محور تعز يسيطر على مواقع جديدة غرب تعز والتحالف يستهدف تعزيزات الانقلابيين

TT

محور تعز يسيطر على مواقع جديدة غرب تعز والتحالف يستهدف تعزيزات الانقلابيين

أطلقت قيادة محور تعز العسكري عملية واسعة النطاق غرب المدينة صباح أمس (الاثنين)، بهدف استكمال تحرير مناطق غرب المدينة، وذلك بمشاركة عدد من الألوية والشرطة العسكرية في تعز، وبإسناد جوي من مقاتلات التحالف العربي، من خلال هجومها على ما تبقى من مواقع وتحصينات ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية.
وقال مصدر عسكري في محور تعز لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن العملية أحرزت تقدماً كبيراً، حيث تمكن الجيش من تحرير عدد من المواقع التي كانت خاضعة لسيطرة الانقلابيين، بما فيها منطقة الرجمة والجزارين وتبة العسيق، وأطراف منطقة مدارات بغرب المدينة، موضحاً أن المواجهات خلفت سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات الانقلابية، علاوة على خسائر مادية كبيرة، مضيفاً أن «الجيش استكمل تأمين تطهير مناطق الكدرة والهاملي ومدرات القريبة من مصنع السمن والصابون، غرب تعز، من الميليشيات الانقلابية».
وأكد المصدر ذاته أن «الهدف هو السيطرة على أهم المواقع الاستراتيجية والوصول إلى خط الستين الاستراتيجي، باعتباره الخط الذي يربط تعز بمحافظة إب وصنعاء والمحافظات الشمالية، وكونه طريق إمداد الانقلابيين إلى المدينة، إضافة إلى الالتحام بالقوات المتقدمة من الساحل الغربي، وسرعة فتح الحصار عن مدينة تعز من الجبهة الغربية»، لافتاً إلى أن «مقاتلات التحالف دمرت مواقع وأهدافاً عسكرية للانقلابيين، وتعزيزات عسكرية خلف مصنع السمن والصابون، وتبة الضنين شمال غربي معسكر اللواء 35 مدرع».
ومع احتدام المعارك، قال سكان محليون إنه جرى إخلاء مصنع السمن والصابون من العمال، والإبقاء على عمال الحراسة والطوارئ، بعد أن أصبحت المنطقة مشتعلة بسبب استمرار المعارك فيها.
ورداً على تقدم قوات الجيش في الجبهة الغربية، كثفت الميليشيات الانقلابية من قصفها المدفعي العنيف على الأحياء السكنية الشرقية والجنوبية (الريف). أما في جبهة الساحل وموزع بغرب تعز، فقد واصلت القوات تقدمها وزحفها لاستكمال السيطرة على مفرق المخا باتجاه مصنع البرح، مع إسناد جوي مكثف من مقاتلات التحالف العربي.
وفي هذا السياق أوضح المصدر العسكري ذاته أن «الميليشيات الانقلابية قصفت بشكل عنيف منطقة مدرات، التي استكمل الجيش تطهيرها بهدف محاولة إعاقة تقدم الجيش الوطني، غير أن القوات تجاوزت تحصيناتهم، وهي تواصل تقدمها، مع الرد على مصادر إطلاق النيران».
وتزامنت هذه التطورات مع تصدي قوات الجيش لهجمات الانقلابيين في مختلف الجبهات بتعز الشرقية والغربية والجنوبية، إضافة إلى تصديها لهجمات أخرى في الجوف والبيضاء ومأرب، حيث شنت مقاتلات التحالف العربي قصفها على مواقع وتجمعات الانقلابيين، وكثفت المقاتلات خلال الـ48 ساعة الماضية من غاراتها باستهداف تجمعات ومواقع وتعزيزات ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في مختلف المناطق اليمنية، بما فيها شن غارات على تجمعات في باقم بمحافظة صعدة، معقل الحوثيين الأول، وباب الناقة بمديرية باجل التابعة لمحافظة الحديدة، وتجمعات أخرى في جبهات تعز وحرض وميدي بمحافظة حجة.
وقتل القيادي الحوثي حسين راجح، وعدد من مرافقيه قبالة نجران، الجبهة الحدودية في صعدة بغارة لمقاتلات، في وقت شنت فيه قوات الجيش الوطني هجوماً مباغتاً على مواقع الانقلابيين في جبهة ثار صلة شمال محافظة صعدة. كما دمرت المقاتلات مخزن أسلحة للانقلابيين في جبل ظفار، جنوب غربي العاصمة صنعاء، حيث سمع دوي سلسلة انفجارات قوية من المكان المستهدف، بحسب شهادات سكان محليين.
أما في جبهة الجوف (شمال) فقد أحبطت قوات الجيش الوطني محاولات تقدم للميليشيات في مواقعها بجبهة المصلوب، بينما تجددت المعارك بين الجيش والانقلابيين، وكان أشدها في جبهة الساقية بوادي قويحش، إثر قصف قوات الجيش على الميليشيات.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».