حذّر المرصد السوري لحقوق الإنسان، يوم أمس، من امتلاك تنظيم داعش في معقله في مدينة الرقة في الشمال السوري لأسلحة كيميائية، قال إنه قد ينوي استخدامها مع وصول المعركة التي تشنها «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة أميركيا، إلى خواتيمها. وتتزامن هذه التحذيرات مع الإعلان عن سيطرة القوات على القسم الجنوبي من المدينة المقابل للضفاف الشمالية لنهر الفرات وتقليص المسافة التي تفصلها عن الوصول إلى مركز قيادة التنظيم إلى مئات الكيلومترات.
ونقل المرصد عن مصادر وصفها بـ«الموثوقة»، أن تنظيم داعش الذي خسر أكثر من نصف مدينة الرقة، يحتفظ بأسلحة كيميائية في المناطق التي ما زال يوجد فيها وينوي استخدامها مع وصول «معركة الرقة الكبرى» إلى خواتيمها، وتحقيق «قوات سوريا الديمقراطية» سيطرة أوسع على المدينة.
ورجح الناطق باسم «قوات سوريا الديمقراطية» مصطفى بالي أن يكون «داعش» قد سيطر على «الكثير من المواقع التي كانت قوات النظام السوري تجري فيها تجارب أو تمتلك فيها مواد تُستخدم في أسلحة الدمار الشامل، إضافة لسيطرته على مواقع للجيش العراقي، ما مكنه من الحصول على المواد الأولية لصناعة أسلحة كيماوية». وقال بالي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا معلومات كافية لدينا ما إذا كان التنظيم الإرهابي يمتلكها داخل الرقة، علما بأننا نعي تماما أن لا رادع أخلاقيا أو قانونيا يمنعه من استخدامها إذا كان حقيقة يمتلكها، وهذه الجزئية لا تؤثر على معنوياتنا». وأضاف: «نحن في المرحلة الحالية، نرغب في وضع هذا التفصيل على طاولة التحالف الدولي شريكنا بمحاربة داعش لطلب المساعدة التقنية في هذا المضمار من خلال تحديد وسائل الوقاية وطريقة التعامل مع هذا السلاح».
من جهته، اعتبر الباحث المتخصص بشؤون الجماعات المتشددة عبد الرحمن الحاج أن المعلومات التي يجري تداولها عن نية التنظيم المتطرف استخدام السلاح الكيميائي في الرقة «مجرد تكهنات مبنية على استخدام داعش سابقا للسلاح الكيماوي بكميات محدودة في الموصل»، لافتا إلى «وجود تقارير ومعلومات لا يمكن التأكد منها عن اكتشاف كميات محدودة من هذا السلاح في الموصل التي كانت خاضعة لسيطرة داعش». واستبعد الحاج في تصريحه لـ«الشرق الأوسط» أن يستخدم التنظيم هذا السلاح في مرحلة لاحقة في الرقة، باعتبار أنها و«بقدر ما تبدو مهمة من الناحية الرمزية إلا أنها لا تشكل أهمية استراتيجية لداعش وبالتالي الدفاع عنها بسلاح أخير مستبعد». وأضاف: «لو أراد استخدام هذا السلاح لصد الهجوم على الرقة لكان استخدمه في وقت مبكر وليس اليوم بعد أن أوشكت المدينة على السقوط».
وتتلاقى قراءة الحاج مع قراءة أبو محمد الرقاوي، الناشط في حملة «الرقة تذبح بصمت» الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «لا أسلحة كيماوية لدى التنظيم، إنما مواد غير مركبة بأسلحة قد يستخدمها بكميات ضئيلة، وهو أمر مستبعد لاعتبارات شتى».
ووفق مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن «داعش» استخدم السلاح الكيماوي بوقت سابق في ريف حلب في الشمال السوري كما في الموصل العراقية. وكانت القوات في العراق أفادت باستخدام «داعش» مواد كيماوية في معركة الموصل الأخيرة من خلال وضعها في قذائف هاون.
وتزامن الحديث عن امتلاك التنظيم المتطرف سلاحا كيماويا في الرقة مع إعلان المبعوث الأميركي لدى التحالف الدولي بريت ماكغورك عن تحقيق «سوريا الديمقراطية» «تقدما بارزا في المدينة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة من خلال السيطرة على مناطق رئيسية». وتحدث المرصد السوري عن إنهاء هذه القوات وجود تنظيم داعش في الأحياء الجنوبية للرقة بعد التقاء القوات القادمة من جهة الشرق (حي هشام بن عبد الملك) مع تلك الآتية من جهة الغرب (نزلة شحادة)، محكمة بذلك السيطرة على القسم الجنوبي من المدينة المقابل للضفاف الشمالية لنهر الفرات.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول كردي، أن «عددا قليلا من الشوارع التي تدور فيها اشتباكات ما زال يفصل بين مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية المتقدمين من الشرق ومن الغرب». وقال المسؤول «هناك مقاومة شرسة من داعش لذا لا يمكننا تحديد متى سننتزع (السيطرة الكاملة) على وجه التحديد. تم تحرير نحو 90 في المائة من الأحياء الجنوبية».
من جهته، أكد المتحدث الرسمي باسم وحدات حماية الشعب الكردية، أبرز مكونات «قوات سوريا الديمقراطية»، نوري محمود لـ(وكالة الصحافة الفرنسية)، تقدم «قسد» جنوباً، لافتا إلى أنه «تم إخلاء» حيين «من داعش بشكل كامل تقريباً».
وتتركز المعارك حالياً جنوب وسط المدينة على أطراف حي هشام بن عبد الملك، حيث باتت قوات سوريا الديمقراطية وفق المرصد السوري «على بعد مئات الأمتار من المقر الرئيسي لتنظيم داعش الموجود في ساحة الساعة، وهي الساحة التي دأب التنظيم على تنفيذ عمليات الإعدام فيها». وباتت هذه القوات أيضا على تخوم حي الثكنة الذي يعد من الأحياء المكتظة سكانياً في المدينة.
وقال المتحدث باسم التحالف الدولي العميد رايان ديلون، لـ«رويترز»: «شهدنا دفاعا أقل تماسكا لداعش في الرقة عنه في الموصل. لا يزال داعش يستخدم السيارات الملغومة والألغام والمدنيين للاختباء وراءهم، لكن عجزه عن التصدي للتقدم المتعدد لقوات سوريا الديمقراطية، واضح». وأكد ديلون أن «التحالف سيستمر بدعم قوات سوريا الديمقراطية في عملية تحرير الرقة»، مشدداً على أنها «قادرة على تحرير المدينة وسوف لن يشاركها أحد في عملية التحرير».
تقدم باتجاه مركز «داعش» في الرقة... وتحذير من استخدام الكيماوي
المبعوث الأميركي يتحدث عن إنجاز بارز للقوات المهاجمة
تقدم باتجاه مركز «داعش» في الرقة... وتحذير من استخدام الكيماوي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة