الفنادق الراقية تقول وداعاً لرداء الحمام وأهلاً بالـ«بيجاما»

رفاهية مطلقة واستفادة تامة من الإقامة في الغرف

لباس النوم الذي صمم خصيصا لفندق كلاريدجز في لندن
لباس النوم الذي صمم خصيصا لفندق كلاريدجز في لندن
TT

الفنادق الراقية تقول وداعاً لرداء الحمام وأهلاً بالـ«بيجاما»

لباس النوم الذي صمم خصيصا لفندق كلاريدجز في لندن
لباس النوم الذي صمم خصيصا لفندق كلاريدجز في لندن

دعكم من رداء الاستحمام والبقاء فيه في غرفكم أثناء إقامتكم في الفنادق الجميلة، ودعكم من تلك الطريقة التي كانت تعتبر مثالية للتمتع بالرفاهية داخل كثير من الفنادق متوسطة المستوى والراقية على وجه الخصوص، حيث تسعى بعض الفنادق لجعل نزلائها يقيمون ما يعرف باسم «حفلات بدلات النوم» Pyjamas Party بدلا من ذلك. وتقوم الفنادق ببيع ومنح النزلاء بدلات نوم خاصة ومصممة خصيصا لهم، ومن أجل هذا الغرض تتجه الفنادق الراقية نحو العلامات التجارية المعروفة في مجال تصميم ملابس النوم من أجل تصميم منامات رائجة.
وقدم فندق «كلاريدجز» في لندن أخيرا ألبسة نوم نسائية مصنوعة من الحرير بخطوط من الأبيض والأسود مستوحاة من أرضية بهو الفندق التي تحمل سمات طراز ال«ارت ديكو». أعمال أوليفيا فون هالي، مصممة ملابس النوم البريطانية، معروضة للبيع مقابل 350 جنيه إسترليني أو ما يعادل 450 دولار، وكذلك تقدم ضمن العروض في بعض الغرف. ويحصل بعض النزلاء، الذين يقيمون كثيراً في الفندق، على لباس نوم يحمل الحروف الأولى من أسمائهم مجاناً على حد قول بولا فيتزهيربرت Paula Fitzherbert، مديرة العلاقات العامة في الفندق.
مع ذلك ما السر وراء تقديم المنامات، والآن على وجه الخصوص؟ تقول فيتزهيربرت إن الفكرة تعود إلى تزايد عدد النزلاء الذين يطلبون طعام العشاء أو كوكتيل المساء في غرفهم. وأوضحت قائلة: «قلنا لأنفسنا لماذا لا نجعل تجربة النزول في الغرفة والاستفادة من الإقامة فيها ممتعة ومريحة؟ وبدت فكرة تقديم لباس النوم المميز التي يتجلى من خلالها تراثنا هي الطريقة المثلى لتحقيق ذلك».
على الجانب الآخر اختار فندق «لويل» في مدينة نيويورك العلامة التجارية الإيطالية «فيريتي» لتصميم 300 بدلة للرجال والنساء باللون الأبيض مع الشرائط الرمادية، ويبلغ سعر الواحدة منها 300 دولار، لكن مثل فندق «كلاريدج»، يمنح الفندق بعض من تلك المنامات مجاناً إلى بعض النزلاء.
إضافة إلى ذلك، في بعض الأوقات خلال العام مثل أسبوع الموضة، يقدم فندق «لويل» منامة قطنية بيضاء بشرائط حمراء من العلامة التجارية لملابس النوم «بيد هيد بيجاماز». ويبلغ سعر تلك المنامة 150 دولاراً.
كذلك تحمل المنامات القطنية في فندق «بيفرلي هيلز» في كاليفورنيا العلامة التجارية «بيد هيد». المنامة متوفرة بأكمام طويلة وقصيرة ولتلك المخصصة للنساء خطوط زهرية وبيضاء، أما المخصصة للرجال فلها خطوط زرقاء وبيضاء. ويبلغ سعر البدلة 179 دولاراً.
وتحمل مجموعة ملابس نوم أخرى للفندق أيضاً علامة تجارية أخرى هي «سانت أند آبيل». وتشمل المجموعة منامات للرجال والنساء والأطفال، وتبلغ سعر بدل نوم الأطفال 95 دولاراً، ومنامة البالغين 290 دولاراً. هذه المنامات القطنية عليها زخارف من أشكال أوراق شجر الموز الخضراء المستوحاة من جزيرة مارتينك التي ابتكرها دون لوبر للفندق عام 1942.
يحصل النزلاء، الذين يقيمون في أجنحة مختارة، على منامة على حد قول كريستوف موجي، مدير الفندق، لكنها تقدم أيضاً كهدايا للنزلاء الدائمين أو الذين يحتفلون بمناسبة مميزة أثناء فترة إقامتهم في الفندق. وقال: «نحن نرى أشخاصاً يرتدون منامات أثناء الإفطار ويعيدونها في المرة التالية ونحن نحب ذلك».
في منتجع «بيلموند ماروما» في بلايا ديل كارمن في المكسيك لا يحصل النزلاء على المنامة التقليدية، بل يحصلون على قفطان محلي الصنع من القطن لارتدائه أثناء إقامتهم. هذا الرداء الفضفاض مزين بالفراشات لتتلاءم مع الفراشات الحقيقية التي تحلق في حدائق المنتجع. يمكن شراء القفطان مقابل 50 دولاراً.
في خط يخوت نادي «سي دريم يات كلوب» أصبحت المنامات القطنية البيضاء، التي تصلح للجنسين، وتحمل التصميم البحري هي البصمة المميزة، حيث يحصل الراكب على منامة مميزة مصممة خصيصاً له كنوع من الرفاهية خلال الليلة الأولى من رحلته، وأصبح هذا الأمر رائجاً ومرغوباً فيه على حد قول بوب ليبيستو، رئيس الشركة. ويوضح بوب قائلاً: «يتحدث نزلاؤنا عن المنامات، بل ويرتدونها أثناء تناولهم المشروبات في المشرب الموجود على سطح اليخت».
كذلك أصبحت المنامات بالنسبة لركاب الدرجة الأولى، أو درجة رجال الأعمال، على متن الطائرات طريقة مبتكرة مبدعة للترويج للشركة والعلامة التجارية للمنامة أيضاً على حد قول تشاد كلارك، صاحب شركة «تشاد كلارك ترافيل فينشرز» لاستشارات السفر. وأضاف قائلاً: «عندما تأخذ المنامة معك إلى المنزل، سوف تتذكر الوقت اللطيف الذي قضيته خلال الرحلة. إلى جانب ذلك، من لا يقدّر منامة مريحة ذات جودة عالية؟»

* خدمة «نيويورك تايمز»



«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)
من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)
TT

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)
من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد»، إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست»، يحتوي متحف بريطاني يعرض حيثيات أشهر الجرائم الأكثر إثارة للرعب على بعض من أكثر القطع الأثرية إزعاجاً والتي تعيد عقارب الساعة إلى الوراء وتشعرك بأحلك اللحظات في التاريخ.

ويعتبر «متحف الجريمة» (المتحف الأسود سابقاً) عبارة عن مجموعة من التذكارات المناطة بالجرائم المحفوظة في (نيو سكوتلاند يارد)، المقر الرئيسي لشرطة العاصمة في لندن، بإنجلترا.

مقتنيات استحوذ عليها المتحف من المزادات والتبرعات (متحف الجريمة)

وكان المتحف معروفاً باسم «المتحف الأسود» حتى أوائل القرن الحادي والعشرين، وقد ظهر المتحف إلى حيز الوجود في سكوتلاند يارد في عام 1874. نتيجة لحفظ ممتلكات السجناء التي تم جمعها بعد إقرار قانون المصادرة لعام 1870 وكان المقصود منه مساعدة عناصر الشرطة في دراستهم للجريمة والمجرمين. كما كان المتحف في البداية غير رسمي، لكنه أصبح متحفاً رسمياً خاصاً بحلول عام 1875. لم يكن مفتوحاً أمام الزوار والعموم، واقتصر استخدامه كأداة تعليمية لمجندي الشرطة، ولم يكن متاحاً الوصول إليه إلا من قبل المشاركين في المسائل القانونية وأفراد العائلة المالكة وغيرهم من كبار الشخصيات، حسب موقع المتحف.

جانب من القاعة التي تعرض فيها أدوات القتل الحقيقية (متحف الجريمة)

ويعرض المتحف الآن أكثر من 500 قطعة معروضة، كل منها في درجة حرارة ثابتة تبلغ 17 درجة مئوية. وتشمل هذه المجموعات التاريخية والمصنوعات اليدوية الحديثة، بما في ذلك مجموعة كبيرة من الأسلحة (بعضها علني، وبعضها مخفي، وجميعها استخدمت في جرائم القتل أو الاعتداءات الخطيرة في لندن)، وبنادق على شكل مظلات والعديد من السيوف والعصي.

مبنى سكوتلاند يارد في لندن (متحف الجريمة)

يحتوي المتحف أيضاً على مجموعة مختارة من المشانق بما في ذلك تلك المستخدمة لتنفيذ آخر عملية إعدام على الإطلاق في المملكة المتحدة، وأقنعة الموت المصنوعة للمجرمين الذين تم إعدامهم في سجن «نيوغيت» وتم الحصول عليها في عام 1902 عند إغلاق السجن.

وهناك أيضاً معروضات من الحالات الشهيرة التي تتضمن متعلقات تشارلي بيس ورسائل يُزعم أن جاك السفاح كتبها، رغم أن رسالة من الجحيم سيئة السمعة ليست جزءاً من المجموعة. وفي الداخل، يمكن للزوار رؤية الحمام الذي استخدمه القاتل المأجور جون تشايلدز لتمزيق أوصال ضحاياه، وجمجمة القاتل والمغتصب «لويس ليفيفر»، والحبل الذي استخدم لشنق المجرمين. وقال جويل غريغز مدير المتحف لـ«الشرق الأوسط» إن المتحف هو بمثابة واقع وجزء من التاريخ، مضيفاً: «لا أعتقد أنه يمكنك التغاضي عن الأمر والتظاهر بأن مثل هذه الأشياء لا تحدث. هناك أشخاص سيئون للغاية».

وقال جويل إنه لا يريد الاستخفاف بالرعب، وقال إنهم حاولوا تقديم المعروضات بطريقة لطيفة، وأضاف: «عندما أنظر إلى مجلات الجريمة في المحلات التجارية، فإنها تبدو مثل مجلات المسلسلات ومجلات المشاهير، لذلك يُنظر إليها على أنها نوع من الترفيه بطريقة مماثلة».

وتُعرض البراميل الحمضية الأسيدية المستخدمة من قبل جون جورج هاي، والمعروف باسم قاتل الحمامات الحمضية، في كهف خافت الإضاءة. وهو قاتل إنجليزي أدين بقتل 6 أشخاص، رغم أنه ادعى أنه قتل 9. وفي مكان آخر، يمكن للزوار مشاهدة رسائل حب كان قد أرسلها القاتل الأميركي ريتشارد راميريز إلى مؤلفة بريطانية تدعى ريكي توماس، وكان يعرف راميريز باسم «المطارد الليلي»، لسكان كاليفورنيا بين عامي 1984 و1985 وأدين بـ13 جريمة قتل وسلسلة من اقتحام المنازل والتشويه والاغتصاب. وكشفت ريكي، التي كتبت عدداً من الكتب الأكثر مبيعاً عن القتلة المحترفين، أنها اتصلت بالقاتل في مرحلة صعبة من حياتها وشعرت بجاذبية جسدية قوية ناحيته. ووصفت رسالتها الأولى إلى راميريز بأنها «لحظة جنون». وقالت في حديثها إلى صحيفة «سوسكس بريس» المحلية: «كان رجلاً جيد المظهر، لكنني لم أشعر قط بأنني واحدة من معجباته». وقررت المؤلفة التبرع بالرسائل للمتحف عام 2017 لإعطاء فكرة عن عقلية الوحش.

من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

وفي الوقت نفسه، يعرض متحف الجريمة أيضاً السراويل البيضاء التي كانت ترتديها القاتلة روز ويست، والتي تم شراؤها بمبلغ 2500 جنيه إسترليني في المزاد. وحصل على تلك السراويل ضابط سجن سابق كان يعمل في برونزفيلد، حيث سجنت ويست لمدة 4 سنوات حتى عام 2008. وقامت روزماري ويست وزوجها فريد بتعذيب وقتل ما لا يقل عن 10 فتيات بريطانيات بين عامي 1967 و1987 في غلوسترشير. واتهم فريد بارتكاب 12 جريمة قتل، لكنه انتحر في السجن عام 1995 عن عمر 53 عاماً قبل محاكمته. وقد أدينت روز بارتكاب 10 جرائم قتل في نوفمبر (تشرين الثاني) 1995 وهي تقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة.

يعرض المتحف الآن أكثر من 500 قطعة (متحف الجريمة)

تم التبرع بمعظم القطع الأثرية للمتحف، وقام أيضاً جويل بشراء الكثير منها في مزادات علنية.

في مكان آخر في المتحف المخيف يمكن للزوار رؤية السرير الحقيقي للموت بالحقنة القاتلة والقراءة عن الضحايا والمشتبه بهم الذين لهم صلة بجاك السفاح بين عامي 1878 إلى 1898.

الأسلحة التي استخدمت في الجريمة (متحف الجريمة)

وفي الوقت نفسه، يضم المتحف قفازات الملاكمة التي تحمل توقيع رونالد وريجينالد كراي، والمعروفين أيضاً باسم «التوأم كراي». كان روني وريجي المخيفان يديران الجريمة المنظمة في منطقة إيست إند في لندن خلال الخمسينات والستينات قبل أن يسجن كل منهما على حدة في عام 1969 ثم انتقل كلاهما إلى سجن باركهرست شديد الحراسة في أوائل السبعينات. وتوفي روني في نهاية المطاف في برودمور عام 1995، عن عمر 62 عاماً. في أغسطس (آب) 2000. تم تشخيص ريجي بسرطان المثانة غير القابل للجراحة، وتوفي عن 66 عاماً بعد وقت قصير من الإفراج عنه من السجن لأسباب إنسانية.