العراق: انقسام برلماني حول قانون الانتخابات

دورية للشرطة العراقية في الموصل القديمة أمس (رويترز)
دورية للشرطة العراقية في الموصل القديمة أمس (رويترز)
TT

العراق: انقسام برلماني حول قانون الانتخابات

دورية للشرطة العراقية في الموصل القديمة أمس (رويترز)
دورية للشرطة العراقية في الموصل القديمة أمس (رويترز)

صوّت مجلس النواب العراقي، أمس، على الفقرة 12 من قانون انتخابات مجالس الأقضية والمحافظات العراقية المتعلقة باحتساب القاسم الانتخابي على أساس نسبة 1.7 وألغى تصويته السابق الذي أقر نسبة 1.9. كما صوّت المجلس النيابي على أن تتزامن انتخابات مجالس المحافظات المقررة في سبتمبر (أيلول) المقبل مع الانتخابات البرلمانية العامة مطلع عام 2018.
ولم يحل التصويت الجديد الانقسام بين الكتل السياسية المؤيدة للقانون الجديد أو الرافضة له. حيث انسحبت كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري من جلسة التصويت وعقدت مؤتمرا صحافيا أعربت فيه عن رفضها لعملية التصويت الجديدة.
كذلك أعرب نواب عن كتلة التغيير (كوران) الكردية عن رفضهم للتصويت على بعض فقرات القانون وقالت كتلة «الوركاء» المسيحية، إن الكتل الكبيرة وجهت «ضربة قاضية للديمقراطية». وأعلن نواب من كتل مختلفة عزمهم جمع تواقيع لإعادة التصويت على القانون.
ولم يتمكن مجلس النواب العراقي مجددا من تمرير الفقرة 37 المتعلقة بالانتخابات في محافظة كركوك، وأُجّل التصويت عليها بناء على طلب من رئيس البرلمان سليم الجبوري. وهناك مقترح حكومي لتأجيل الانتخابات في محافظة كركوك لأربع سنوات أخرى لحين استكمال الإحصاء السكاني وتحديث سجل الناخبين فيها.
وفي حين تتهم الكتل السياسية الصغيرة، الكتل الكبيرة بمحاولة التفرد بالسلطة واحتكار القرار السياسي من خلال تمسكها بنسبة القاسم الانتخابي المرتفعة، يقول ممثلون عن الكتل الكبيرة، إن «الكتل الصغيرة تحاول الالتفاف على قانون الانتخابات واستفزاز الكتل الكبيرة من خلال محاولة فرض أمر واقع عليها».
وتميل أوساط مفوضية الانتخابات العراقية المستقلة إلى الاعتقاد بأن انخفاض نسبة القاسم الانتخابي لا يفيد الكتل الصغيرة في الانتخابات المقبلة، نتيجة تخفيض عدد مقاعد المجالس المحلية إلى النصف تقريبا، حيث انخفضت مثلا، نسبة المقاعد في مجلس بغداد إلى 35 بعد أن كانت 58 مقعدا، وذلك سيرفع من عدد أصوات المقعد الواحد إلى الضعف.
بدورها، اعتبرت حركة التغيير الكردية، أن الكتل الكبيرة انقلبت على الإصلاح وضربت بشعاراتها عرض الحائط، عقب تصويتها على بعض فقرات قانون الانتخابات.
وقال نائب رئيس كتلة التغيير النائب أمين بكر، في بيان إن «الكتل السياسية كشفت خلال جلسة البرلمان عن الوجه الحقيقي المتستر خلف شعارات الإصلاح ودعم الطاقات الشبابية من خلال تمرير فقرات تنسف مفهوم الإصلاح ودعم الشباب». واعتبر أمين، أن «إصرار الكتل الكبيرة على أن يكون القاسم الانتخابي بنسبة 1.7 هو إعلان واضح عن رغبة تلك الكتل بالتفرد بالقرار وإزاحة كل الأصوات الوطنية».
من جانبه، قال رئيس كتلة «الوركاء» المسيحية جوزيف صليوة، أمس، إن «الكتل الكبيرة وجهت ضربة قاضية للديمقراطية والتعددية السياسية في العراق بتصويتها على النظام الانتخابي (1.7)».
وأضاف: «على الشعب العراقي أن يعي أن هناك مؤامرة عليه وعلى إرادته وهذه المؤامرة تقودها الديكتاتورية السياسية»، مبينا أن «الأحزاب الكبيرة تريد اختزال المشهد السياسي وإقصاء القوى الصغيرة»، مؤكدا عزمه الطعن في المحكمة الاتحادية بالمادة 12 من قانون انتخابات مجالس المحافظات.
ويرى صليوة، أن «الأحزاب الكبيرة فرضت إرادتها على الشعب ومررت هذا النظام الانتخابي». كما عبرت كتلة «الفضيلة» النيابية عن أسفها لتمرير القانون بصيغته الحالية، عادة إياه «تراجعاً عن مفهوم الإصلاح».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.