ألمانيا توقف ترحيل تونسي متهم بالمشاركة في اعتداء متحف بوردو

أعداد اللاجئين المغاربيين المرحّلين منها تضاعفت 3 مرات

TT

ألمانيا توقف ترحيل تونسي متهم بالمشاركة في اعتداء متحف بوردو

في وقت تضاعفت فيه أعداد المرحّلين من ألمانيا، من طالبي اللجوء من بلدان الشمال الأفريقي، أوقفت محكمة فرنكفورت الإدارية ترحيل تونسي متهم بالمشاركة في عملية متحف بوردو الإرهابية التي راح ضحيتها 22 قتيلاً سنة 2015.
وبررت المحكمة قرارها أمس بحكم إعدام يهدد المتهم في حال تسليمه إلى السلطات التونسية. وذكرت المحكمة في بيان لها أن السلطات التونسية لم تستجب حتى الآن لطلب المحكمة عدم إصدار حكم إعدام في تونس بحقه.
وكان التونسي، المتهم بالإرهاب والتحضير لعمليات تهدد الأمن الداخلي، طعن بقرار تسليمه إلى بلاده بسبب عدم وجود ضمانات بعدم تعرضه للتعذيب والإعدام. واستجابت المحكمة لطلبه بعد أن تلقت رداً «شفهيا» يوم 11 يوليو (تموز) الماضي من السلطات التونسية، رداً على رسالتها «الدبلوماسية» في أبريل (نيسان) الماضي، يرفض منح ضمانات بعدم تعرض المتهم لعقوبة الإعدام في حال تسليمه.
تم اعتقال التونسي هيكل.س. (36 سنة) في حملة مداهمات وتفتيش كبيرة في ولاية هيسن في 1 فبراير (شباط) من العام الحالي، ووجهت النيابة العامة إلى التونسي تهمة دعم تنظيم «داعش» وتجنيد وتهريب المتطوعين إلى الحرب في بلدين أجنبيين هما العراق وسوريا. وجاء في البيان المشترك للنيابة العامة والشرطة في الولاية أن التونسي كان في المراحل الأولى من تحضيراته لتنفيذ أعمال عنف خطيرة في ألمانيا، إلا أنه لا تتوفر أدلة مادية على عملية إرهابية وشيكة كان يخطط لتنفيذها في ألمانيا.
شارك في الحملة المذكورة 1100 شرطي وشملت 54 مبنى، وأسفرت عن اعتقال 16 متهماً بالإرهاب، يفترض أنهم يشكلون شبكة، وقالت النيابة إن معظمهم من التونسيين. وأكد متحدث صحافي باسم النيابة العامة أن التونسي سلم نفسه بلا مقاومة. وأشار إلى أن الحملة في هيسن شملت «شبكة إرهابية» بالغة الخطورة، وأنها كانت في طور التحضير لعمليات خطيرة في ألمانيا.
والتونسي المذكور مطلوب في تونس لتورطه في عملية الهجوم على متحف بوردو في العاصمة التونسية، في 18 مارس (آذار) 2015، وهي العملية التي أسفرت عن مقتل 24 شخصاً؛ بينهم كثير من السياح الأجانب. كما تعتقد الشرطة التونسية أن المطلوب كان أحد المشاركين في تخطيط وتنفيذ عملية إرهابية وقعت في مدينة بن قردان التونسية، على الحدود الليبية.
قدم التونسي المعتقل طلب اللجوء السياسي في ألمانيا في أغسطس (آب) 2015، بحسب التقرير المشترك للنيابة العامة والشرطة. وتم الكشف عن شخصيته الحقيقية بعد ذلك بقليل، وتم اعتقاله ونقله إلى سجن التسفيرات، بانتظار تسفيره إلى تونس. وأطلق سراحه من سجن التسفيرات يوم 4 نوفمبر (تشرين الثاني) 2016 بعد مرور فترة الاحتجاز القانونية المحددة بأربعين يوماً، بسبب تلكؤ السلطات التونسية في تسليم الوثاق الرسمية الكفيلة بتسهيل عملية تسفيره. إلا أنه تم فرزه في قائمة «الخطرين» ووضع تحت رقابة مشددة على مدار الساعة من قبل دائرة حماية الدستور (مديرية الأمن) في هيسن.
وظهر من التحقيقات حوله أنه عاش في ألمانيا سابقاً بين 2003 - 2013 وأنه مثل أمام محكمة فرنكفورت مرة بتهمة إلحاق أضرار جسدية بالآخرين. وكان ينشط مؤخراً ضمن حلقة صغيرة من المتشددين في حي غريزهايم الفرنكفورتي، ويتردد على مسجد «بلال» الذي يخضع لرقابة رجال حماية الدستور بتهمة التشدد والتحريض على الكراهية بين الأديان.
وحاولت سلطات ولاية هيسن ترحيل «هيكل.س» في 24 مارس الماضي، لكنه تقدم بطلب اللجوء السياسي خشية التعرض للإعدام في بلاده. ورفضت دائرة الهجرة واللجوء طلبه بعد أيام، فطعن بالقرار أمام المحكمة الإدارية.
ويأتي قرار وقف ترحيل «هيكل.س» بعد أيام من قرار لمحكمة الدستور الاتحادية يقضي بعدم تعارض إجراءات ترحيل اللاجئين المتهمين بالإرهاب مع مبادئ الدستور الديمقراطية. وأعلنت مصادر دائرة الهجرة واللجوء عن تضاعف أعداد اللاجئين المسفرين إلى بلدان المغرب العربي (تونس والمغرب والجزائر) رغم التراجع العام في أعداد اللاجئين المرحلين قسراً من ألمانيا في الفترة الأخيرة.
وذكرت هذه المصادر أن أعداد المسفرين من تونس والمغرب والجزائر إلى بلدانهم تضاعف أكثر من 3 مرات خلال النصف الأول من سنة 2017. وتم ترحيل 623 عربياً مغاربياً في النصف الأول من سنة 2017؛ مقارنة بـ166 فقط في النصف الأول من سنة 2016 (398 خلال السنة كلها).
وجاءت حملة التسفيرات المذكورة بعد جهود وسفرات مكوكية شاركت فيها المستشارة أنجيلا ميركل ووزير الداخلية الاتحادي توماس دي ميزيير إلى بلدان المغرب العربي. وتم الاتفاق مع السلطات التونسية على افتتاح مركز ألماني «لإرشاد العمل» في تونس مهمته مساعدة التونسيين في إيجاد فرصة عمل، خصوصاً العائدين من ألمانيا منهم. وتحدثت مصادر وزارة الداخلية عن نشاط ضعيف للمركز حتى الآن. واستقبل المركز 330 تونسياً بينهم 11 عائداً من ألمانيا فقط، حتى منتصف السنة الحالية. في ولاية ميكلنبورغ فوربومرن، أعلن النائب البرلماني نيكولاس كرامر عن محاولات وزارة الداخلية المحلية ترحيل 3 من «الخطرين» بعد حملة اعتقالات شملتهم قبل أسبوع في محيط مدينة دريسدن، وأسفرت عن إطلاق سراحهم بعد يوم لعدم وجود أدلة.



من تنصيب ترمب إلى انتهاء حرب أوكرانيا... أهم الأحداث المتوقعة لعام 2025

ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)
ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)
TT

من تنصيب ترمب إلى انتهاء حرب أوكرانيا... أهم الأحداث المتوقعة لعام 2025

ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)
ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)

هناك الكثير من الأحداث المهمة المنتظر حدوثها في عام 2025، بدءاً من تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ومروراً بالانتخابات في أوروبا واضطراب المناخ والتوقعات بانتهاء حرب أوكرانيا.

ونقل تقرير نشرته شبكة «سكاي نيوز» البريطانية تفاصيل هذه الأحداث المتوقعة وكيفية تأثيرها على العالم ككل.

تنصيب دونالد ترمب

سيشهد شهر يناير (كانون الثاني) الحدث الأكثر أهمية بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، بل وربما للعالم أجمع، وهو تنصيب ترمب ليصبح الرئيس السابع والأربعين لأميركا.

وسيقع هذا التنصيب في يوم 20 يناير، وقد تعهد الرئيس المنتخب بالقيام بتغييرات جذرية في سياسات بلاده الداخلية والخارجية فور تنصيبه.

ونقل مراسل لشبكة «سكاي نيوز» عن أحد كبار مستشاري ترمب قوله إنه يتوقع أن يوقّع الرئيس المنتخب على الكثير من «الأوامر التنفيذية» الرئاسية في يوم التنصيب.

وتنبأ المستشار بأنه، بعد لحظات من أدائه اليمين الدستورية «سيلغي ترمب قدراً كبيراً من إرث الرئيس الحالي جو بايدن ويحدد اتجاه أميركا للسنوات الأربع المقبلة».

وعلى الصعيد المحلي، سيقرّ ترمب سياسات هجرة جديدة جذرية.

وقد كانت الهجرة قضية رئيسية في الحملة الانتخابية للرئيس المنتخب، حيث إنه وعد بترحيل الملايين وتحقيق الاستقرار على الحدود مع المكسيك بعد عبور أعداد قياسية من المهاجرين بشكل غير قانوني في عهد بايدن.

ويتوقع الخبراء أن تكون عمليات الترحيل الجماعي التي وعد بها خاضعة لمعارك قانونية، إلا أن فريق ترمب سيقاتل بقوة لتنفيذها.

ومن المتوقع أيضاً أن يصدر ترمب عفواً جماعياً عن أولئك المتورطين في أحداث الشغب التي وقعت في 6 يناير 2021، حين اقتحم الآلاف من أنصاره مبنى الكونغرس بهدف منع التصديق على فوز بايدن بالانتخابات.

وعلى الصعيد الدولي، يتوقع الخبراء أن يكون لرئاسة ترمب تأثيرات عميقة على حرب أوكرانيا، والصراع في الشرق الأوسط، وأجندة المناخ، والتعريفات الجمركية التجارية.

ومن المتوقع أن ينسحب ترمب من اتفاقية باريس للمناخ؛ الأمر الذي سيجعل أميركا غير ملزمة بأهداف خفض الانبعاثات الكربونية.

وفيما يتعلق بأوكرانيا، قال ترمب إنه يستطيع تحقيق السلام وإنهاء الحرب في غضون 24 ساعة.

أما بالنسبة للصراع في الشرق الأوسط، فقد هدَّد الرئيس الأميركي المنتخب حركة «حماس» بأنه «إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن في غزة قبل 20 يناير (موعد تنصيبه) سيكون هناك جحيم يُدفع ثمنه في الشرق الأوسط». إلا أن الخبراء لا يمكنهم توقع كيف سيكون رد فعل ترمب المتوقع في هذا الشأن.

انتخابات أوروبا

سيبدأ العام بانتخابات في اثنتين من أبرز دول أوروبا، وهما فرنسا وألمانيا.

سينصبّ التركيز أولاً على برلين - من المرجح أن ينتهي الأمر بالليبرالي فريدريش ميرز مستشاراً لألمانيا؛ مما يحرك بلاده أكثر نحو اليمين.

ويتوقع الخبراء أن تكون أولويات ميرز هي السيطرة على الهجرة.

أما في فرنسا، فسيبدأ رئيس الوزراء الفرنسي السابق إدوارد فيليب في الترويج لنفسه ليحلّ محل إيمانويل ماكرون رئيساً، بحسب توقعات الخبراء.

ويعتقد الخبراء أيضاً أن يتطور دور جورجيا ميلوني وينمو من «مجرد» كونها زعيمة لإيطاليا لتصبح قناة الاتصال بين أوروبا وترمب.

علاوة على ذلك، ستجري رومانيا انتخابات لاختيار رئيس جديد في مارس (آذار) المقبل.

الأوضاع في الشرق الأوسط

يقول الخبراء إن التنبؤ بما قد يحدث في الشرق الأوسط هو أمر صعب للغاية.

وعلى الرغم من تهديد ترمب بتحويل الأمر «جحيماً» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن الموجودين في غزة، فإن وضع الرهائن لا يزال غير معروف وغير محسوم.

وعلى الرغم من التفاؤل الأخير بشأن المفاوضات، لا تزال الخلافات قائمة بين «حماس» وإسرائيل. لكن وقف إطلاق النار لا يزال محتملاً.

لكن أي هدنة ربما تكون مؤقتة، وهناك الكثير من الدلائل على أن الجيش الإسرائيلي ينوي البقاء في غزة في المستقبل المنظور مع تزايد الدعوات إلى احتلال دائم بين الساسة الإسرائيليين من أقصى اليمين.

وما لم يتحسن الوضع الإنساني في غزة بشكل كبير وسريع، فإن سمعة إسرائيل الدولية سوف تستمر في التردي في حين تنظر محكمة العدل الدولية في اتهامات بالإبادة الجماعية.

ويتوقع الخبراء أن يفكر نتنياهو في ضرب إيران، سواء لردع الحوثيين أو للتصدي للبرنامج النووي للبلاد، لكن قد يتراجع عن ذلك إذا لم يحصل على دعم من الرئيس الأميركي القادم.

ومن بين الأحداث التي يدعو الخبراء لمراقبتها من كثب هذا العام هي صحة المرشد الإيراني المسن علي خامنئي، التي كانت مصدراً لكثير من التكهنات في الأشهر الأخيرة، حيث ذكرت الكثير من التقارير الإعلامية أنها متردية للغاية.

أما بالنسبة لسوريا، فسيحتاج قادة سوريا الجدد إلى العمل على دفع البلاد للاستقرار وجمع الفصائل الدينية والعسكرية المختلفة، وإلا فإن التفاؤل المفرط الذي شوهد بعد الإطاحة ببشار الأسد سينقلب وتحلّ محله تهديدات بوقوع حرب أهلية جديدة بالبلاد.

العلاقات بين الصين والولايات المتحدة

قد تكتسب المنافسة بين الصين والولايات المتحدة زخماً كبيراً هذا العام إذا نفَّذ دونالد ترمب تهديداته التجارية.

وقد هدد الرئيس الأميركي المنتخب بفرض تعريفة جمركية بنسبة 60 في المائة على جميع السلع الصينية؛ وهو ما قد يشعل حرباً تجارية عالمية ويتسبب في انهيار اقتصادي.

وتستعد بكين لمثل هذه المتاعب، وهي منخرطة بالفعل في إجراءات تجارية انتقامية مع الولايات المتحدة.

ودبلوماسياً، وفي حين توجد جهود لقلب العلاقة المتوترة بين المملكة المتحدة والصين، من المرجح أن تستمر مزاعم التجسس واتهامات التدخل الصيني في السياسة الأميركية، وهي اتهامات تنفيها بكين بشدة.

حرب أوكرانيا

يتوقع الخبراء أن تنتهي حرب أوكرانيا في عام 2025، مشيرين إلى أن القتال سيتوقف على الأرجح وأن الصراع سيتجمد.

وأشار الجانبان الروسي والأوكراني مؤخراً إلى استعدادهما لتقديم تنازلات من أجل التوصل إلى اتفاق سلام.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لـ«سكاي نيوز» إنه على استعداد للتنازل عن الأراضي التي تسيطر عليها كييف، بينما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا مستعدة لتقديم تنازلات أيضاً.

إنه تحول دراماتيكي في اللهجة، نتج من انتخاب دونالد ترمب، بحسب الخبراء الذين قالوا إن المحادثات والتوصل لصفقة بات أمراً حتمياً الآن.

ومهما كانت النتيجة، ستقدمها روسيا للعالم على أنها انتصار لها.

ويعتقد الخبراء أن الكرملين يأمل في اختتام المفاوضات قبل التاسع من مايو (أيار)، الذي يصادف الذكرى الثمانين لانتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية، ليكون الاحتفال الروسي مزدوجاً.

لكن المشاكل لن تنتهي عند هذا الحد بالنسبة لبوتين. فمع ارتفاع التضخم، وانخفاض قيمة الروبل، وضعف الإنتاجية، سيكون الاقتصاد هو معركة روسيا التالية.