال مؤتمر صحافي في بغداد أمس إن «قادة فصائل الحشد الشعبي عقدوا اجتماعاً مفصلاً السبت الماضي مع قيادة الجيش والشرطة لبحث خطة تحرير تلعفر، ووزعت فيها الواجبات والألوية».
وأضاف الأسدي: «اليوم نريد أن نصرح بشكل علني أن قوات الحشد الشعبي مشاركة بفاعلية وبجميع محاور العمليات»، لافتاً إلى أنه «تم تحديد تاريخ أولي لانطلاق العمليات، وستعلن ساعة الصفر من قبل القائد العام (رئيس الوزراء حيدر العبادي)، وأتوقع انطلاق العمليات خلال أيام قليلة».
وتحاصر تلك القوات، التي استعادت عشرات القرى جنوب تلعفر، المدينة التي تسكنها غالبية من التركمان، وكانت آخر المناطق التي سقطت بيد «داعش» في محافظة نينوى. وتقع على بعد 70 كيلومتراً إلى غرب مدينة الموصل على الطريق المؤدية إلى الحدود السورية.
من ناحية أخرى، أكد قائد قوات الشرطة الاتحادية الفريق الركن رائد جودت في بيان أمس أن «وحدات من الفرقة الآلية المدرعة وقوات النخبة تتحرك باتجاه تلعفر وتتمركز في مواضعها القتالية استعداداً لمعركة التحرير المقبلة».
وتوقع الأسدي أن تكون المعركة «صعبة»، مشيراً إلى أنه تمت محاصرة عناصر «داعش» منذ ما يقارب ثمانية أشهر، والكثير منهم هربوا من جهة غرب الموصل.
وأوضح الناطق: «نعتقد أنهم سيقاتلون في هذه المنطقة المحاصرين فيها، لأن لا خيار لديهم... إما الموت أو الاستسلام، لذلك جهزنا تشكيلات قوية ومجهزة وعدداً كبيراً من الألوية والفرق العسكرية».
ويقدر عدد مسلحي «داعش» في تلعفر بنحو ألف بينهم أجانب، حسبما أشار رئيس مجلس قضاء تلعفر محمد عبد القادر.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في العاشر من يوليو (تموز) استعادة مدينة الموصل، أكبر معاقل «داعش» في البلاد، بعد معارك استمرت تسعة أشهر.
ولا تمثل خسارة الموصل نهاية التهديد الذي يشكله التنظيم، إذ يرجح أن يعاود المتطرفون وبشكل متزايد تنفيذ تفجيرات وهجمات مفاجئة تنفيذاً لاستراتيجيتهم التي اتبعوها في السنوات الماضية.
كما أن «داعش» ما زال يسيطر على منطقة الحويجة في محافظة كركوك (300 كيلومتر شمال بغداد)، ومنطقة القائم الحدودية مع سوريا في محافظة الأنبار غرب العراق.
من جهة أخرى، أقال وزير الدفاع العراقي عرفان الحيالي، اليوم، المتحدث باسم الوزارة عقب تصريحات أعلن فيها انطلاق عمليات استعادة مدينة تلعفر من تنظيم "داعش" الارهابي في شمال العراق، بحسب بيان لقيادة العمليات المشتركة.
وأصدرت قيادة العمليات المشتركة العراقية بيانا أشارت فيه إلى أن الحيالي أصدر أمرا بإقالة العميد محمد الخضري من منصبه.
وقال مسؤول في قيادة العمليات المشتركة لوكالة الصحافة الفرنسية طلب عدم كشف اسمه، إن الخضري أعيد إلى "المحاربين بعد تصريحه الذي أعلن فيه بدء معركة تلعفر".
وإثر تلك التصريحات أصدر المتحدث باسم العمليات المشتركة التي تدير المعارك ضد التنظيم نفيا.
وقال العميد يحيى رسول إن "العمليات لم تبدأ بعد (...) نحن بانتظار أوامر القائد العام لإعلان الساعة الصفر"، مضيفا ان "القطعات العسكرية تجري الاستحضارات وهناك ضربات استنزافية وتجريدية لقدرات عناصر التنظيم الإرهابي باستهداف" مقراته ومواقعه.
وتحديد موعد انطلاق العمليات محصور برئيس الوزراء بصفته القائد العام للقوات المسلحة.