انتشار واسع لعملة «بِتْكُوين» الرقمية

يستعملها 6 ملايين مستخدم كبديل في التعاملات المالية عبر الإنترنت

انتشار واسع لعملة «بِتْكُوين» الرقمية
TT

انتشار واسع لعملة «بِتْكُوين» الرقمية

انتشار واسع لعملة «بِتْكُوين» الرقمية

ألقت السلطات اليونانية القبض على عقل مدبر روسي اسمه «ألكسندر فينيك» متهم بتبييض أكثر من 4 مليارات دولار من خلال عملة «بِتْكُوين» Bitcoin الرقمية، والذي كان يدير سوق مال لهذه العملة منذ العام 2011 واستخدم صلاحياته لتبييض أموال لأفراد مرتبطين بجرائم قرصنة والمتاجرة بالمخدرات، بالإضافة إلى ارتباطه المباشر بانهيار بورصة يابانية لعملة «بِتْكُوين». ويدل هذا الأمر على أنه ومع تطور التقنيات وتقديمها لسبل جديدة للتفاعل مع العالم، فإن المجرمين سيستغلون التقنية لخدمة مكاسبهم. ولكن ما هي عملة «بِتْكُوين»، وكيف تعمل وما طرق استخدامها؟

عملة «بِتْكُوين»
عملة «بِتْكُوين» هي عملة رقمية مشفرة لا توجد في الحياة الواقعية، بل موجودة على شكل نسخة رقمية يتم تداولها عبر الإنترنت فقط، ولذلك فلا يمكن العثور على إصدارات ورقية مطبوعة منها ولا يمكن تداولها في الأسواق الاقتصادية حول العالم. وأصدرت هذه العملة في العام 2009. وتتميز بابتعادها عن أي سلطة مركزية، وتعتمد عوضا عن ذلك على مبدأ الند للند Peer - to - Peer في تعاملاتها المالية، أي التعامل بين المستخدمين مباشرة دون وجود أي وسيط أو سلطة تتحكم بذلك. وهذه الطريقة تخدمها بعدم ملكية أحد للشبكة المالية الرقمية، بحيث يجب على المستخدمين تبادل العملات مع بعضهم البعض من خلال برامج خاصة. ويمكن تبادل العملات فقط باستخدام عنوان الطرف الثاني، لتتم العملية بكل سهولة دون أي أجور إلزامية.
وتتزايد أعداد مستخدمي هذه العملة من الأفراد، وخدمات الإنترنت، والمؤسسات القانونية والمطاعم، وغيرها. وتعتبر ألمانيا الدولة الوحيدة التي اعترفت رسميا بالعملة كنوع من النقود الإلكترونية، وتستطيع فرض ضرائب على الأرباح التي تجنيها الشركات جراء التعامل بهذه العملة، مع إعفاء التعاملات الفردية. وحكم قاض فيدرالي أميركي أخيرا بأن «بِتْكُوين» هي عملة ونوع من أنواع النقد وخاضعة للتنظيم الحكومي، ولكن الولايات المتحدة لم تعترف بالعملة رسميا، بعد.
وازدادت أعداد مستخدمي العملة من 1.3 مليون مستخدم في العام 2013 إلى نحو 5.8 مليون في العام الحالي. ومن الشركات العالمية التي تقبل التعاملات بهذه العملة Microsoft وPayPal وSteam وDell وZynga وVirgin Galactic وTime Inc. وMozilla Foundation وGreenPeace، بالإضافة إلى جامعة نيقوسيا، وغيرها.

التعامل مع «بِتْكُوين»
ويمكن شراء عملة «بِتْكُوين» مباشرة من المستخدمين، وذلك بإيجاد محفظة رقمية خاصة بك مباشرة على قرصك الصلب أو من خلال خدمات المحافظ الرقمية عبر الإنترنت. ويجب على المستخدم البحث عن بائع، ويمكن القيام بذلك مباشرة أو من خلال برامج تقوم بالبحث عن البائعين وتربطهم بالمستخدمين. ويجب إيجاد محفظة رقمية لملف المستخدم، وربطها بحسابه المصرفي لإتمام عمليات البيع والشراء، ومن ثم اختيار عملية الشراء لتتم بعد معالجتها بين مستخدمي الشبكة. ويمكن تداول العملات من خلال أسواق رقمية كثيرة، مثل CoinBase وLocalBitCoins وBitQuick وBitBargain وCoinCorner وBittylicious وBitFinex وXap، وغيرها.
كما ويمكن اختيار عدم شراء العملة، بل تقديم خدمة استخدام كومبيوتر المستخدم للتنقيب عن العملة والحصول على عوائد مالية لقاء ذلك، ولكن هذه العملية طويلة جدا وستؤثر سلبا على أداء الكومبيوتر، وغالبا ما تكون عوائدها منخفضة للغاية ولا تبرر العملية ككل. وتستخدم عملية التنقيب موارد كومبيوتر المستخدم من خلال برنامج خاص لحل مجموعات من المعادلات الرياضية المعقدة ومعالجة عمليات الشراء والدفع بسرية. وسيحصل المستخدم على حصة من عملة «بِتْكُوين» في حال استطاع جهازه حل تلك المعادلات، ولكنه لن يحصل على أي عوائد مالية في حال عدم قدرة كومبيوتره على حل المعادلة، الأمر الذي يعني أن أصحاب الكومبيوترات الأعلى قدرة سيحصلون إحصائيا على حصة أكبر من غيرهم. ولكن يمكن المشاركة في مجموعات التنقيب ليتم توزيع المعادلة على مجموعة موسعة من الكومبيوترات، الأمر الذي يعني أن احتمال حل المعادلة سيكون أكبر، ولكن حصة الأرباح ستوزع على جميع المشاركين.
وتجدر الإشارة إلى أن قوانين الشبكة تنص على عدم إصدار أكثر من 21 مليون وحدة من العملة من خلال عمليات التنقيب (يتوقع الوصول إلى 21 مليون عملة في الإنترنت من خلال عمليات التنقيب بحلول العام 2140. مع خفض معدل إنتاج العملات بنحو النصف كل 4 أعوام)، ولكن يمكن تقسيم كل وحدة مليون قسم، ويمكن تداول كل قسم بين المستخدمين.
وهناك طريقتان للمحافظة على عملاتك الرقمية؛ الأولى هي تخزين مفاتيح تشفير العملة في محفظة رقمية مخزنة على قرصك الصلب، ولكنها عرضة للفقدان في حال تلف القرص الصلب أو تعرضه لقرصنة رقمية أو أي خطأ بشري. وإن لم يكن المستخدم على دراية بكيفية حفظ نسخ احتياطية وحماية مفاتيح تشفير عملته، فقد يخسر ثروته البِتْكُوينية» بين ليلة وضحاها بسبب هجمة أمنية خبيثة أو تذبذب التيار الكهربائي وتعطل قرصه الصلب. والطريقة الثانية هي تفويض هذه العملية إلى محافظ رقمية منفصلة خاصة بشركات الخدمات، ولكن المستخدم عرضه في هذه الحالة إلى احتمال تعامله غير مقصود مع شركات احتيالية تقوم بتبييض الأموال (مثل العقل المدبر الدولي الذي تم اعتقاله الأسبوع الماضي).
وبعد حصولك على محفظة رقمية وبعض العملات، تستطيع التعامل معها بنهج استثماري، بحيث يبحث المستخدمون عن شرائها بقيمة منخفضة ومن ثم الانتظار وبيعها لدى ارتفاع قيمتها.

فوائد منوعة
وتتميز هذه العملة بحرية الدفع، بحيث يمكن تبادل أي مبلغ فورا بغض النظر عن الموقع الجغرافي للمستخدم أو الوقت. كما ويمتلك مستخدمو هذه العملة تحكما كاملا في تعاملاتهم، ولن يستطيع التجار فرص أي رسوم غير معلن عنها ودون ربط معلومات المستخدم الشخصية بالتعاملات المالية، الأمر الذي يوفر حماية أكبر ضد لصوص الهويات، مع إمكانية حفظ نسخ احتياطية مشفرة من الأموال الرقمية.
وتعتبر العملة آمنة ذلك أنها تحمي المتاجرين بها من الاحتيال ومحاولات السرقة، مع سهولة التوسع إلى أي سوق في العالم. ويستطيع التجار تحويل «بِتْكُوين» إلى عملات حقيقية وإيداعها في حساباتهم المصرفية بشكل مباشر ويومي، وبكل سهولة، الأمر الذي يعني تقديم خدمات مالية بتكاليف أقل بكثير مقارنة باستخدام البطاقات الائتمانية ونسب التعاملات المرتبطة بها، مثلا.
ولكن مجموعات القراصنة تستغل هذه المزايا لصالحها للحصول على الفدية المرغوبة، وذلك لصعوبة تعقب المستخدم وعدم وجود حساب بنكي لإيداع الفدية وعدم حاجته إلى الذهاب إلى أي مصرف للحصول على المال، حيث يستطيع بيع العملة رقميا باستخدام عنوان وهمي وعدم معرفة أي شخص بهوية البائع. وكان قراصنة هجمة «واناكراي» WannaCry في مايو (أيار) الماضي قد طالبوا بفدية تقدر بنحو 300 دولار رقمي في عملة «بِتْكُوين» لقاء إلغاء تشفير أي مؤسسة تم إصابتها بالبرمجة الخبيثة. وتقدر قيمة الـ«»بِتْكُوين» الواحد وقت كتابة هذا الموضوع بنحو 2.653 دولارا أميركيا، ويمكن معرفة قيمتها مع مرور الوقت بزيارة الموقع price.bitcoin.com

مخاطر الاستخدام
وبالإضافة إلى احتمال تلف القرص الصلب وفقدان مفاتيح التشفير وتعرض المستخدم للاختراقات الخبيثة واحتمال تعامله مع خدمات احتيالية لتبييض الأموال، فإن أساس شبكة «بِتْكُوين» هو عدم التقيد بأي قوانين حكومية لأي دولة، الأمر الذي يعني أن الشبكة قد تكون مليئة بالتجار غير القانونيين أو مروجي المخدرات الذين يبحثون عن سبل آمنة بعيدة عن أعين ومراقبة الحكومات بهدف تبادل الأموال. وإن انتشرت هذه الفئة من المستخدمين داخل الشبكة، فقد تضطر الكثير من الحكومات إلى النظر إلى الشبكة على أنها شبكة ضخمة لتبييض الأموال، وتضطر لمحاربتها وإغلاقها، أو على الأقل جعلها تعمل في الخفاء، الأمر الذي سيحد من تداولها وانتشارها بين المستخدمين، وبالتالي فقدان قيمتها التجارية.



رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
TT

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج، وقال: «المتعة تكمن حقاً في الرحلة. في كثير من الأحيان، نركز فقط على الوجهات - سواء كان ذلك إطلاق التطبيق الأول أو تحقيق الاكتتاب العام الأولي - ونفتقد الإنجاز الذي يأتي من المسار نفسه».

وشجَّع كوك، خلال لقاء خاص بعدد من المطورين في العاصمة الإماراتية أبوظبي، المطورين الشباب على متابعة شغفهم مع معالجة التحديات في العالم الحقيقي. وقال: «وجد المطورون الذين التقيتهم تقاطعاً بين اهتماماتهم وإحداث تأثير ذي مغزى، سواء كان ذلك من خلال تقديم خصومات على الطعام، أو تحسين أداء الرياضات المائية، أو تحسين إمكانية الوصول».

وشدَّد الرئيس التنفيذي لـ«أبل» على ثقته في منظومة المطورين المزدهرة في الإمارات، ودور «أبل» في تعزيز الإبداع، في الوقت الذي أكد فيه دور البلاد بوصفها مركزاً للتكنولوجيا والإبداع؛ حيث يستعد المطورون لإحداث تأثير عالمي دائم.

قصص للمبدعين

وشدَّد تيم كوك على النمو والديناميكية الملحوظة لمجتمع المطورين في المنطقة، مشيراً إلى وجود قصص للمبدعين المحليين، وشغفهم بإحداث فرق في حياة الناس.

وقال كوك في حديث مع «الشرق الأوسط»، على هامش زيارته للعاصمة الإماراتية أبوظبي: «مجتمع المطورين هنا نابض بالحياة وينمو بشكل كبير. لقد ازدادت الفواتير بنسبة 750 في المائة على مدى السنوات الخمس الماضية، مما يدل على نمو غير عادي».

وأضاف: «المسار لا يصدق»، مشيراً إلى حماس والتزام المطورين المحليين. ووصف التفاعل مع المبدعين بأنه «لمحة مباشرة عن الابتكار الذي يقود التغيير المؤثر».

وحول زيارته للمطورين في العاصمة السعودية، الرياض، قال الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، في منشور على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي: «من الرائع قضاء بعض الوقت في أكاديمية المطورات الخاصة بنا في الرياض. نحن فخورون بدعم مجتمع المطورين النابض بالحياة هنا، وتوسيع برنامجنا الأساسي لخلق مزيد من الفرص في البرمجة والتصميم وتطوير التطبيقات».

منظومة «أبل» وتمكين المطورين

وعندما سُئل عن دعم «أبل» للمطورين، أكد تيم كوك على منظومة «أبل» الشاملة، وقال: «نحن ندعم المطورين بطرق مختلفة، بداية من علاقات المطورين، إلى أدوات مثل (Core ML). نسهِّل على رواد الأعمال التركيز على شغفهم دون أن تثقل كاهلهم التعقيدات التقنية».

وزاد: «يلعب النطاق العالمي لمتجر التطبيقات، الذي يمتد عبر 180 دولة، دوراً محورياً في تمكين المطورين من توسيع نطاق ابتكاراتهم».

وأشار الرئيس التنفيذي لشركة «أبل» إلى أن «رائد الأعمال في أي مكان في العالم يمكنه، بلمسة زر واحدة، الوصول إلى جمهور عالمي، حيث تمَّ تصميم مجموعة أدوات وأنظمة دعم (أبل)؛ لتمكين المطورين، ومساعدتهم على الانتقال من النجاح المحلي إلى العالمي».

ويواصل اقتصاد تطبيقات «أبل» إظهار نمو كبير وتأثير عالمي، حيث سهّل متجر التطبيقات 1.1 تريليون دولار من إجمالي الفواتير والمبيعات بحسب إحصاءات 2022، مع ذهاب أكثر من 90 في المائة من هذه الإيرادات مباشرة إلى المطورين، حيث يُعزى هذا النمو إلى فئات مثل السلع والخدمات المادية (910 مليارات دولار)، والإعلان داخل التطبيق (109 مليارات دولار)، والسلع والخدمات الرقمية (104 مليارات دولار).

وذكرت الإحصاءات أنه على مستوى العالم، يدعم اقتصاد تطبيقات «iOS» أكثر من 4.8 مليون وظيفة في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا، مما يعكس دوره القوي في دفع التوظيف والابتكار، حيث تمتد منظومة «أب ستور» عبر 180 سوقاً، حيث يستفيد المطورون من الأدوات التي تبسِّط توزيع التطبيقات وتحقيق الدخل منها.

رئيس «أبل» مع حسن حطاب مطور للوحة مفاتيح خاصة لضعاف البصر

الالتزام بالنمو وخلق فرص العمل

وألقى الرئيس التنفيذي الضوء على مساهمات «أبل» في اقتصاد المنطقة وفي الإمارات، وتطرَّق إلى خلق الشركة نحو 38 ألف وظيفة في الإمارات، تشمل المطورين وأدوار سلسلة التوريد وموظفي التجزئة.

وقال: «نحن ملتزمون بمواصلة هذا النمو»، مشيراً إلى الإعلان الأخير عن متجر جديد، مما يجعل إجمالي حضور «أبل» في الإمارات 5 متاجر. وزاد: «يعكس هذا التوسع تفانينا في دعم مجتمع المطورين ومساعدتهم على الوصول إلى الجماهير في جميع أنحاء العالم».

يذكر أن كوك زار كلاً من السعودية والإمارات، والتقى عدداً من المطورين في البلدَين، بالإضافة إلى مسؤولين من البلدين.

مَن هو تيم كوك

تيم كوك هو الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، إحدى شركات التكنولوجيا الكبرى في العالم. وقد خلف ستيف جوبز في منصب الرئيس التنفيذي في أغسطس (آب) 2011، في الوقت الذي تعدّ فيه «أبل» أكبر شركة من حيث القيمة السوقية في العالم بقيمة نحو 3.73 تريليون دولار.

شغل في البداية منصب نائب الرئيس الأول للعمليات العالمية. لعب كوك دوراً حاسماً في تبسيط سلسلة توريد «أبل»، وخفض التكاليف، وتحسين الكفاءة، وغالباً ما يوصف أسلوبه القيادي بأنه «هادئ، ومنهجي، وموجه نحو التفاصيل».