السودان يستثمر في موانئ جديدة بالبحر الأحمر

مسؤولون يعولون على فوائد كبرى للمشروعات

TT

السودان يستثمر في موانئ جديدة بالبحر الأحمر

تعتزم حكومة السودان إنشاء ميناء تجاري حر على ساحل البحر الأحمر. وشرعت «الشركة السودانية للمناطق والأسواق الحرة»، في ربط الميناء البحري الجديد بالمنطقة الحرة، التي تديرها الحكومة السودانية بالتعاون مع الصين.
وقال يوسف محمد كرار، المدير العام لـ«الشركة السودانية للمناطق والأسواق الحرة»، لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن «مشروع الميناء التجاري الحر الجديد على ساحل البحر الأحمر، الذي يعد الأول في منطقة شرق أفريقيا، سيحدث تغييرا كبيرا في الحركة الملاحية في المنطقة، وسيفتح المجال للدول المجاورة للسودان التي ليست لديها منافذ بحرية على الموانئ والخطوط العالمية، كما سينعش الميناء الحركة التجارية العابرة للسودان عبر (الترانزيت) من وإلى الدول الأفريقية، بجانب دوره في خدمة البلاد في جميع مجالات النقل والطرق البرية والنهرية والسكك الحديدية».
وأضاف كرار أن هيئة الموانئ البحرية و«الشركة السودانية للمناطق الحرة» تبذلان حاليا جهودا للبدء في تنفيذ الميناء الحر الجديد خلال العام الحالي، ومعالجة المشكلات التي تعاني منها المنطقة التجارية الحرة في بورتسودان على ساحل البحر الأحمر، التي سيتم ربطها بالميناء.
وأوضح أن منطقة البحر الأحمر الحرة التي سيقام عليها المشروع، تنقصها الطاقة الكهربائية، وتعمل حاليا بمحطات خاصة، مشيرا للجهود المبذولة مع وزارة الموارد المائية والكهرباء لتوصيل الخدمة للمنطقة، التي وعدت بحل مشكلة الكهرباء نهاية هذا العام، موضحا أن هناك تفاوضا يجري حاليا مع وزارة الاستثمار عبر المجلس القومي للمناطق الحرة، لحلحلة المشكلات المتعلقة بالمناطق الحرة، من حيث دورها في حركة الاقتصاد والقوانين والمال والبنوك وإشكالات تنظيم العمل التجاري.
وبين كرار أن هناك شركات عالمية تقدمت للاستفادة من المنطقة التجارية الحرة السودانية على ساحل البحر، إلا أن مشكلة الكهرباء حالت دون ذلك، مبينا أن قيام الميناء الحر في المنطقة الحرة، سيعمل على تسهيل وصول جميع السلع التي ترد مباشرة من المياه الدولية للميناء الحر الجديد، بجانب دوره في فتح المنافذ لدول الجوار المغلقة في أفريقيا، مؤكدا الفائدة العظيمة التي ستعود على السودان والشركات العالمية التي ستدخل في المشروع.
من جانب آخر، يدشن السودان في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، ميناء «الشيخ إبراهيم» على ساحل البحر الأحمر، المتخصص في تصدير الماشية، التي بلغت صادراتها في الربع الأول من العام الحالي نحو مليونين ونصف المليون رأس من الأبقار والإبل والضأن، تعادل قيمتها 255 مليون دولار، مقابل 247 مليون دولار للفترة نفسها من العام الماضي.
وتنفذ مشروع الميناء المتخصص بالماشية الشركة الصينية الهندسية للملاحة العالمية، التي وقعت في بكين بداية العام الحالي مع الحكومة السودانية عقدا لتشغيل مشروع الميناء، ضمن عقود طويلة الأجل مع الحكومة لتأهيل وتطوير 4 موانئ سودانية على ساحل البحر الأحمر، على رأسها مشروع رصيف الحاويات بالميناء القديم «سواكن».
وأشار المهندس جلال شلية، المدير العام لهيئة الموانئ السودانية، إلى اكتمال الاستعدادات لافتتاح الميناء رسميا في أكتوبر المقبل، ليكون بديلا عن ميناء «عثمان دقنة» الذي تصدر منه اللحوم والماشية حاليا، موضحا أن الميناء الجديد يستوعب الزيادة في أعداد الماشية المصدرة من السودان.
وأشار شلية إلى أن الشركة الصينية التي فازت بعقد المشروع معروفة عالميا بتنفيذها المشروعات بدقة من ناحية التخصصية والجودة، حيث تم تنفيذ عدد من المشروعات المينائية في السابق معهم بعد زيارة وفد من الخبراء السودانيين للصين مؤخرا، ووقع الوفد على اتفاقية تعاون وشراكة لتطوير الموانئ السودانية.
يذكر أن وفدا حكوميا صينيا ورجال أعمال وقعوا خلال زيارة للسودان امتدت 5 أيام بداية العام الحالي، على مشاريع زراعية وتعدينية وسياحية وصناعية وتجارية واتصالات وبنية تحتية، على رأسها إنشاء منطقة تجارية حرة على ساحل البحر الأحمر، وذلك في إطار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين والتعاون المشترك.



الذهب يسجل مكاسب ملحوظة مع تزايد المخاوف حول سياسات ترمب

سبائك ذهبية في غرفة صناديق الودائع الآمنة في دار «برو أوروم» للذهب في ميونيخ (رويترز)
سبائك ذهبية في غرفة صناديق الودائع الآمنة في دار «برو أوروم» للذهب في ميونيخ (رويترز)
TT

الذهب يسجل مكاسب ملحوظة مع تزايد المخاوف حول سياسات ترمب

سبائك ذهبية في غرفة صناديق الودائع الآمنة في دار «برو أوروم» للذهب في ميونيخ (رويترز)
سبائك ذهبية في غرفة صناديق الودائع الآمنة في دار «برو أوروم» للذهب في ميونيخ (رويترز)

ارتفعت أسعار الذهب يوم الجمعة مع تزايد حالة عدم اليقين بشأن سياسات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، ما زاد من الطلب على السبائك. بينما يترقب المستثمرون تقريراً هاماً عن الوظائف لتقييم الاتجاه المتوقع في سياسة خفض أسعار الفائدة من جانب مجلس «الاحتياطي الفيدرالي».

وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.2 في المائة إلى 2675.49 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 07:25 (بتوقيت غرينتش). حقق الذهب مكاسب تزيد على 1% في المائة حتى الآن هذا الأسبوع، متجهاً نحو تحقيق أكبر قفزة أسبوعية منذ منتصف نوفمبر (تشرين الثاني)، وفق «رويترز».

وارتفعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة 0.3 في المائة إلى 2698.30 دولار للأوقية. ومن المقرر صدور تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة في وقت لاحق من اليوم.

وبحسب استطلاع أجرته «رويترز»، من المتوقع أن ترتفع أعداد الوظائف بمقدار 160 ألف وظيفة في ديسمبر (كانون الأول)، بعد قفزة قدرها 227 ألف وظيفة في نوفمبر (تشرين الثاني).

وقال غيغار تريفيدي، المحلل الكبير في «ريلاينس» للأوراق المالية: «نتوقع أن يتراجع الذهب قليلاً إذا جاء تقرير الوظائف غير الزراعية أفضل من المتوقع».

وأشار تريفيدي إلى أن الذهب حصل على دعم بعد تقرير التوظيف الخاص الأضعف من المتوقع لشهر ديسمبر، ما عزز الفكرة بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يحتاج إلى تبني نهج أقل تشدداً في سياسة خفض أسعار الفائدة.

وقد أشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في «كانساس سيتي»، جيف شميد، يوم الخميس، إلى تردد البنك في خفض أسعار الفائدة مرة أخرى، في ظل اقتصاد مرن وتضخم يظل أعلى من هدفه البالغ 2 في المائة.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن التعريفات الجمركية وسياسات الهجرة التي اقترحها ترمب قد تؤدي إلى إطالة أمد النضال ضد التضخم. ويتطلع المتداولون الآن إلى أول خفض لأسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا العام، والذي من المتوقع أن يكون في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران)، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

وارتفعت الفضة 0.3 في المائة إلى 30.2 دولار للأوقية، في حين تم تداول عقد «كومكس» عند 31.17 دولار، وكلاهما قريب من أعلى مستوياته في شهر. وقال «دويتشه بنك» في مذكرة: «نتوقع أن تصمم الإدارة الأميركية القادمة سياسة اقتصادية وتجارية لتعزيز الرخاء الوطني، وأن يتعافى الفضة إلى جانب الذهب في النصف الثاني من عام 2025 إلى 35 دولارا للأوقية».

من ناحية أخرى، انخفض البلاتين 0.4 في المائة إلى 955.97 دولار، في حين ارتفع البلاديوم 0.9 في المائة إلى 934.16 دولار. ومن الجدير بالذكر أن المعادن الثلاثة في طريقها لتحقيق مكاسب أسبوعية.