تلاشي الاهتمام بالعلوم الإنسانية يثير قلق الجامعات

مسؤول بجامعة ستانفورد: لدينا 11 قسما تبحث عن طلاب

تلاشي الاهتمام بالعلوم الإنسانية يثير قلق الجامعات
TT

تلاشي الاهتمام بالعلوم الإنسانية يثير قلق الجامعات

تلاشي الاهتمام بالعلوم الإنسانية يثير قلق الجامعات

في الحرم الجامعي المترامي الأطراف بجامعة ستانفورد الأميركية، حيث تصل إلى ساحات الكلية الرائعة عبر الطريق الطويل المتسم بوجود صفوف النخيل على جانبيه، تجد الأساتذة الجامعيين في مجال العلوم الإنسانية يقدمون المنح الدراسية الهامة في مجالي الأدب الفرنسي في عصر النهضة وفلسفة اللغة.
يقدم الأساتذة مكافآت كبيرة وسط بيئة رائعة، مع توافر وإتاحة الوصول لأحدث التقنيات المتطورة والطرق الحديثة للمنح الدراسية. بيد أن الشيء الوحيد الذي ينقصهم هو عدم وجود الطلاب.. إذ إن نحو 45 في المائة من أعضاء هيئة التدريس الإجمالية بجامعة ستانفورد هم في مجموعات مختصة في مجال العلوم الإنسانية، في حين أن نسبة الطلاب تبلغ 15 في المائة فقط.
وفي ضوء اشتهار جامعة ستانفورد بالتكنولوجيا وذيوع صيتها في هذا المجال، فلا غرابة أن تكون علوم الكومبيوتر من أشهر التخصصات بالجامعة، ولم يعد أي برنامج من برامج مجال العلوم الإنسانية يحتل أي ترتيب بين أعلى خمسة تخصصات. لكن في ظل حالة التراجع التي ساعدت على تحويل الكلية، من خلال وجهة النظر الشائعة، إلى أداة مستخدمة بشكل كبير للإعداد من أجل الحصول على وظيفة، ينتاب المسؤولون الإداريون القلق حيال هذا الأمر.
ويقول العميد ريتشارد شو، المسؤول عن شؤون الالتحاق والمساعدات المالية بجامعة ستانفورد: «لدينا 11 قسما من أقسام العلوم الإنسانية الفريدة من نوعها، ونريد توفير الدعم لهذه الكلية».
إن الخوف من أفول نجم العلوم الإنسانية بسبب فروع العلوم الأخرى يتجاوز حدود جامعة ستانفورد.
ففي بعض الجامعات الحكومية، عندما يتضاءل التمويل، ينخفض الاهتمام بالعلوم الإنسانية تدريجيا. فعلى سبيل المثال، أعلنت جامعة أدنبره في بنسلفانيا في شهر سبتمبر (أيلول) أنها بدأت في إيقاف برامج التعليم في اللغات الألمانية والفلسفة واللغات العالمية والحضارة؛ لأنها كانت تضم عددا ضئيلا من الطلبة.
وبالنسبة لجامعات الصفوة، تسود هذه الأقسام حالة من الأمان لكنها مشوبة بالحذر. وقد كشف تقرير صادر مؤخرا أن جامعة هارفارد شهدت انخفاضا بنسبة 20 في المائة في تخصصات العلوم الإنسانية على مدار العقد المنصرم، وانتهى الحال بمعظم الطلاب، الذين أعربوا عن رغبتهم في دراسة أحد التخصصات بمجال العلوم الإنسانية، إلى التحويل إلى أقسام أخرى. ولذلك، تسعى الجامعة إلى وضع خطة مجددا لإعادة تطوير منهاج الدراسة للسنة الأولى في العلوم الإنسانية لمؤازرة الطلاب وتعزيز اهتماماتهم.
وفي محاولة لجلب وقيد المزيد من الطلاب في مجال العلوم الإنسانية، تقدم جامعة برنستون برنامجا لطلاب المدارس الثانوية الشغوفين بدارسة العلوم الإنسانية، وهي نفس الفكرة التي تبنتها أيضا جامعة ستانفورد في العام الماضي.
ويوضح أندرو ديلبانكو، الأستاذ بجامعة كولومبيا، في معرض حديثه عن التعليم العالي قائلا: «يشعر الأشخاص، سواء داخل أو خارج مجال العلوم الإنسانية، بأن المخزون الفكري اللازم والفاعل في الجامعات هو العلوم التي تعد أهم الأمور التي يهتم بها كافة فئات الناس، مثل قضايا عدم المساواة والتغيير المناخي، والتي لا يتم التعامل معها في أقسام اللغة الإنجليزية».
لقد صار مستقبل العلوم الإنسانية قضية ساخنة هذا العام وسط المناخ الذي يسود الأوساط الأكاديمية، وكذلك وسائل الإعلام التي تتميز بتوجه ثقافي راق. وقام بعض المعلقين بدق ناقوس الخطر في ضوء البيانات الفيدرالية التي تظهر أن النسبة المئوية لدارسي تخصصات العلوم الإنسانية، على المستوى الوطني، قد تأرجحت بمقدار سبعة في المائة، وهي نصف النسبة التي بلغت 14 في المائة في عام 1970. وسرعان ما أوضح آخرون أن الانخفاض الذي حدث ما بين عام 1970، الذي شهد أعلى نسبة، وعام 1985 لم يحدث في السنوات الأخيرة.
وقد أصدرت الأكاديمية الأميركية للفنون والعلوم تقريرا هذا الربيع يشير إلى انخفاض التمويل للعلوم الإنسانية والمطالبة باتخاذ مبادرات جديدة لضمان عدم إهمال تلك العلوم والتغافل عنها وسط تزايد تكريس المزيد من الأموال والاهتمام نحو العلوم والتكنولوجيا.
ناقش الكاتب آدم غوبنيك، في عدد مجلة «ذا نيويوركر» (The New Yorker) الصادر في أغسطس (آب)، مسألة أهمية تخصصات اللغة الإنجليزية. كما نشرت مجلة «ذا نيو ريببليك» (The New Republic) مقالا بعنوان «العلوم ليست عدوك» لستيفن بينكر، المتخصص في العلوم المعرفية في جامعة هارفارد. وبعد ذلك بأسابيع قليلة، نشر ليون ويسيلتير، المحرر الأدبي بمجلة «ذا نيو ريببليك» (The New Republic)، تفنيدا شديدا تحت عنوان «الجرائم ضد العلوم الإنسانية»، حيث رفض آراء بينكر بشأن سطوة وهيمنة العلوم.
وفي سياق متصل، يقول لويس ميناند، أستاذ اللغة الإنجليزية بجامعة هارفارد: «لقد صارت العلوم المعرفية، في العالم العلمي المتبحر، محط اهتمام الجميع في الوقت الحالي، ويفكر كل شخص بشأن مدى ارتباطه بتلك العلوم». وأردف قائلا «كم عدد الأشخاص الذين يعرفون شخصا قرأ أي كتاب لأستاذ لغة إنجليزية في العام الماضي؟ بيد أن كل الأشخاص يقرأون كتب العلوم».
ينتاب الكثير من الأساتذة الجامعين البارزين في مجال العلوم الإنسانية شعورا بانخفاض وتضاءل وضعهم. فعلى سبيل المثال، يقول أنطوني غرافتون، أستاذ التاريخ بجامعة برنستون والذي بدأ برنامج الجامعة لجلب واستقطاب الطلاب لدراسة مجال العلوم الإنسانية، إنه يشعر أحيانا بأنه «مثل شخصية قصة فكاهية تصدر في الصفحات التكميلية بالجرائد، حيث يتناقص وجه الشخصية إلى حجم أصغر وأصغر».
وفي جامعة ستانفورد، لا يمكن أن يساعد علماء العلوم الإنسانية في إبراز أفضلية العلوم والتكنولوجيا.
ويشير فرانكو موريتي، مدير مختبر التعلم الأدبي بجامعة ستانفورد، قائلا «بإمكانك النظر إلى الإنجازات الرائعة فوق العادة في العلوم والتكنولوجيا بالجامعة، وعندما تتساءل بشأن ماذا سيحدث للعلوم الإنسانية، سوف تشعر بأن تلك العلوم باتت مهددة، أو تشعر بأن مستقبلها مشرق»، مضيفا «بالنسبة لي، فإنني اختار النظرة المتفائلة».
وفي ستانفورد، تحصل العلوم الإنسانية الرقمية على بعض من هذه النظرة المتفائلة؛ فعند «تدريس الكلاسيكيات في عصر المعلومات الرقمية»، يستخدم الطلبة الخريجون موقع «راب غينياس (Rap Genius)»، وهو موقع إلكتروني مشهور لكتابة كلمات أغاني فناني الراب مثل جاي زي وأيمينم، لكتابة الحواشي والتعليقات الإيضاحية بشأن هومر وفيرجيل. وفي مشروع مختبر التعلم الأدبي بخصوص روايات القرن الثامن عشر، يدرس طلاب اللغة الإنجليزية قاعدة بيانات ما يقرب من 2000 كتاب من أوائل الكتب لاستكشاف متى ظهرت «القصص الرومانسية» و«الحكايات» و«القصص التاريخية»، كروايات ومدلول المصطلحات المختلفة. وفيما يخص «المدخل إلى التنقيب في النصوص»، يستخدم الدارسون لتخصصات اللغة الإنجليزية والتاريخ والكومبيوتر لغة البرمجة آر (R) لفصل النصوص وتقسيمها إلى مقاطع وأجزاء لتحليل الروايات وأحكام المحكمة العليا.
ويوضح دان ايديلستين، الأستاذ الجامعي بجامعة ستانفورد، الذي أدار برنامج المدرسة الثانوية هذا الصيف، قائلا: «في حين أنه من السهل رصد الفائزين في معارض العلوم ومنافسات علم تصميم الإنسان الآلي، يتلقى الطلاب الذين يحرزون تفوقا في مجال العلوم الإنسانية استحسانا أقل ويصعب تحديد هويتهم».
ويضيف قائلا «لقد استشعرت منهم أنه ليس من المستحسن أن تكون مهووسا بالكومبيوتر والتكنولوجيا في المدارس الثانوية، ما لم يكن لديك تعلق واهتمام وولع بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات».
وتقول راشل روبرتس، إحدى الطالبات في برنامجه الصيفي، إن هذه الحقيقة واقعية.
وأردفت روبرتس، المولعة بدراسة التاريخ: «أعيش في سياتل، التي يحيط بها أمازون وغوغل ومايكروسوفت». وتوضح أن من أفضل الأشياء في البرنامج، وهو ما جعلنا جميعا نتنفس الصعداء، هو بيئته التي لا تجد فيها من يقول: «هل أنت ممن يهتمون بالعلوم الإنسانية؟ إذن لن تحصل على وظيفة على الإطلاق».
وبالنسبة لمديري الجامعات، فمن الصعب إيجاد المزيج المناسب من العلوم والعلوم الإنسانية في ضوء عدم التوازن الكبير في التمويل الخارجي.
وفي سياق ذي صلة، يقول جون تريش، المؤرخ في مجال العلوم بجامعة بنسلفانيا، إن «هناك تحفيزا هائلا من الإدارة في معظم الجامعات لإنشاء مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بسبب اعتماد الإنتاجية القومية جزئيا على الإنتاجية العلمية ووجود الكثير جدا من الدعم الفيدرالي للعلوم».
وفي هذه الأثناء، ومنذ أن حدثت حالة الركود الاقتصادي، ساد تحول عميق نحو النظر إلى التعليم الجامعي على أنه قاعدة تدريب مهني.
وتشير بولين يو، رئيسة المجلس الأميركي للجمعيات الثقافية، قائلة: «يجرى تعريف الكلية بشكل متزايد وعلى نحو محدود وضيق على أنها مجرد إعداد وظيفي وليست مصممة لتثقيف الشخص ككل».
وفي حين أن الدارسين لتخصصات العلوم الإنسانية غالبا ما يواجهون صعوبة في الحصول على أول وظيفة، يقول أساتذتهم الجامعيون إنه على المدى الطويل سيدرك أصحاب العمل قيمة مهاراتهم التفكيرية المهمة بشكل كبير.
وغالبا ما يركز أولياء الأمور، حتى أكثر من الطلاب أنفسهم، على مسألة التوظيف بنظرة أحادية. وتروي لنا جيل ليبور، رئيسة برنامج التاريخ والأدب بجامعة هارفارد، حديثها مع إحدى السيدات التي جاءت إلى منزلها ولديها الحماسة الشديدة لإقامة حدث للطلاب المهتمين بالبرنامج، ولكن سرعان ما انغمست في قراءة رسائل والديها، حيث واصلوا إرسال رسائل نصية لها تقول: «غادري الآن واخرجي من هناك.. فهذا البيت هو بيت الآلام».
وأحجم بعض الأساتذة الجامعيين عن هذا الأمر عندما سمعوا زملاءهم يتحدثون عن الاحتياج إلى إعداد الطلاب للوظائف.
ويقول مارك ايدموندسون، الأستاذ الجامعي للغة الإنجليزية بجامعة فرجينيا: «أعتقد أن هذا الإقرار متعجل للغاية. نحن لسنا المورد لكلية الحقوق، حيث إن وظيفتنا هي مساعدة الطلاب في تعلم كيفية التحري عن القضايا الخلافية». وقد ضمت جامعته 394 دارسا لتخصص اللغة الإنجليزية في العام الماضي، حيث انخفض العدد من 501 عندما وصل إلى هناك في عام 1984.. ولكن البروفيسور ايدموندسون يقول إنه ليس قلقا بشأن المستقبل. ويضيف قائلا «في النهاية، لا يمكننا أن نخسر، فلدينا ويليام شكسبير».
بيد أنه يمكن أن يبدو شكسبير بالنسبة للطلاب، الذين يعتصر القلق صدورهم بشأن مستقبلهم، بمثابة عقبة للاستمرار في النجاح في حياتهم.
ويوضح نيكولاس ديركس، مستشار جامعة كاليفورنيا ببيركلي، قائلا إن «الطلاب القلقين بشأن إنهاء وإتمام درجتهم التعليمية، وللحيلولة دون وجود لبس، يرون في بعض الأحيان اتساع نطاق متطلبات سوق العمل على أنه عائق يقف في طريقهم».
ويشير ليون بوستين، رئيس كلية بارد، قائلا: «لا يعي الكثير أن دراسة العلوم الإنسانية توفر المهارات التي تساعدهم على تصنيف القيم والقضايا المتضاربة والتساؤلات الفلسفية الأساسية». وأردف بوستين قائلا «لقد أخفقنا في جعل الأمر يتمثل في أن هذه المهارات أساسية للمهندسين والعلماء ورجال الأعمال مثلما هو الحال بالنسبة لأساتذة الفلسفة».

* خدمة «نيويورك تايمز»



وسائل التواصل الاجتماعي... روابط مباشرة بين الجامعات والطلاب

وسائل التواصل الاجتماعي... روابط مباشرة بين الجامعات والطلاب
TT

وسائل التواصل الاجتماعي... روابط مباشرة بين الجامعات والطلاب

وسائل التواصل الاجتماعي... روابط مباشرة بين الجامعات والطلاب

لا يخفى على أحد أهمية وسائل التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام الاجتماعية على شبكة الإنترنت بالنسبة للأفراد والمؤسسات الخاصة والعامة والشركات التجارية والحكومات وأجهزة الأمن المحلية والدولية والمراكز الطبية هذه الأيام. إذ يتزايد استخدام هذه الوسائل بوتيرة مثيرة للاهتمام ويتعدد استخدامات هذه الوسائل في كثير من الحقول الهامة لتحسين أدائها وتطويرها وربط ما أمكن من معلومات ببعضها بعضا وتوفيرها لجميع المعنيين بأسرع وأوضح صورة ممكنة. ومن هذه الحقول بالطبع الحقل التعليمي، إذ كان من أول الحقول التي عملت على استغلال شبكة الإنترنت وحاولت الاستفادة من تقنياتها وقدراتها على التحفيز وتطوير أداء المعلمين والطلاب على حد سواء. وقد بدأت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا تلعب دورا جوهريا كبيرا في الحياة التعليمية، أكان ذلك في المدارس العادية أم في الجامعات الهامة.

تفوق في التواصل والأكاديميا
تشير الأرقام الأخيرة إلى أن نصف سكان المعمورة يستخدمون شبكة الإنترنت هذه الأيام، وأن عدد الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي على الشبكة ارتفع بنسب 21 في المائة من عام 2015 أي منذ عامين فقط. وقد وصل عدد الذين يستخدمون هذه الوسائل الاجتماعية إلى 2.8 مليار مستخدم العام الماضي.
وأظهرت آخر الدراسات لمؤسسة «يوني شوتس» الطلابية لإنتاج الفيديو، أن جامعة تتربع على عرش الجامعات البريطانية من ناحية عدد المتابعين لوسائلها الخاصة بالتواصل الاجتماعي. وأن جامعة كامبردج في المرتبة الثانية في هذا المجال.
أما في المرتبة الثالثة فقد جاءت كلية لندن للاقتصاد التي تعتبر من الجامعات الهامة على الصعيد العالمي في مجال العلوم الإنسانية. وقد حاولت شركة إنتاج الفيديو هذه التي أسسها بعض الخريجين التعرف عما إذا كان أي ترابط بين ترتيب صحيفة الـ«غارديان» البريطانية لأفضل الجامعات لعام 2018 وبين النتائج التي توصلت إليها حول عدد المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي لهذه الجامعات.
وكما تقول تقول سيتا فارداوا في مقال خاص على موقع مؤسسة «ذا»، إن العلاقة بين ترتيب أفضل الجامعات وترتيب الجامعات من ناحية عدد المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي لديها متنوع جدا وغير واضح وليس مشروطا. ففيما كان هناك ترابط في حالة جامعتي أكسفورد وكامبردج اللتين تحتلان المركزين الأول والثاني في كل من التصنيفين، جاءت جامعة لندن متروبوليتان (جامعة لندن الحضريةLondon Metropolitan University - وهي جامعة بحثية عامة) في المركز الرابع في ترتيب المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعية، بينما كانت في الترتيب 117 على لائحة صحيفة الـ«غارديان» لأفضل الجامعات.
لا بد من التذكير هنا بأن مؤسسة «ذا» أو موقع «ذا»، يهتم بتأمين المعلومات تزويد البيانات التي تدعم التميز الجامعي في كل قارة في جميع أنحاء العالم. وهي من المراجع الهامة والرائدة «في تصنيف الجامعات الأكثر تأثيرا في العالم، ولديها خبرة تقارب خمسة عقود كمصدر للتحليل والبصيرة في التعليم العالي»، كما لديها خبرة «لا مثيل لها في الاتجاهات التي يقوم عليها أداء الجامعة عالميا. وتستخدم بياناتنا وأدوات قياسها من قبل كثير من الجامعات المرموقة في العالم لمساعدتهم على تحقيق أهدافهم الاستراتيجية».

{فيسبوك» نافذة للجامعات
وبالعودة لـ«يوني شوتس»، فقد أظهرت نتائج الدراسة الأخيرة أن الـ«فيسبوك» كان المنصة الأكثر اختيارا من قبل المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي والتي فضلوا استخدامها لمتابعة جميع الجامعات، وحصدت على أعلى الأرقام مقارنة مع بقية وسائل التواصل الأخرى.
ويقول مؤسس «يوني شوتس» روس ليندغرين، في هذا الإطار إنه «قررنا التركيز على (فيسبوك) و(إنستغرام) و(يوتيوب) في بحثنا الأولي لأن المحادثات التي أجريناها مع الطلاب تشير إلى أن هذه هي أكثر المنصات استخداما في السنوات الأخيرة». وقال روس ليندغرين، مؤسس «يوني شوتس»: «قررنا التركيز على (فيسبوك) و(إنستغرام) و(يوتيوب) في بحثنا الأولي لأن المحادثات التي أجريناها مع الطلاب تشير إلى أن هذه هي أكثر المنصات استخداما في السنوات الأخيرة». ويبدو أن وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، التي ارتفع استخدامها في السنوات الأخيرة في بال ليندغرين، إذ أضاف أن المؤسسة تخطط في المستقبل للبحث في حجم استخدامات ومتابعات «تويتر» واستخدام «سناب شات». ومن النتائج التي أظهرتها الدراسة التي شملت 121 جامعة أيضا، أنه كان للجامعات التي كانت الأكثر نشاطا على وسائل التواصل الاجتماعي، أيضا أكبر عدد من الأتباع على جميع المنصات. وخصوصا في منصة حجم استخدام الـ«يوتيوب».
وتشمل هذه المنصات، عدد المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي، عدد زيارات موقع الجامعة (بالملايين) خلال الأشهر الستة الأخيرة لعام 2017، وعدد المتابعين لـ«فيسبوك» في كل جامعة، عدد المتابعين لـ«إنستغرام» في كل جامعة، وعدد المتبعين لـ«يوتيوب» في كل جامعة.

وسيلة للطلاب الأجانب
وعلى صعيد آخر، أكد المدير الإداري في مؤسسة «هوبسونز» الخاصة بالتعليم العالي جيرمي كوبر أن الطلاب حول العالم يستخدمون مواقع الشبكات الاجتماعية للبحث واختيار كلياتهم هذه الأيام وأكثر من أي وقت مضى، وذلك في تعليق خاص حول كيفية استخدام الطلاب الأجانب لوسائل الإعلام الاجتماعية لاختيار إحدى الجامعات البريطانية للدراسة.
وقد كشف «المسح الدولي للطلاب - ISS» السنة الحالية أن أهمية وسائل التواصل الاجتماعي تتزايد وتنمو باطراد بالنسبة للطلاب الدوليين أو الأجانب. كما أظهر المسح أن «حملات وسائل الإعلام أو التواصل الاجتماعي تشكل كيف ينظر هؤلاء الطلاب المحتملون إلى المملكة المتحدة كمكان للدراسة».
ويقول كوبر، إن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت الآن بالنسبة للشباب الوسيلة الرئيسية لجمع المعلومات والتواصل مع أصدقائهم ومعارفهم. ويبدو من النتائج التي حصل عليها «المسح الدولي»، أن «83 في المائة من الطلاب المحتملين يستخدمون قنوات اجتماعية للبحث عن الجامعات، أي بزيادة قدرها 19 في المائة بين عامي 2016 و2017». وفيما «تختلف التفضيلات من بلد إلى آخر، فإن مواقع التواصل الاجتماعي الرئيسية (فيسبوك) و(يوتيوب) و(إنستغرام) تهيمن على استخدام الشبكات الاجتماعية الأخرى والمعروفة».
ويبدو أن الطلاب يبدأون باستخدام وسائل الاتصال هذه قبل إجراء أي تحقيق حول مستقبلهم التعليمي وأين سيدرسون، الأمر الذي يشير إلى أهمية المشاركة المبكرة على هذه الوسائل. ويترافق هذا مع ارتفاع في نسبة عدد الطلاب والمهتمين باستخدام «واتساب» للتواصل مع الجامعات التي يهتمون بها ووصلت نسبة الارتفاع إلى 42 في المائة، بينما فضل 35 في المائة استخدام «فيسبوك».
وأهم ما كشفه بحث «المسح الدولي» هو أن هناك رابطا مباشرا وهاما وإيجابيا أيضا بين شعبية قنوات وسائل التواصل الاجتماعي للجامعات وعدد الطلاب الدوليين الذين تجذبهم هذه الجامعات.
ويبدو أيضا هناك دور كبير لطبيعة اللغة المستخدمة لقنوات التواصل الاجتماعي للجامعات، وطبيعة الترحيب بالطلاب الأجانب، في جذب الطلاب. إذ إن هذه القنوات قادرة على تكوين وتشكيل الكيفية التي ينظر بها الطلاب إلى الجامعات البريطانية بشكل عام.
ويتبين من نتائج «المسح الدولي» أن 84 في المائة من الطلاب الدوليين المحتملين يقولون إن حملات مثل حملتي «كلنا دوليون - #WeAreInternational» و«لندن مفتوحة - #LondonIsOpen» - بالإضافة إلى حملة عمدة لندن - تؤثر بشكل إيجابي على تصورهم عن المملكة المتحدة.

ترحيب إلكتروني
لاستقطاب الدارسين
يؤكد جيرمي كوبر في هذا المضمار، أن ترحيب الجامعات مهم جدا في عملية استقطاب الطلاب ومنحهم الشعور الإيجابي نحو الجامعة، إذ إن 31 في المائة من الطلاب الذين تم استطلاعهم يعتبرون عملية الترحيب العامل الرئيسي في اختيارهم للجامعة التي يريدون الدراسة فيها.
وعندما سأل الطلاب: ما إذا كانوا يستخدمون وسائل الاتصال الاجتماعي كجزء من عملية البحث عندما يقررون المكان الذين سيدرسون فيه، 90 في المائة من الطلاب الصينيين قالوا إنها جزء ضرورة في عملية البحث واتخاذ القرار، بينما جاء طلاب تايلاند في المرتبة الثانية بنسبة 86 في المائة ومن ثم طلاب ماليزيا بنسبة 80 في المائة وثم طلاب هونغ بنسبة 79 في المائة وبعدها طلاب الهند بنسبة 78 في المائة وثم نيجيريا بنسبة 72 في المائة وبعدها طلاب المملكة العربية السعودية بنسبة 68 في المائة وبعدها سنغافورة وكندا والولايات المتحدة الأميركية.