الاتحاد الأسترالي يعرقل المفاوضات مع «فيفا»

رفض طلبها زيادة عدد ممثلي الأندية

نصف أندية أستراليا يديرها أجانب (أ.ف.ب)
نصف أندية أستراليا يديرها أجانب (أ.ف.ب)
TT

الاتحاد الأسترالي يعرقل المفاوضات مع «فيفا»

نصف أندية أستراليا يديرها أجانب (أ.ف.ب)
نصف أندية أستراليا يديرها أجانب (أ.ف.ب)

تعثرت المفاوضات بين الاتحاد الأسترالي لكرة القدم والاتحاد الدولي (فيفا)، حول سبل إدارة الاتحاد رغم وجود وفد من «فيفا» للمساعدة في التوصل لحل قبل الموعد النهائي الذي حدده الاتحاد الدولي لذلك، وهو نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
ويتعرض الاتحاد الأسترالي لضغوط من «فيفا» لزيادة ممثلي أعضاء جمعيته العمومية من أجل نظام ديمقراطي أشمل للإدارة بينما يهدد الفيفا بإسناد المهمة إلى لجنة مؤقتة معينة من جانبه تتولى إدارة شؤون اللعبة في البلاد.
وتضم الجمعية العمومية، التي تنتخب أعضاء مجلس إدارة الاتحاد، ممثلين عن الولايات الأسترالية التسع، لكن يوجد ممثل واحد فقط لكل الأندية العشرة المنافسة في دوري المحترفين، ولا يوجد ممثل عن اللاعبين.
لكن محادثات تمت في سيدني على مدار يومين بمشاركة مسؤولين من «فيفا» والاتحاد الآسيوي لكرة القدم فشلت في التوصل لاتفاق. وقال ستيفن لوي رئيس الاتحاد الأسترالي لكرة القدم في بيان تمت مناقشة مجموعة كبيرة من الآراء خلال آخر 48 ساعة.
وأضاف البيان: «الجميع بما في ذلك مجلس إدارة الاتحاد الأسترالي وملاك أندية الدوري الأسترالي... ورابطة اللاعبين عبروا عن رغبتهم في التوصل لحل وهذا ما شهد به وفدا (فيفا) والاتحاد الآسيوي».
وأشار البيان أيضاً إلى أنه «يأمل الاتحاد الأسترالي لكرة القدم في إمكانية التوصل لاتفاق يسمح بتفعيل التغييرات الإجرائية، من أجل توسيع التمثيل في الجمعية العمومية بحلول نهاية نوفمبر».
وقال جريج جريفين رئيس رابطة أندية الدوري الأسترالي بعد تعثر المفاوضات: «نشعر بخيبة أمل كبيرة لعدم التوصل لتوافق مع زملائنا من ملاّك الأندية... ونشعر بخيبة أمل مماثلة بسبب قيام مجلس إدارة الاتحاد الأسترالي بعرقلة هذه الخطوة».
وكان الاتحاد الأسترالي لكرة القدم اقترح زيادة عدد أعضاء الجمعية العمومية إلى 13 بإضافة صوتين للأندية وصوت واحد للاعبين لكن المقترح قوبل بالرفض من الأندية ومن «فيفا».
وتواجه كرة القدم الأسترالية تحقيقاً يثير الحرج هذا الأسبوع مع وصول وفد مشترك من الاتحاد الدولي (الفيفا) والاتحاد الآسيوي للعبة في محاولة لإنهاء أزمة داخلية.
وتريد الأندية، التي تقول إنها تحقق 80 في المائة من أرباح كرة القدم في أستراليا، خمسة مقاعد على الأقل في الجمعية العمومية، لكن الاتحاد الأسترالي، الذي يترأسه ستيفن لوي ويشغل ديفيد جالوب منصب رئيسه التنفيذي، رفض الأمر.
وقال لوي: «لم يخفِ ملاك الأندية مطالبتهم بالتمتع بسلطة أكبر وبأموال أكثر ويتطلعون لبطولة دوري مستقلة يديرونها من أجل مصالحهم».
وتابع: «لكن الجدير بالذكر أن أكثر من نصف الأندية يديرها أجانب سواء أفراد أو مؤسسات ولديهم دراية قليلة أو معدومة بمجتمع كرة القدم الأسترالي أو بالفرق الوطنية».
وبعيداً عن أصوات الجمعية العمومية تطالب الأندية أيضاً بأموال أكثر من الاتحاد الأسترالي. ورفضت الأندية 3.55 مليون دولار أسترالي من التوزيعات السنوية بعد توقيع عقد قياسي لحقوق البث التلفزيوني مقابل 346 مليون دولار أسترالي (274 مليون دولار أميركي).
وطلبت الأندية ما يصل إلى 6 ملايين دولار أسترالي وهو مبلغ يقول الاتحاد الأسترالي لكرة القدم إنه سيدمر قواعد اللعبة في البلاد، ويؤثر على تمويل الفرق الوطنية.
ومع استمرار النزاع طيلة العام ستصل اللجنة المشتركة من «فيفا» والاتحاد الآسيوي من أجل إجراء محادثات مع أطراف الأزمة خلال اليومين المقبلين في سيدني.
وفي حال عدم التوصل لتسوية حتى المهلة التي تنتهي في 30 نوفمبر المقبل سيقرر «فيفا» حل الاتحاد الأسترالي وتشكيل لجنة مؤقتة لإدارة شؤون اللعبة.
يأتي هذا بعدما أشار تقرير «جارسيا»، الذي يحقق في ملابسات منح استضافة كأس العالم 2022 إلى قطر، إلى وجود «دليل قوي» على تقديم الاتحاد الأسترالي لكرة القدم أموالاً من أجل دعم أحد الأعضاء الذين يملكون حق التصويت بـ«فيفا».
وألقى عرض أستراليا الفاشل لاستضافة كأس العالم، الذي حصل على تمويل حكومي قيمته 50 مليون دولار أسترالي لكن لم يحصد إلا صوتاً واحداً، بظلاله على قيادة الاتحاد الأسترالي لكرة القدم.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».