أربيل تنفي تلقي بارزاني اتصالاً من تيلرسون بشأن الاستفتاء

مسؤول كردي: أتباع المالكي وراء هذه الفبركات

TT

أربيل تنفي تلقي بارزاني اتصالاً من تيلرسون بشأن الاستفتاء

نفت رئاسة إقليم كردستان أمس، تلقي رئيس الإقليم مسعود بارزاني خلال الأيام الماضية أي اتصالي هاتفي من وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، حول الاستفتاء على الاستقلال المقرر في 25 سبتمبر (أيلول) المقبل. ويأتي ذلك بينما يستعد وفد رفيع من المجلس الأعلى للاستفتاء في كردستان للتوجه إلى بغداد قريباً لبحث مسألة الاستفتاء.
وقال المستشار الإعلامي في مكتب رئيس الإقليم، كفاح محمود، لـ«الشرق الأوسط»: «لم يجرِ أي اتصال هاتفي بين الرئيس مسعود بارزاني ووزير الخارجية الأميركي خلال هذه الأيام». وتابع: «مثل هذه الفبركات تأتي ضمن حملة تقودها بعض الأوساط سواء في الداخل أو في الخارج للضغط نفسياً على الشارع الكردستاني وعلى القيادة في كردستان فيما يتعلق بالاستفتاء»، لافتاً إلى أن كل المعطيات تؤكد إصرار قيادة وشعب كردستان على إجراء الاستفتاء في موعده المحدد.
وتابع محمود: «مثل هذه الدعايات تقف وراءها ومنذ سنوات خلايا لصناعة الأزمة تقودها كتلة دولة القانون وتحديداً حزب الدعوة ونوري المالكي لعرقلة أي تطور في إقليم كردستان، ونتذكر جيداً كيف قطعوا الموازنة، ومرتبات الموظفين في إقليم كردستان، وضغطوا باتجاه تقزيم عمل قوات البيشمركة بحرمانها من الأسلحة والتدريب والتغطية المالية، أملاً منهم أن يستطيع (داعش) اختراق حدود كردستان للعبث بالإقليم كما عبث في الموصل، لكن خابت ظنونهم واستطاع شعب كردستان أن يصمد خلال السنوات الثلاث ونصف السنة الماضية وهو يسير باتجاه تحقيق الاستفتاء».
من ناحية ثانية، كشف محمود أن وفداً رفيع المستوى يمثل المجلس الأعلى للاستفتاء في كردستان سيتوجه إلى بغداد «وربما سيترأس الرئيس مسعود بارزاني ونائبه كوسرت رسول هذا الوفد الذي سيكون سياسياً وفنياً وحكومياً، لبدء المشاورات مع شركائنا في بغداد»، مشيراً إلى أن زيارة الوفد ستكون قبل 10 أغسطس (آب) الحالي.
من جانبه، أكد قاضي الادعاء العام في إقليم كردستان، عبد الستار رمضان، قانونية ودستورية عملية الاستفتاء في كردستان، وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «الاستفتاء تنظمه السلطة القائمة في كردستان وهي سلطة شرعية بموجب الدستور العراقي لسنة 2005 وورثت شرعيتها من قانون إدارة الدولة للمرحلة الانتقالية لسنة 2004، حيث نص القانون والدستور بصراحة على أن الإجراءات والمؤسسات في الإقليم، بما فيها أجهزة الشرطة والبيشمركة وحرس الإقليم والقوات الأمنية الأخرى، هي مؤسسات قانونية دستورية، لذا فإن ما يصدر عن هذه السلطات هو قانوني ودستوري».
وبيّن رمضان أن الاستفتاء «هو البوابة التي سيمر منها إقليم كردستان نحو قرار الشعب، فإذا قال الشعب (نعم) للاستقلال، عند ذلك سيكون هناك توكيل لدى السلطة السياسية في الإقليم لغرض المطالبة بتسوية هذا الوضع وفض الشراكة الموجودة بين المكونين العربي والكردي والمكونات الأخرى ضمن الدولة العراقية، وتشكيل دولة جديدة باسم دولة كردستان، أما إذا كانت نتيجة الاستفتاء (لا)، فالوضع سيبقى على ما هو عليه». وتابع رمضان: «ما يجري من تهويل وتخويف للناس من هذا الاستفتاء، يصدر من جانب بعض الدول المجاورة لكردستان التي هي دائماً ضد تطلعات وأماني وحقوق الشعب الكردي، فليس من الغريب أن تسعى إيران وتركيا أو غيرها من الدول التي تركز على ما يسمى وحدة أراضي العراق إلى التخويف من الاستفتاء»، مؤكداً أن العراق اليوم ليس موحداً ومقسم فعلياً، واختتم حديثه بالقول: «قرار الاستفتاء هو قرار خاص بإقليم كردستان القصد منه تحقيق طموحات الشعب الكردي في الحرية والاستقلال».



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».