التضخم السوداني يقفز 100 % على أساس سنوي

TT

التضخم السوداني يقفز 100 % على أساس سنوي

عاود التضخم في السودان رحلة الصعود التي بدأها منذ رفع الدعم الحكومي عن السلع في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حيث سجل في شهر يوليو (تموز) الماضي 34.23 في المائة، مقارنة بنسبة بلغت 17 في المائة في الفترة المقابلة من العام الماضي، أي أنه صعد على أساس سنوي بنسبة أكثر من 100 في المائة، وبنسبة ارتفاع لهذا الشهر بمعدل 4.9 في المائة عن شهر يونيو (حزيران) الماضي.
وتبعاً لارتفاع معدل التضخم، ارتفع الرقم القياسي للسلع الاستهلاكية، التي تشهد زيادات كبيرة في الأسعار منذ رمضان الماضي، ولم تفلح السلطات في كبح جماحها مع الانفلات المستمر لحركة الدولار، الذي تسبب في ارتفاع السلع المستوردة التي تصل فاتورتها إلى 6 مليارات دولار.
وارتفع الرقم القياسي العام لأسعار السلع الاستهلاكية والضرورية الشهر الماضي، وفقاً لبيان الجهاز المركزي للإحصاء الصادر أمس، بمعدل 32.85 نقطة، مرتفعاً من 767.93 نقطة في يونيو، إلى 800.78 نقطة في يوليو.
وارتفع الرقم القياسي العام لأسعار مجموعة السلع والأغذية والمشروبات بمقدار 50.66 نقطة، وكانت مساهمتها في رفع معدل التضخم بنسبة 3.49 في المائة، لكنها شكلت 50 في المائة من مساهمة المجموعات السلعية والخدمية الاثنتي عشرة التي رفعت التضخم، خلافاً لمكونات المجموعة الأخرى التي لم ترتفع سوى بمعدلات قليلة.
كما شهد التضخم في الحضر والريف السوداني لشهر يوليو الماضي ارتفاعاً، حيث سجل في الحضر 29.82 في المائة، مقارنة بنسبة 28.98 في المائة في شهر يونيو. كما سجل في الريف ارتفاعاً إلى مستوى 38.31 في المائة، مقارنة بمعدل 35.95 في يونيو، بنسبة ارتفاع تصل إلى نحو 6 في المائة.
أما التضخم في ولايات السودان الـ28، فقد شهد تصاعداً في 10 ولايات، وسجل أعلى ارتفاع في ولاية كسلا، إذ بلغ معدل التضخم 39.17 في المائة، مقارنة مع 32.40 في شهر يونيو.
وتشهد معدلات التضخم في السودان منذ نهاية العام الماضي ارتفاعاً ملحوظاً بنسب متفاوتة في كل الشهور، بسبب الزيادة المستمرة في أسعار السلع نتيجة رفع الدعم، إضافة إلى التهريب الواسع للسلع عبر الحدود، مع ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الجنية السوداني، حيث بلغ سعره الرسمي في البنك نحو 8.06 جنيه، مرتفعاً من 6.65 جنيه الشهر الماضي، فيما بلغ سعره في السوق الموازية أمس نحو 22 جنيهاً سودانياً.
وتأمل الحكومة السودانية، التي تخطط للخروج نهائياً من دعم السلع بنهاية عام 2019، في خفض التضخم إلى مستوى 17 في المائة بنهاية العام الحالي، معولة في ذلك على تدفق الاستثمارات الأجنبية بعد الرفع الجزئي للعقوبات الاقتصادية الأميركية، في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. كما تعول على زيادة معدلات التحويلات المالية من الخارج، بعد فتح باب التحويلات المصرفية المحظورة، ووقف الاستيراد لبعض السلع، الذي بدأ تطبيقه أخيراً.



«المركزي الصيني» يعلق شراء السندات مع معاناة اليوان

مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)
مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)
TT

«المركزي الصيني» يعلق شراء السندات مع معاناة اليوان

مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)
مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)

علَّق البنك المركزي الصيني شراء سندات الخزانة يوم الجمعة، مما رفع العائدات لفترة وجيزة وأثار تكهنات بأنه يكثف دفاعه عن عملة اليوان التي تتراجع منذ انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة.

وتقطع هذه الخطوة خمسة أشهر من الشراء، وتتزامن مع موجة بيع شرسة في أسواق السندات العالمية، مما يشير إلى أن بنك الشعب الصيني يحاول أيضاً ضمان ارتفاع العائدات في الداخل بالتوازي، أو على الأقل وقف الانخفاض، كما يقول المحللون.

وعقب الإعلان عن الخطوة، ارتفعت العائدات التي تتحرك عكسياً مع أسعار السندات، رغم أن أسعار الفائدة القياسية لأجل عشر سنوات كانت أقل قليلاً بحلول المساء.

ويشير التحول في السياسة واستجابة السوق الحذرة، إلى محاولة بنك الشعب الصيني إحياء النمو الاقتصادي من خلال الحفاظ على ظروف نقدية ميسرة في حين يحاول أيضاً إخماد ارتفاع السندات الجامح، وفي الوقت نفسه استقرار العملة وسط حالة من عدم اليقين السياسي والاقتصادي.

وقال محللون في «كومرتس بنك» في مذكرة: «لقد أشار البنك إلى استعداده لتخفيف السياسة بشكل أكبر... ومع ذلك، فإن ضعف اليوان بسبب الدولار القوي واتساع الفارق مع أسعار الفائدة الأميركية من شأنه أن يعقد موقف بنك الشعب الصيني».

واستشهد بنك الشعب الصيني بنقص السندات في السوق كسبب لوقف عمليات الشراء، والتي كانت جزءاً من عملياته لتخفيف الأوضاع النقدية وتعزيز النشاط الاقتصادي.

وكان عائد سندات الخزانة الصينية لأجل عشر سنوات قد ارتفع في البداية أربع نقاط أساس، لكنه انخفض في أحدث تداولات بأكثر من نصف نقطة أساس إلى 1.619 في المائة. وارتفع اليوان قليلاً رغم أنه كان يتداول عند مستوى ثابت حول 7.3326 يوان مقابل الدولار، وهو أدنى مستوى له في 16 شهراً.

وقال كين تشيونغ، كبير استراتيجيي النقد الأجنبي الآسيوي في بنك «ميزوهو»: «أحد الأسباب الرئيسية لانخفاض قيمة اليوان هو اتساع فجوة العائد بين الصين والولايات المتحدة، لذا فإن البنك المركزي يرسل إشارة إلى السوق بأن معدل العائد من غير المرجح أن ينخفض ​​أكثر».

وقال البنك المركزي الصيني في بيان إنه سيستأنف شراء السندات عبر عمليات السوق المفتوحة «في الوقت المناسب حسب العرض والطلب في سوق السندات الحكومية».

وكانت أسعار السندات في الصين في ارتفاع مستمر منذ عقد من الزمان - وهو الارتفاع الذي بدأ في الزيادة منذ ما يقرب من عامين حيث تسببت مشكلات قطاع العقارات وضعف سوق الأسهم في تدفق الأموال إلى الودائع المصرفية وسوق الديون.

وهذا الأسبوع شهدت السوق موجة بيع عالمية، والتي زادت بفضل الطلب الذي لا يقاوم على الأصول الآمنة ومراهنات المستثمرين على المزيد من خفض أسعار الفائدة في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وحذر بنك الشعب الصيني لشهور من مخاطر الفقاعة مع انخفاض العائدات طويلة الأجل إلى مستويات قياسية متتالية، على الرغم من أن السلطات في الوقت نفسه توقعت المزيد من التيسير. وهبطت العملة بنحو 5 في المائة منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، ويرجع ذلك إلى حدٍ كبير إلى المخاوف من أن تهديدات ترمب بفرض تعريفات تجارية جديدة ستزيد من الضغوط على الاقتصاد الصيني المتعثر.

وقال هوانغ شيويفينغ، مدير الأبحاث في شركة «شنغهاي أنفانغ برايفت فاند كو» في شنغهاي، إنه يتوقع استمرار الاتجاه الهبوطي في عائدات السندات مع «استمرار السوق في التعامل مع وضع التكالب على الأصول»، حيث يوجد نقص في فرص الاستثمار الجيدة... ويوم الجمعة، نقلت «فاينانشيال نيوز»، وهي مطبوعة تابعة لبنك الشعب الصيني، عن أحد خبراء الاقتصاد قوله إن السوق يجب أن تتجنب التوقعات المفرطة بشأن تخفيف السياسة النقدية.

وفي الأسواق، أنهت أسهم الصين وهونغ كونغ الأسبوع على انخفاض مع امتناع المتداولين عن زيادة استثماراتهم في السوق وانتظار تدابير تحفيزية جديدة من بكين.

وأغلق مؤشر «سي إس آي 300» الصيني ومؤشر «شنغهاي المركب» على انخفاض بنحو 1.3 في المائة يوم الجمعة. وانخفض مؤشر هانغ سنغ القياسي في هونغ كونغ 0.9 في المائة. وعلى مستوى الأسبوع، انخفض مؤشر «سي إس آي 300» بنسبة 1.1 في المائة، بينما انخفض مؤشر هانغ سنغ بنسبة 3.5 في المائة.

وقال محللون بقيادة لاري هو، من مؤسسة «ماكواري» في مذكرة: «السؤال الرئيسي في عام 2025 هو مقدار التحفيز الذي سيقدمه صناع السياسات. سيعتمد ذلك إلى حد كبير على تأثير التعريفات الجمركية، حيث سيفعل صناع السياسات ما يكفي فقط لتحقيق هدف نمو الناتج المحلي الإجمالي. ويشعر عدد قليل من المستثمرين أن السوق صاعدة، حيث تظل أرباح الشركات ضعيفة وسط ضعف الطلب المحلي. والرأي السائد هو أن السيولة ستصبح أكثر مرونة في عام 2025 ولكن النمو الاسمي سيظل بطيئاً».