هيمنة فرح تنتهي في سباقه الأخير على المضمار... ونهاية درامية للأسطورة بولت

ملعب لندن يكشر في وجهي اثنين من أعظم العدائين تركا وراءهما الكثير من الإنجازات

بولت بعد إصابته (إ.ب.أ) - فرح لم يصدق خسارته للذهبية (إ.ب.أ)
بولت بعد إصابته (إ.ب.أ) - فرح لم يصدق خسارته للذهبية (إ.ب.أ)
TT

هيمنة فرح تنتهي في سباقه الأخير على المضمار... ونهاية درامية للأسطورة بولت

بولت بعد إصابته (إ.ب.أ) - فرح لم يصدق خسارته للذهبية (إ.ب.أ)
بولت بعد إصابته (إ.ب.أ) - فرح لم يصدق خسارته للذهبية (إ.ب.أ)

انتهت هيمنة استمرت ست سنوات لمو فرح في سباقه الأخير على المضمار بعدما خسر لقب خمسة آلاف متر في بطولة العالم لألعاب القوى لصالح الإثيوبي مختار إدريس. وفي سعيه لنهاية سعيدة لمسيرته التي لا مثيل لها في سباقات المسافات الطويلة قبل الانتقال للماراثون تبددت آمال العداء البريطاني (34 عاما) في الحصول على ثنائية سباقي عشرة وخمسة آلاف متر للمرة الخامسة على التوالي في بطولة العالم والألعاب الأولمبية بعدما تعين عليه الاكتفاء بالميدالية الفضية.
وفي نهاية مثيرة لم يستطع فرح مجاراة ثلاثة عدائين قبل أن يكافح بصعوبة ليحصل على الفضية خلف إدريس الذي سجل 13 دقيقة و32.79 ثانية بعد لفة أخيرة جنونية. واستخرج فرح كل ما لديه في الأمتار الأخيرة ليتفوق على الأميركي بول تشليمو مسجلا 13 دقيقة و33.22 ثانية. وحصل تشليمو المولود في كينيا على البرونزية بزمن قدره 13 دقيقة و33.30 ثانية فيما جاء الإثيوبي يوميف كيجيلتشا في المركز الرابع مسجلا 13 دقيقة و33.51 ثانية.
وبعد نحو خمس سنوات من تحقيقه أول ثنائية أولمبية بالاستاد نفسه تلقى فرح مساندة 55 ألف مشجع وقفوا وراء بطلهم البريطاني. لكن لم يكن هناك سوى خيبة أمل، تماما كما حدث عندما نال يوسين بولت برونزية سباق 100 متر الأسبوع الماضي، وجاء وداع فرح بعيدا عن النهاية الحلم التي كان يتمناها.
الجامايكي أوساين بولت
شغل الجامايكي أوساين بولت عالم ألعاب القوى نحو عقد من الزمن، وكانت نهاية مسيرته في بطولة العالم لألعاب القوى في لندن، سارقة للأضواء رغم خروجه مصابا في سباق 4×100 متر تتابع. بعد تتويجه بثلاثية جديدة في سباقات 100 و200 و4×100 متر تتابع في أولمبياد ريو الأخير، حدد بولت مونديال لندن موعدا لاعتزاله، لكن ملعب الأخير لم يبتسم له في 2017 مثلما فعل في أولمبياد 2012 عندما عاد مدججا بثلاث ذهبيات.
الفصل الأول من رحلته اللندنية انتهى ببرونزية أمام الأميركيين المخضرم جاستن غاتلين والشاب كريستيان كولمان. لكن مع غاتلين «المكروه» والمشوهة صورته بإيقافين لتعاطي المنشطات، وكولمان الجديد على الساحة الدولية، تبين لوهلة أن بولت هو المتوج بالذهبية، فمنحه جمهور ملعب «لندن ستاديوم» خروج الأبطال.
وفي الفصل الثاني في سباق التتابع، هلل ستون ألف متفرج لتقدم بريطانيا على الولايات المتحدة، إلا أن المشهد الصارخ تجلى بمسك بولت العضلات الخلفية لفخذه الأيسر ثم سقوطه على مسار طبعه بإنجازات وأرقام قياسية توقع أن تتحطم بعد 15 أو 20 سنة.
ألقى غاتلين (35 عاما) باللوم على الوقت الطويل الذي يمضيه العداءون على المضمار قبل انطلاق السباق «كان هناك نسيم بارد، وربما ساهم بالشد العضلي، لكن الظروف كانت مماثلة للجميع». طبيب المنتخب كيفن جونز شرح الإصابة «كان شدا في عضلات باطن فخذه الأيسر، لكن الكثير من الألم والخيبة لخسارة النهائي. الأسابيع الثلاثة الأخيرة كانت صعبة عليه». أما زميله جوليان فورت فقال: «واصل الاعتذار منا، لكننا قلنا له لا داعي للاعتذار.. فالإصابات جزء من الرياضة».
توقف عداد بولت عند 14 ذهبية في بطولة العالم (11 ذهبية وفضيتان وبرونزية) و8 ذهبيات في الألعاب الأولمبية (حرم من ذهبية التتابع في بكين 2008 بسبب تنشط زميله نيستا كارتر)، وكلها في سباقات السرعة. حتى غريمه غاتلين استمر بالإشادة به «لا يمكن أن نترك هذه البطولة تحدد ما قام به في الماضي... لا يزال الأفضل في العالم».
كان جريئا في كل شيء حتى عندما وصف نفسه بأنه «الأعظم!» في تاريخ ألعاب القوى، أما رئيس الاتحاد الدولي البريطاني سيباستيان كو المعروف بندرة إشادته للعدائين فوصفه بأنه «محمد علي ألعاب القوى (الملاكم الأميركي الراحل)». جمع بين شراسة المضمار وشخصية استثنائية ممزوجة باستعراض فطري. يختلف بولت عن كل عدائي العصر الحديث الذين يحسبون ألف حساب لتصرفاتهم داخل وخارج المضمار.
كان بولت منقذا لألعاب القوى في سنوات خيمت عليها فضائح المنشطات والفساد، وساهم بفرملة الشركات الراعية من الرحيل عنها. فبحسب تصنيف 2017 للرياضيين الأعلى دخلا الذي أجرته مجلة «فوربس» الأميركية، حل في المركز الـ23 مع 34.2 مليون دولار كأرباح سنوية، يعود 94 في المائة منها من الشركات الراعية له. اعتزل بولت بعمر الثلاثين وترك وراءه الكثير من الإنجازات، خصوصا رقمين عالميين في سباقي 100 و200 م سيكون صعبا الوصول إليهما على المدى القريب.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.