«حماس» وفصائل فلسطينية تلتقي في القاهرة لبحث أوضاع غزة

زيارة الوفد تبحث تفاهمات تم الاتفاق عليها بين تيار دحلان والحركة

TT

«حماس» وفصائل فلسطينية تلتقي في القاهرة لبحث أوضاع غزة

غادر وفد قيادي من حركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الديمقراطية، وشخصيات محسوبة على ما يسمى التيار الإصلاحي لحركة فتح «تيار محمد دحلان»، وكذلك شخصيات من اللجنة الإدارية التابعة لحماس في غزة، أول من أمس، إلى العاصمة المصرية لعقد لقاءات مشتركة مع قيادات مقربة من دحلان، من أجل بحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة.
ويمثل الوفد بالأساس أعضاء من لجنة التكافل الوطنية المشتركة، التي أسست منذ أربعة أعوام للتخفيف من حصار غزة، ولتقديم مساعدات إنسانية للسكان ومحاولة إنهاء ملف المصالحة المجتمعية بدفع أموال وتعويضات لأسر ضحايا الأحداث الدامية عام 2007.
وتضم اللجنة عن حركة حماس صلاح البردويل، وروحي مشتهي، وإسماعيل الأشقر، وهشام أبو هاشم، بالإضافة إلى القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، ونواب يتبعونه، أبرزهم أشرف جمعة، وماجد أبو شمالة، وقيادات من الجبهتين الشعبية والديمقراطية والجهاد الإسلامي.
وشهدت العلاقة بين «حماس» وتيار دحلان تطورا كبيرا خلال الأشهر الأخيرة، وذلك بعد محادثات عقدت في وقت سابق بين الجانبين في العاصمة المصرية القاهرة، أسفر عنها بدء تفعيل لجنة المصالحة المجتمعية لتعويض ضحايا ومصابي الاقتتال المسلح الذي شهدته غزة بين عامي 2006 - 2007.
وقالت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط»، إن الوفد بدأ منذ وصوله إلى القاهرة بعقد سلسلة اجتماعات مع مسؤولين مصريين، ومع قيادات مقربة من دحلان، منهم سمير مشهراوي الذي كان من المفترض أن يزور قطاع غزة، لكن تم تأجيل زيارته عدة مرات لأسباب مختلفة.
وتهدف زيارة الوفد القاهرة إلى بحث التفاهمات التي تم الاتفاق عليها مؤخرا بين تيار دحلان و«حماس»، بشأن تفعيل عمل لجنة التكافل التي سيكون من مهامها دعم مشروع المصالحة المجتمعية وتوفير الأموال له.
وبحسب مصادر أخرى، فإن الوفد سيبحث خلال المحادثات، التي يتوقع أن تدوم بضعة أيام، تشكيل لجنة مصرية - إماراتية على غرار «اللجنة القطرية» للإشراف على عشرات المشروعات التنموية في قطاع غزة، مرجحة أن تشرف اللجنة على مشروعات تقدر بنحو 15 مليون دولار شهريا، وستنفذ في مجالات اقتصادية وإسكانية وزراعية وبنى تحتية وبيئية.
وكان من المفترض أن يسافر الوفد بعد عيد الفطر الماضي إلى القاهرة ومنها إلى الإمارات، إلا أن بعض الترتيبات الفنية أخرت مغادرة الوفد حتى تم الاتفاق على عقده في مصر.
ونفت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مشاركتها في الوفد الذي غادر، وقالت إنها لا تقبل المشاركة في مشروعات يمكن أن تعزز الانقسام. فيما قال عصام أبو دقة، عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، إن لجنة التكافل إغاثية ذات طابع اجتماعي إنساني «توجهت للقاهرة لجمع التبرعات للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني بغزة، وهذا هو هدف الزيارة».
وأكد أبو دقة الذي يشارك في الوفد، خلال تصريح صحافي له، أن اللجنة قدمت خدمات ذات طبيعة إنسانية، وليست لها أي أبعاد سياسية ولا علاقة لها بالتفاهمات الأخيرة بين حركة حماس والنائب محمد دحلان.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.