أحمد عبد العزيز: أرفض منع «حلاوة روح».. وهناك من يحاول تدمير السينما المصرية

قال إن الفن المصري يعاني من كساد وضعف في النصوص المقدمة

أحمد عبد العزيز
أحمد عبد العزيز
TT

أحمد عبد العزيز: أرفض منع «حلاوة روح».. وهناك من يحاول تدمير السينما المصرية

أحمد عبد العزيز
أحمد عبد العزيز

يستهويه المسرح ويعشق السينما، لكنه لمع في التلفزيون من خلال مجموعة من الأعمال حفرت له مكانة خاصة في قلوب متابعيه، كان أبرزها «الحب والطوفان»، «الوسية» «المال والبنون»، «سوق العصر».. وغيرها من الأعمال الدرامية المميزة.. أخيرا اتجه الفنان أحمد عبد العزيز للعمل التطوعي من خلال حملة «مين بيحب مصر» للقضاء على العشوائيات بصفته سفيرا للنيات الحسنة بالاتحاد الأفريقي.
عن دوره في هذه الحملة، وجديده على الساحة الفنية وقضايا الفن والواقع.. حاورته «الشرق الأوسط» وهذا نص الحوار:
* انضممت أخيرا لحملة «مين بيحب مصر» للقضاء على العشوائيات، حدثنا عن الحملة وأهدافها، كونك سفيرا للنيات الحسنة بالاتحاد الأفريقي.
- الحملة تهدف إلى القضاء على العشوائيات وليس تطويرها، فأنا ضد مفهوم تطوير العشوائيات، وقد انضممت للحملة بعد دعوة القائمين عليها وأتمنى المساعدة في القضاء على هذه الظاهرة التي أعتبرها وصمة عار في جبين الدولة المصرية، وتمثل قضية أمن قومي. الحملة تستهدف في المقام الأول سكان «المقابر» الذين يعانون من الإهمال وغياب المرافق العامة والخدمات الإنسانية، ونتمنى مساندة مؤسسات الدولة لنا في هذه الحملة وفي حملة «مصر التحدي» التي دشنتها أخيرا الدكتورة أماني هولة لمكافحة التسرب من التعليم من سن تسعة إلى 15 عاما.
* لكن هناك الكثير من الفنانين يتبنون مثل هذه الحملات.. هل يعكس هذا تراجعا للظاهرة الفنية من وجهة نظرك؟
- هناك بالفعل توجه من قبل الكثير من الفنانين للعمل على الإصلاح المباشر على أرض الواقع عوضا عن الأعمال الفنية، وأعتقد أن هذا توجه إيجابي، فمصر تحتاج الآن الأفعال وليس الكلام وهذا لا يقلل من شأن الأعمال الفنية ولكننا الآن في وقت له حساسية خاصة تستوجب الإصلاح المباشر.
* كيف ترى الساحة الفنية المصرية في الوقت الراهن؟
- المجال الفني عموما شأنه شأن جميع المجالات الأخرى في البلاد اليوم، والتي تمر بحالة من الكساد الشديد والتراجع الواضح في جميع الأصعدة، وأعتقد أننا نعاني من مؤامرة لتركيع مصر، خصوصا في المجال الفني بهدف القضاء على صناعة السينما التي تمثل أحد مصادر الدخل القومي المصري.
* ما جديدك الفني في الفترة المقبلة؟
- حتى الآن لا يوجد مشاريع سينمائية أو مسرحية، وذلك بسبب ضعف النصوص المقدمة وحالة الكساد التي يعاني منها الكثير من المنتجين، لكن في المجمل أحضر حاليا لعمل درامي أعود به للشاشة الصغيرة في رمضان بعد المقبل، بعد غياب عامين، وسأعلن عن تفاصيله وفريق عمله في وقت لاحق.
* ما رأيك في قرار منع فيلم «حلاوة روح»؟
- لا أوافق أبدا على قرار منع الفيلم من قبل رئيس الوزراء ومصادرته من دور العرض، هذا ليس تضامنا مع الفيلم ولكن لعدم اختصاصه بالقرار الذي يعود إلى الجهات الرقابية المختصة، ولكن بشكل عام الفيلم لا يعد إبداعا كونه مقتبسا من الفيلم اليوناني «مالينا» دون حتى محاولة لتمصير نسخته.
* هل تسعى لعمل فني يتناول أحداث الثورة المصرية خاصة وأنك أحد المفتونين بالأدوار التاريخية؟
- بالتأكيد لدي الرغبة في هذا العمل الذي سيكون تاريخيا، ولكن علينا أن ننتظر حتى يختمر الحدث وتظهر نتائجه بشكل كامل، وحتى يكون هناك كتاب قادرون على صياغة رؤية واضحة للثورة وليس عملية «قص ولصق».
* قدمت في فيلم «التحويلة» دور الضابط الشرير المتسلط وأجدته إجادة تامة.. لماذا لم تكرر التجربة من بعدها؟
- أدواري الكوميدية والتي جسدت بها الشر قليلة نوعا ما بطبيعة الحال، في فيلم «التحويلة»، ومسلسل «العنكبوت»، ولكن ميلي للأدوار الطيبة التي تنتصر للخير دائما يرجع لرغبة الجمهور لمشاهدتي بها أكثر من غيرها، وهو ما ألمسه منهم دائما، ولكني ما زلت أتمنى تجسيد كل الأدوار.
* ما الدور الذي تتمنى أن تجسده ولم تجسده بعد؟
- هناك شخصيتان أتمنى تقديمهما وهما شخصية الزعيم الراحل أنور السادات وعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، وإن كنت قد قدمت شخصية السادات من قبل في فيلم حكمت فهمي، ولكن أتمنى تقديم الشخصية في مسلسل تلفزيوني يتناول الأحداث التاريخية المهمة من التاريخ المصري في تلك الفترة، ويتطرق للجانب الشخصي والإنساني للزعيم الراحل.



تانيا قسيس لـ«الشرق الأوسط»: أحمل معي روح لبنان ووجهه الثقافي المتوهّج

تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
TT

تانيا قسيس لـ«الشرق الأوسط»: أحمل معي روح لبنان ووجهه الثقافي المتوهّج

تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})

تتمسك الفنانة تانيا قسيس بحمل لبنان الجمال والثقافة في حفلاتها الغنائية، وتصرّ على نشر رسالة فنية مفعمة بالسلام والوحدة. فهي دأبت منذ سنوات متتالية على تقديم حفل غنائي سنوي في بيروت بعنوان «لبنان واحد».

قائدة كورال للأطفال ومعلمة موسيقى، غنّت السوبرانو تانيا قسيس في حفلات تدعو إلى السلام في لبنان وخارجه. كانت أول فنانة لبنانية تغني لرئيس أميركي (دونالد ترمب) في السفارة الكويتية في أميركا. وأحيت يوم السلام العالمي لقوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان. كما افتتحت الألعاب الفرنكوفونية السادسة في بيروت.

تنوي قسيس إقامة حفل في لبنان عند انتهاء الحرب (حسابها على {إنستغرام})

اليوم تحمل تانيا كل حبّها للبنان لتترجمه في حفل يجمعها مع عدد من زملائها بعنوان «رسالة حب». ويجري الحفل في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري على مسرح «زعبيل» في دبي. وتعدّ قسيس هذا الحفل فرصة تتيح للبنانيين خارج وطنهم للالتقاء تحت سقف واحد. «لقد نفدت البطاقات منذ الأيام الأولى لإعلاننا عنه. وسعدت كون اللبنانيين متحمسين للاجتماع حول حبّ لبنان».

يشارك قسيس في هذا الحفل 5 نجوم موسيقى وفن وإعلام، وهم جوزيف عطية وأنطوني توما وميشال فاضل والـ«دي جي» رودج والإعلامي وسام بريدي. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى مساندة بعضنا كلبنانيين. من هنا ولدت فكرة الحفل، وغالبية الفنانين المشاركين فيه يقيمون في دبي».

أغنية {معك يا لبنان} تعاونت فيها قسيس مع الـ{دي جي} رودج (حسابها على {إنستغرام})

خيارات تانيا لنجوم الحفل تعود لعلاقة مهنية متينة تربطها بهم. «الموسيقي ميشال فاضل أتفاءل بحضوره في حفلاتي. وهو يرافقني دائماً، وقد تعاونت معه في أكثر من أغنية. وكذلك الأمر بالنسبة لجوزيف عطية الذي ينتظر اللبنانيون المغتربون أداءه أغنية (لبنان رح يرجع) بحماس كبير. أما أنطوني توما فهو خير من يمثل لبنان الثقافة بأغانيه الغربية».

تؤكد تانيا أن حفل «رسالة حب» هو وطني بامتياز، ولكن تتخلله أغانٍ كلاسيكية أخرى. وتضيف: «لن يحمل مزاج الرقص والهيصة، ولن يطبعه الحزن. فالجالية اللبنانية متعاطفة مع أهلها في لبنان، وترى في هذا الحفل محطة فنية يحتاجونها للتعبير عن دعمهم لوطنهم، فقلقهم على بلادهم يسكن قلوبهم ويفضلون هذا النوع من الترفيه على غيره». لا يشبه برنامج الحفل غيره من الحفلات الوطنية العادية. وتوضح قسيس لـ«الشرق الأوسط»: «هناك تنسيق ومشاركة من قبل نجوم الحفل أجمعين. كما أن اللوحات الموسيقية يتشارك فيها الحضور مع الفنانين على المسرح. بين لوحة وأخرى يطل وسام بريدي في مداخلة تحفّز التفاعل مع الجمهور. وهناك خلطة فنية جديدة اعتدنا مشاهدتها مع الموسيقيين رودج وميشال فاضل. وسيستمتع الناس بسماع أغانٍ تربينا عليها، ومن بينها ما هو لزكي ناصيف ووديع الصافي وصباح وماجدة الرومي. وكذلك أخرى نحيي فيها مطربات اليوم مثل نانسي عجرم. فالبرنامج برمّته سيكون بمثابة علاج يشفي جروحنا وحالتنا النفسية المتعبة».

كتبت تانيا رسالة تعبّر فيها عن حبّها للبنان في فيديو مصور (حسابها على {إنستغرام})

تتشارك تانيا قسيس غناءً مع أنطوني توما، وكذلك مع جوزيف عطية والموسيقي رودج. «سأؤدي جملة أغانٍ معهما وبينها الأحدث (معك يا لبنان) التي تعاونت فيها بالصوت والصورة مع رودج. وهي من إنتاجه ومن تأليف الشاعر نبيل بو عبدو».

لماذا ترتبط مسيرة تانيا قسيس ارتباطاً وثيقاً بلبنان الوطن؟ ترد لـ«الشرق الأوسط»: «لا أستطيع الانفصال عنه بتاتاً، فهو يسكنني دائماً وينبض في قلبي. والموسيقى برأيي هي أفضل طريقة للتعبير عن حبي له. في الفترة السابقة مع بداية الحرب شعرت بشلل تام يصيبني. لم أستطع حتى التفكير بكيفية التعبير عن مشاعري الحزينة تجاهه. كتبت رسالة توجهت بها إلى لبنان واستندت فيها إلى أغنيتي (وطني)، دوّنتها كأني أحدّث نفسي وأكتبها على دفتر مذكراتي. كنت بحاجة في تلك اللحظات للتعبير عن حبي للبنان كلاماً وليس غناء».

في تلك الفترة التي انقطعت تانيا عن الغناء التحقت بمراكز إيواء النازحين. «شعرت بأني أرغب في مساعدة أولادهم والوقوف على كيفية الترفيه عنهم بالموسيقى. فجلت على المراكز أقدم لهم جلسات تعليم موسيقى وعزف.

وتتضمن حصص مغنى ووطنيات وبالوقت نفسه تمارين تستند إلى الإيقاع والتعبير. استعنت بألعاب موسيقية شاركتها معهم، فراحوا يتماهون مع تلك الحصص والألعاب بلغة أجسادهم وأصواتهم، فكانت بمثابة علاج نفسي لهم بصورة غير مباشرة».

لا تستبعد تانيا قسيس فكرة إقامة حفل غنائي جامع في لبنان عند انتهاء الحرب. وتختم لـ«الشرق الأوسط»: «لن يكون الأمر سهلاً بل سيتطلّب التفكير والتنظيم بدقة. فما يحتاجه اللبنانيون بعد الحرب جرعات حب ودفء وبلسمة جراح. ومن هذه الأفكار سننطلق في مشوارنا، فيما لو تسنى لنا القيام بهذا الحفل لاحقاً».