وكيل الحديدة يتهم طهران بتسليم حاويات تونة {تالفة} لليمن

وكيل الحديدة يتهم طهران بتسليم حاويات تونة {تالفة} لليمن
TT

وكيل الحديدة يتهم طهران بتسليم حاويات تونة {تالفة} لليمن

وكيل الحديدة يتهم طهران بتسليم حاويات تونة {تالفة} لليمن

أتلفت الجهات المختصة في ميناء الحديدة غرب اليمن، كميات من الأغذية الفاسدة المقبلة من العاصمة الإيرانية طهران، التي كانت تسعى من خلالها إيران لتحسين صورتها أمام العالم، بعد أن شهدت الآونة الأخيرة ضغطاً دولياً يتعلق بتورطها في كثير من القضايا على المستوى الإقليمي وتدخلاتها المباشرة وغير المباشرة في شؤون عدد من دول الشرق الأوسط.
ويبدو أن طهران، وفقاً لمسؤولين يمنيين تعمل على عدة محاور، لهدم البلاد وإتلاف كل مقوماته الاقتصادية والبشرية، بدءًا من إرسال الأسلحة بكل أصنافها، ونهاية بإرسال المواد الغذائية غير الصالحة للاستهلاك الآدمي، الأمر الذي دفع عدداً من المسؤولين اليمنيين بمطالبة الجهات الدولية بضرورة تكثيف الرقابة والتدقيق على المواد الإغاثية المقبلة من إيران.
وقال وليد القديمي، وكيل أول محافظة الحديدة في اتصال مع «الشرق الأوسط» إن 8 حاويات من علب التونة الإيرانية منتهية الصلاحية وصلت عبر ميناء الحديدة كمعونات إغاثية قدمها الهلال الأحمر الإيراني لبرنامج الغذاء العالمي، وذلك بهدف توزيعها على المحتاجين في المدينة.
واستطرد القديمي أنه تبين بعد الفحص عليها من قبل مكتب الحجر الصحي بالميناء أنها تالفة وغير صالحة للاستخدام الآدمي، مما اضطرهم بالتنسيق مع برنامج الغذاء العالمي إلى إتلافها، حيث أتلفت نصف الكمية والنصف الآخر رمي في مرمى النفايات بالمحرقة، موضحاً أنه جرى إبلاغ المنظمات الدولية المختصة بالمساعدات الإنسانية عن هذه الواقعة.
وأشار إلى أنه للظروف التي تعاني منها الحديدة بسبب الميليشيات، ولأسباب الجوع والوضع المأساوي الذي تمر به المحافظة، اضطر بعض المواطنين إلى أخذ ما تبقى من التونة التالفة ونقلها إلى منازلهم لأكلها، خصوصاً أن أبناء هذه المحافظة يعيشون تحت خط الفقر وتحديداً بعد انقطاع المرتبات منذ 10 أشهر، وما زالت الميليشيات تتاجر بمعونات أبناء المحافظة خصوصاً، وأبناء الوطن في المدن التي تسيطر عليها.
وشدد القديمي على أن هذا العمل ليس غريبًا، فلا تزال قصة الأرز الفاسد التي وصلت منذ نحو عام وكثير من المواد الغذائية لا تزال في ذاكرة اليمنيين، وشاهدة على ما تقدمه إيران إلى الشعب اليمني، وهذا يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك مدى كراهية إيران لعرب اليمن بالذات من أهل تهامة، وأنها لم تكتفِِ بتقديم الموت غير المباشر عبر إرسال الصواريخ ومختلف أنواع الأسلحة التي يقتل بها عملاؤها اليمنيين والأشقاء، بل قررت أن تقتل عرب اليمن قتلاً مباشراً مع سبق الإصرار والترصد عبر إرسال السموم المدسوسة تحت ستار المعونات الإنسانية التي يطبل لها أذنابهم من جهة وتقتل بها من تعتبرهم خصوماً وأعداء وحائط صدٍ أمام المشروع الفارسي من جهة أخرى.
وطالب محافظ أول الحديدة، لجنة الأمم المتحدة (Unvim) باتخاذ مزيد من الإجراءات الوقائية المانعة لتكرار مثل هذه الكوارث، كما ندعو برنامج الغذاء العالمي لعدم قبول أي إغاثات مقدمة من الهلال الأحمر الإيراني إلا بعد فحصها قبل وصولها لليمن كون الإيرانيين لا يقدمون سوى الموت لأبناء اليمن منذ بداية دعمهم للميليشيات الانقلابية في اليمن بالسلاح والفكر الثقافي.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.