رئيس جنوب السودان يؤكد عزمه تحسين العلاقات مع السودان

مصرع 5 أشخاص في كمين مسلح بين جوبا وكمبالا

TT

رئيس جنوب السودان يؤكد عزمه تحسين العلاقات مع السودان

أكد سلفا كير ميارديت، رئيس جنوب السودان، عزمه تحسين العلاقات مع السودان وتطويرها وتحقيق المصالح المشتركة بين البلدين. وفي غضون ذلك وصف جان بيير لاكروا، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، اجتماعه مع الرئيس سلفا كير المخصص لبحث اتفاقية السلام بالمثمر والجيد.
وقال مارتن إليا لومورو، وزير شؤون مجلس الوزراء في جنوب السودان، إن الرئيس سلفا كير أبلغ وكيل الأمين العام للأمم المتحدة بأنه يعتزم تحسين علاقات بلاده مع السودان، مشددا على أن جنوب السودان والسودان لديهما مصالح مشتركة، وأن السلام هو الطريق الوحيد الذي يمكن أن يحقق الازدهار والانسجام بين البلدين.
وبخصوص دور الأمم المتحدة في تحقيق السلام بجنوب السودان، أوضح لومورو أن الرئيس سلفا كير بعث رسالة واضحة جدا حول ما يود أن تقوم به الأمم المتحدة في البلاد، وقال بهذا الخصوص: «الرئيس سلفا كير يود أن تعمل بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان على الوصول إلى المتمردين الذين يحتجزون مواطنين رهائن، وإشراكهم في المفاوضات ليتحدث بعضهم مع بعض من أجل إحلال السلام».
من جهته، قال رئيس عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان، عقب لقائه الرئيس سلفا كير أمس في جوبا، إن مشاركة الهيئة الحكومية للتنمية (الإيقاد) في إنعاش عملية السلام بجنوب السودان، كانت من بين الموضوعات الرئيسية التي ناقشها مع الرئيس سلفا، واصفاً هذه المشاركة الإقليمية بأنها «أمر جيد».
وأوضح المسؤول الدولي الرفيع أن هناك تفاهما مشتركا مع حكومة جنوب السودان حول ضرورة وضع الإجراءات والمبادرات الرامية إلى ضمان الاستقرار واستتباب الأمن بهدف «تسريع تنفيذ اتفاق السلام وتحقيق السلام المستدام»، مؤكداً في السياق ذاته أن تحقيق السلام لا يمكن أن يمضي قدماً مع الاستمرار في القتال، وتعهد بمواصلة الأمم المتحدة تقديم المساعدات للمواطنين الذين يعانون بسبب الحرب.
وبدأ النزاع في جنوب السودان في ديسمبر (كانون الأول) 2013، بسبب خلافات سياسية جوهرية بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار، وعلى الرغم من اتفاق السلام الموقع في أغسطس (آب) 2015، فإن العنف ما زال مستمراً بين الجانبين، وخلف حتى الآن أكثر من 5.5 مليون قتيل، وهرب نحو 1.7 مليون لاجئ إلى البلدان المجاورة.
من جهة ثانية، قالت تقارير في جوبا، إن ما لا يقل عن 5 أشخاص لقوا مصرعهم وأصيب 13 آخرون، أول من أمس، في كمين نصبه مجهولون في منطقة الاستوائية على طريق جنوب السودان السريع، الذي يعتمد عليه في الواردات مع أوغندا.
وقال المتحدث باسم الشرطة دانيال جستين، إن المسلحين هاجموا سيارة تقل مدنيين من كمبالا كانوا في طريقهم إلى جوبا، وقد اتهمت الحكومة قوات المعارضة المسلحة بزعامة رياك مشار بأنها وراء هذا الهجوم.
ويأتي هذا الكمين ضمن سلسلة من هجمات شبيهة شهدها هذا الطريق الحيوي، الذي يربط جنوب السودان مع أوغندا ودول شرق أفريقيا.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.