ثلثا الإسرائيليين يؤيدون استقالة نتنياهو إذا قدمت ضده لائحة اتهام

وزراء {ليكود} يهبون للدفاع عنه بعد صمت طويل

بنيامين نتنياهو(رويترز)
بنيامين نتنياهو(رويترز)
TT

ثلثا الإسرائيليين يؤيدون استقالة نتنياهو إذا قدمت ضده لائحة اتهام

بنيامين نتنياهو(رويترز)
بنيامين نتنياهو(رويترز)

أظهر استطلاع رأي جديد، أن 66 في المائة من الإسرائيليين يريدون من رئيس حكومتهم، بنيامين نتنياهو، أن يستقيل من منصبه، في حال تقديم لائحة اتهام ضده، وأن حزب الليكود سيحقق نتائج أفضل في الانتخابات، في حال ترأس شخص آخر من اليمين الإسرائيلي قائمته الانتخابية.
وجاء في الاستطلاع الذي أجراه قسم الأخبار في القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي، أن 51 في المائة من الجمهور الإسرائيلي لا يصدق رواية نتنياهو بشأن التحقيقات الجارية ضده. وحسب الاستطلاع، فقد قال 27 في المائة فقط، إنهم يصدقونه، فيما قال 22 في المائة إنهم لا يعرفون. وحول ما إذا كان على نتنياهو أن يستقيل في حال تقديم لائحة اتهام ضده، قال 66 في المائة إن عليه الاستقالة، مقابل 21 في المائة قالوا لا، و13 في المائة قالوا بأنهم لا يعرفون. ويتبين من الاستطلاع أيضا، أنه في حال خوض الليكود للانتخابات بقيادة نتنياهو، فإنه سيحصل على 27 مقعدا، بينما إذا قاد الحزب زعيم آخر، مثل يسرائيل كاتس، أو غلعاد أردان، أو غدعون ساعر، فإنه يتوقع حصوله على 31 مقعدا. وفي سؤال حول من هو الزعيم الذي يصلح لقيادة اليمين، باستثناء نتنياهو، فاز غدعون ساعر بتأييد 23 في المائة، يليه نفتالي بينت، ثم أفيغدور ليبرمان. أما بين المصوتين لليمين، فقد حصل بينت وساعر على نسبة تأييد متماثلة - 18 في المائة.
ويرى المراقبون في هذه النتائج، انقلابا في وجهة النظر القائلة بأن نتنياهو هو الزعيم المفضل في إسرائيل عموما، وفي معسكر اليمين بشكل خاص. واعتبروها بمثابة بدء السباق بين قادة اليمين على وراثة منصبه.
وكان نتنياهو قد عبر عن غضبه أمام وزرائه، لأنهم يصمتون ولا يهبون للدفاع عنه في وجه هجوم اليسار ووسائل الإعلام. وراح رئيس ائتلافه، النائب ديفيد بيطون، يهدد بمحاسبة كل من يتخلف عن المعركة للدفاع عنه. وبالفعل، وبعد صمت طويل، خرج الوزراء الواحد تلو الآخر يدافعون عن نتنياهو. فقال وزير التعليم ورئيس البيت اليهودي، نفتالي بينت، إنه ملتزم باستمرارية عمل الحكومة - «دولة إسرائيل تحتاج إلى الاستقرار ونحن ندعم هذه الحكومة القومية، كما أننا ملتزمون باستمرارية عملها حتى موعد الانتخابات التي نأمل أن تجري في موعدها». وقال وزير الأمن الداخلي، غلعاد أردان، إن «رئيس الحكومة يقود دولة إسرائيل بمسؤولية ومهنية، ويجب تقديم الدعم له على الرغم من الهجمات السياسية والإعلامية عليه. المقولات التي تقول إن نتنياهو متهم حتى تثبت براءته، هي مقولات مهووسة ولا مكان لها في دولة ديمقراطية». وكتب وزير المواصلات يسرائيل كاتس، على صفحته في «فيسبوك»، أنه «في دولة القانون والنظام الديمقراطي لا يتم إقصاء رئيس حكومة على أساس عناوين في الصحف ومظاهرات المعارضة أو إجراءات التحقيق الجزئي». وقالت وزيرة الثقافة، ميري ريغف، للإذاعة العبرية الثانية: «أقترح على من يريد تنفيذ تنكيل إعلامي ضد رئيس الحكومة، أن يرتشف القهوة. اليسار المتطرف نسي أن الديمقراطية ليست بالقوة، وأن السلطة تستبدل في صناديق الاقتراع».
وقال معلق الشؤون الحزبية، يوسي فيرتر، إن نتنياهو يحظى بتأييد جارف بين جمهور اليمين. وهناك نسبة كبيرة جدا من هذا الجمهور، لا تصدق ما ينشر في وسائل الإعلام التي اشترت عدم الثقة بها، وبحق، في كثير من الحالات. أما الذين يؤمنون بما ينشر فإنهم يفضلون نتنياهو، كما يبدو، على كل مرشح آخر من معسكر اليسار، رغم عيوبه في مسألة نقاوة اليدين. لقد استغرقهم الأمر يوما وأكثر حتى قرروا الوقوف من خلفه، ولكن في نهاية الأمر، حقق الحوار على الشبكة الاجتماعية وضغط النشطاء مفعوله، وقاد إلى وقوفهم، الواحد تلو الآخر، دعما لنتنياهو. في هذا المفهوم فإن الوزراء لم يقودوا الدعم وإنما تم دفعهم إليه. لم يقودوا، بل انجروا... نفتالي بينت وغدعون ساعر يعرفان جيدا أنهما إذا أرادا استبدال نتنياهو قريبا، فإن عليهما الخروج الآن لدعمه بشكل مطلق. لأن أول من ينتقم منهما إذا لم يفعلا ذلك، هو جمهورهما الذي يواصل منح نسبة دعم عالية لنتنياهو في استطلاعات الرأي. الجولة المقبلة في الجهاز السياسي ستحدث إذا تقرر تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو. عندها، أيضا، وكما الآن، سيرفع وزراء اليمين أصابعهم في الجو لفحص إلى أين تهب الرياح. إذا اكتشفوا بأن الإعجاب بنتنياهو انتهى، فإن دعمهم له سيختفي دفعة واحدة. ولكن إذا واصل نتنياهو احتلال المقدمة في الرأي العام، فسيقفون من خلفه ككلاب الحراسة المخلصين. ويتضح أنه ليس الأمن والسياسة أو الاقتصاد فقط هي مسألة سياسية، إنما الفساد أيضا، هو كذلك.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.