الجزائر: أنصار بن حاج يعتزمون تنظيم «احتجاج سلمي»

قيادي «الإنقاذ» ممنوع من دخول المساجد بتهمة «التحريض على العنف»

TT

الجزائر: أنصار بن حاج يعتزمون تنظيم «احتجاج سلمي»

أعلنت مجموعة من المتعاطفين مع علي بن حاج نائب رئيس «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» الجزائرية المحظورة، تنظيم «احتجاج سلمي» الجمعة المقبل تضامناً معه ضد إجراءات منعه من التنقل خارج العاصمة ومن دخول المساجد للقاء أنصاره.
وقال عبد الله بن نعوم، وهو أحد أتباع بن حاج، لـ«الشرق الأوسط»، إن مجموعة أشخاص دأبوا على مرافقته أثناء تنقلاته سيقفون أمام بيته تعبيراً عن رفضهم «المضايقات» التي يتعرض لها، على أيدي عناصر الشرطة التابعين لأمن ولاية الجزائر العاصمة والذين يفرضون مراقبة أمنية لصيقة على القيادي الإسلامي. وفي غالب الأحيان يركن هؤلاء سياراتهم بالقرب من بيته، للحؤول دون مغادرته الحي الذي يسكن به في الضاحية الجنوبية للعاصمة، يوم الجمعة، وبالمحصَلة منعه من التنقل إلى المسجد حيث غالباً ما كان يأخذ الكلمة بعد الصلاة ويحدّث المصلين عن قضايا جارية، وهاجم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والجيش والمخابرات. ورأى السلطات في نشاطه هذا «تحريضاً على العنف».
وقال عبد الحميد بن حاج، في اتصال هاتفي، إن شقيقه علي ليس هو صاحب فكرة تنظيم الاعتصام، مشيراً إلى أنه اتصل ببن نعوم ليفهم منه التفاصيل، من دون أن يبارك الخطوة أو يعترض عليها.
وكان أحمد أويحيى، مدير الديوان برئاسة الجمهورية، وجّه نهاية 2016 تعليمة «سرية» مكتوبة إلى المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل، والقائد العام للدرك الوطني اللواء مناد نوبة، صدرت باسم الرئيس بوتفليقة، تأمرهما بوضع حد لتنقلات بن حاج خارج العاصمة بما في ذلك حضوره أفراحاً وجنائز لأنصار «الإنقاذ». وحجة الرئيس في ذلك، أن القيادي المثير للجدل «يدعو إلى العنف». وتعتبر التعليمة غير قانونية ومنافية للدستور لأن بن حاج لم يخضع لأي إجراء قضائي يحرمه من التنقل بحرية فوق التراب الوطني. ودافع أويحيى، في مقابلة مع صحيفة «الخبر» نشرت في فبراير (شباط) الماضي، عن الأوامر المرفوعة إلى أجهزة الأمن بخصوص بن حاج وقال إن الدولة «من حقها الحفاظ على الأمن إذا رأت أي خطر يمسّ به».



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.