النظام السوري يحكم سيطرته على مدينة السخنة في حمص

ذكرت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري اليوم (السبت) أن قوات النظام أحكمت سيطرتها على آخر مدينة رئيسية تحت سيطرة تنظيم داعش بمحافظة حمص، فيما تواصل القوات والحلفاء توغلا من عدة محاور في المناطق الشرقية الخاضعة للتنظيم.
ونقلت وسائل الإعلام عن مصدر عسكري تابع للنظام قوله إن عددا من متشددي «داعش» قتلوا ودمرت أسلحتهم في مدينة السخنة التي تبعد نحو 50 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من مدينة تدمر الأثرية.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء التابعة للنظام نقلا عن مصدر عسكري إن «وحدات من قواتنا أحكمت اليوم سيطرتها الكاملة على مدينة السخنة بريف حمص الشرقي بعد القضاء على أعداد من إرهابيي داعش».
وتبعد السخنة أيضا نحو 50 كيلومترا عن حدود محافظة دير الزور التي تمثل آخر موطئ قدم لـ«داعش» في سوريا وهدفا كبيرا لقوات النظام.
وكانت قوات النظام السوري التي تتقدم من ناحية الغرب قد دخلت محافظة دير الزور في الآونة الأخيرة من مناطق جنوبية بمحافظة الرقة.
من ناحية أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشط إن انفجارا وقع وسط تجمع لمقاتلين من المعارضة قرب الحدود السورية مع الأردن أمس (الجمعة) مما أسفر عن مقتل 23 مقاتلا وإصابة العشرات.
وأضاف المرصد إن تفجيرا عنيفا وقع في معسكر لجماعة «جيش الإسلام» قرب بلدة نصيب الحدودية.
وتابع المرصد بأن الانفجار نفذه انتحاري وأن عدد القتلى سيرتفع على الأرجح.
وأظهرت لقطات مصورة أرسلها ناشط من المنطقة لوكالة أنباء «رويترز» 12 مصابا على الأقل فيما يبدو. ولم تتمكن الوكالة من التحقق من محتوى اللقطات بشكل مستقل.
ومعبر نصيب الحدودي كان نقطة انتقال كبرى إلى سوريا للأفراد والبضائع القادمة من دول الخليج عبر السعودية والأردن إلى أن سيطر عليه مقاتلون خلال الحرب.
وتقع بلدة نصيب في جنوب شرقي مدينة درعا التي تقع جنوب سوريا في منطقة يشملها وقف لإطلاق النار توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا ودخل حيز التنفيذ في يوليو (تموز).
في محافظة إدلب، قتل سبعة عناصر من «الخوذ البيضاء» الدفاع المدني السوري العامل في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، برصاص مجهولين تسللوا إلى أحد مراكزهم في شمال غربي البلاد، حسبما أعلنت المنظمة اليوم.
ووقع الاعتداء فجر السبت في مدينة سرمين التابعة لمحافظة إدلب الخارجة عن سيطرة النظام السوري.
وذكرت المنظمة على موقعها الإلكتروني «تعرض مركز الدفاع المدني السوري في مدينة سرمين بريف إدلب لهجوم مسلح (مجهول) فجر السبت، ما أسفر عن ارتقاء 7 متطوعين».
كما أشارت المنظمة إلى «قيام المجموعة المهاجمة بسرقة سيارتين من نوع (فان) وخوذ بيضاء وقبضات لاسلكي».
ولم تتوفر معلومات حول السبب إن كان بدافع السرقة أم لأغراض سياسية.
ونشرت المنظمة صورا تظهر جثث أشخاص غارقة بالدماء.
وأشار مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إلى «إن المسعفين السبعة قتلوا برصاص في الرأس»، لافتا إلى أن «زملاءهم وصلوا صباحا لتولي مهامهم ووجدوهم ميتين».
وشارك العشرات في تشييع المسعفين في سرمين، حسبما أفاد مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية في المكان. وبكى الكثيرون وهم يطلقون الشتائم بحق المعتدين. وأغلق المركز الذي تعرض للاعتداء.
يذكر أنه تم ترشيح «الخوذ البيضاء» لجائزة نوبل للسلام عام 2016، لكنهم لم يفوزوا. غير أن عناصر الدفاع المدني البالغ عددهم نحو ثلاثة آلاف متطوع والناشطين في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في سوريا حصلوا على إشادة عالمية بعدما تصدرت صورهم وسائل الإعلام حول العالم وهم يبحثون عن عالقين تحت أنقاض الأبنية أو يحملون أطفالا مخضبين بالدماء إلى المشافي.
وبدأت «الخوذ البيضاء» العمل في عام 2013، ويعرف متطوعو الدفاع المدني منذ عام 2014 باسم «الخوذ البيضاء» نسبة إلى الخوذ التي يضعونها على رؤوسهم.
لكن في بلد يشهد انقسامات حادة وحربا مدمرة، تتعرض المنظمة لانتقادات خصوصا من الموالين لرئيس النظام السوري بشار الأسد. ويتهمها البعض بأنها أداة في أيدي المانحين الدوليين والحكومات الداعمة للمعارضة السورية.
ويذهب آخرون إلى القول إن مقاتلين وحتى متطرفين ينضوون في صفوفها.
لكن كثيرين ينظرون إلى متطوعي الدفاع المدني على أنهم «أبطال حقيقيون» هاجسهم الأول والأخير إنقاذ المصابين.
وتتلقى المنظمة تمويلا من عدد من الحكومات بينها بريطانيا وهولندا والدنمارك وألمانيا واليابان والولايات المتحدة.