مقتل 82 طفلا برصاص الانقلاب في تعز خلال 6 أشهر

الحصار يفاقم أوضاع المحافظة ويهجّر 1700 أسرة

مقتل 82 طفلا برصاص الانقلاب في تعز خلال 6 أشهر
TT

مقتل 82 طفلا برصاص الانقلاب في تعز خلال 6 أشهر

مقتل 82 طفلا برصاص الانقلاب في تعز خلال 6 أشهر

قتلت ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية 644 مدنيا في محافظة تعز خلال النصف الأول من العام الجاري 2017، إضافة إلى تهجير أكثر من 1740 أسرة من تسع مديريات.
وكشف تقرير حديث لمركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان – تعز، وهي منظمة مجتمع مدني غير حكومية، حول الوضع الإنساني في تعز والانتهاكات التي طالت المدنيين خلال النصف الأول من العام الحالي عن «مقتل 644 مدنيا، بينهم 547 رجلا، و82 طفلا، و25 امرأة، سقط منهم 550 مدنيا جراء عمليات القنص والقصف العشوائي على الأحياء السكنية الذي تقوم به ميليشيات الحوثي وصالح فيما قتل 72 مدنيا 6 منهم برصاص راجع و66 برصاص مجهولين وآخرين يعتقد انتماؤهم للمقاومة، وقتل 22 مدنيا منهم بسبب الألغام التي تزرعها الميليشيات في الطرقات والمزارع». وقال المركز في تقريره الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إنها وثقت إصابة 1750 مدنيا بينهم 1564 رجلا, و82 طفلا و25 امرأة منهن 8 نساء أصبحن معوقات نتيجة فقدهن لأجزاء من أطرافهن في مايو (أيار) الماضي, وأصيب 1704 مدنيين جراء القصف العشوائي والممنهج من قبل ميليشيات الحوثي وصالح على المدينة بشكل شبه يومي بالإضافة إلى القنص المباشر، و27 شخصا أصيبوا بجروح نتيجة الألغام التي تزرعها ميليشيات الحوثي، كما أصيب 3 مدنيين إثر راجع للرصاص. وتعليقا على ذلك، قال عرفات عبد اللطيف الرفيد، مدير مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» إن «الأوضاع الإنسانية في محافظة تعز، تشهد حالة كبيرة من التدهور الذي يتفاقم يوماً بعد آخر، في ظل توقف شبه تام للمرافق العامة عن تقديم الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء ونظافة وغيرها، وكذلك توقف المنشآت الخاصة، والأعمال الاقتصادية والتجارية عن العمل، مما يزيد من رقعة الفقر ووقوع عشرات الآلاف من الأسر تحت خط الفقر».
وأضاف: «لا تزال تعز تعاني وتمر بأوضاع إنسانية صعبة نتيجة الحرب والحصار المفروض عليها منذ أكثر من عامين، وتتواصل عمليات القصف العنيف على أحياء المدينة بشكل شبه يومي مخلفة آلاف القتلى والجرحى والمشردين والمتضررين، بالإضافة إلى النزوح والتهجير القسري من بعض القرى والمناطق التي تشهد مواجهات مسلحة، مما يفاقم الأوضاع ويدفعها نحو التدهور السريع نتيجة تزايد الاحتياجات وانعدام الغذاء والدواء جرا الحصار المفروض على المدينة منذ ما يقارب العامين». وأكد أن المركز «سعى في هذا التقرير أن يعكس أوضاع حقوق الإنسان داخل محافظة تعز خلال النصف الأول من العام الحالي 2017 والتي باتت تواجه هذا الكم الهائل من الأخطار والتهديدات التي تستهدف البشر والحجر.
ومن التوصيات التي خرج بها مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان لأطراف النزاع في اليمن، قال الرفيد «الالتزام بقواعد القانون الدولي الإنساني وعدم استهداف المدنيين أثناء تنفيذ العمليات العسكرية، تأمين حرية الحركة للمنظمات الإغاثية والإنسانية، وذلك لمساعدة السكان الذين يعانون من المجاعة أو الكوليرا، ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى مدينة تعز دون عوائق باعتبار ذلك يمثل حقاً أساسيا لبقائهم على قيد الحياة، تجنيب المنشآت المدنية وخاصة الطبية آثار النزاع المسلح، وعدم استخدامها في الأغراض العسكرية ووقف زراعة الألغام المضادة للأفراد وتدمير مخزونهم من الألغام».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.