{موساد}: إيران تملأ كل مكان يخليه «داعش» في المنطقة

TT

{موساد}: إيران تملأ كل مكان يخليه «داعش» في المنطقة

قالت مصادر سياسية إن رئيس جهاز المخابرات الخارجية، الموساد، يوسي كوهين، شدد خلال جلسة الحكومة الإسرائيلية، الأحد، على وجود تهديد كبير لدول العالم أجمع من هذا النشاط. ولخص رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، هذا النقاش قائلاً إن «كل مكان تخليه (داعش) في العراق أو سوريا أو لبنان، تقوم إيران بملئه على الفور».
واعتبر نتنياهو التوجه الإيراني خطيرا ويهدد كل دول المنطقة. وقال إن إسرائيل لا تجد نفسها جزءا من الاتفاق النووي بين دول الغرب وإيران، على جميع الأصعدة السياسية والعسكرية.
وقدم رئيس الموساد تقريرا في الموضوع فقال إن إيران تعزز قوتها في المنطقة وهذا التغيير لا يصب في مصلحة إسرائيل. واطلع كوهين الوزراء على التهديدات والتحديات التي تواجه إسرائيل، مع التركيز على إيران وضلوعها في سوريا، وفى ضوء وقف إطلاق النار الذي أعلن في جنوب الدولة، الشهر الماضي.
وكشف كوهن أن إسرائيل طرحت مطلبا أمام روسيا والولايات المتحدة هو أن يشترط إخراج القوات الإيرانية والشيعية بشكل عام من سوريا لأجل التوصل إلى اتفاق الهدنة في الجنوب السوري، لكنهما لم تقبلا بالمطلب كشرط ووعدتا بالعمل على تخفيض الأداء الإيراني. ولذلك أوضحت إسرائيل، وفقا لرئيس الموساد، أن هذا الوضع لا يمكن قبوله.
وأشار كوهين إلى أنه منذ توقيع الاتفاق النووي ينمو الاقتصاد الإيراني. وفيما يتعلق بالاتفاق النووي قال إن إيران لم تتخل عن برنامجها النووي، إلا أن الاتفاق أجل تنفيذها لعقد من الزمن. وقال إن «إيران لم تتخل عن طموحها لتصبح دولة على عتبة التسلح النووي»، مشيراً إلى أن «الاتفاق النووي بين القوى العظمى وإيران يزيد من هذا الاتجاه ويقوي العدوان الإيراني في المنطقة. إن العملية الرئيسية التي تجري اليوم في الشرق الأوسط هي التوسع الإيراني من خلال الوكلاء الإيرانيين والمحليين، الذين يرسخون وجودهم في سوريا ولبنان والعراق واليمن، وفي الأماكن التي يتقلص فيها وجود (داعش)، تعمل إيران على ملء الفراغ».
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال النقاش «إن هذه التصريحات هي دليل واضح على أن الافتراضات الأساسية للاتفاق مع إيران كانت خاطئة في المقام الأول، وأن إسرائيل ستواصل العمل بعزم وبطرق مختلفة للدفاع عن نفسها ضد هذه التهديدات».
وفي وقت لاحق، وخلال حفل أقيم في أشدود، أشار نتنياهو إلى الاستعراض الذي قدمه كوهين، وقال: «سأقدم ملخصا، جملة واحدة: (داعش) يخرج، إيران تدخل، نحن نتحدث بشكل رئيسي عن سوريا، والآن سياستنا واضحة: نحن نعارض بشدة الحشد العسكري لإيران وأنصارها، وأولا وقبل كل شيء حزب الله، في سوريا، وسنفعل كل ما هو ضروري للحفاظ على أمن إسرائيل، لأننا نعلم أولا وقبل كل شيء أنه من أجل بناء الدولة، ومن أجل العيش في الدولة، يجب علينا حماية الدولة».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.