تقدم باتجاه مركز «داعش» في الرقة... وتحذير من استخدام الكيماوي

المبعوث الأميركي يتحدث عن إنجاز بارز للقوات المهاجمة

رجل وامرأة يفران من معارك الرقة الاثنين الماضي (رويترز)
رجل وامرأة يفران من معارك الرقة الاثنين الماضي (رويترز)
TT

تقدم باتجاه مركز «داعش» في الرقة... وتحذير من استخدام الكيماوي

رجل وامرأة يفران من معارك الرقة الاثنين الماضي (رويترز)
رجل وامرأة يفران من معارك الرقة الاثنين الماضي (رويترز)

حذّر المرصد السوري لحقوق الإنسان، يوم أمس، من امتلاك تنظيم داعش في معقله في مدينة الرقة في الشمال السوري لأسلحة كيميائية، قال إنه قد ينوي استخدامها مع وصول المعركة التي تشنها «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة أميركيا، إلى خواتيمها. وتتزامن هذه التحذيرات مع الإعلان عن سيطرة القوات على القسم الجنوبي من المدينة المقابل للضفاف الشمالية لنهر الفرات وتقليص المسافة التي تفصلها عن الوصول إلى مركز قيادة التنظيم إلى مئات الكيلومترات.
ونقل المرصد عن مصادر وصفها بـ«الموثوقة»، أن تنظيم داعش الذي خسر أكثر من نصف مدينة الرقة، يحتفظ بأسلحة كيميائية في المناطق التي ما زال يوجد فيها وينوي استخدامها مع وصول «معركة الرقة الكبرى» إلى خواتيمها، وتحقيق «قوات سوريا الديمقراطية» سيطرة أوسع على المدينة.
ورجح الناطق باسم «قوات سوريا الديمقراطية» مصطفى بالي أن يكون «داعش» قد سيطر على «الكثير من المواقع التي كانت قوات النظام السوري تجري فيها تجارب أو تمتلك فيها مواد تُستخدم في أسلحة الدمار الشامل، إضافة لسيطرته على مواقع للجيش العراقي، ما مكنه من الحصول على المواد الأولية لصناعة أسلحة كيماوية». وقال بالي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا معلومات كافية لدينا ما إذا كان التنظيم الإرهابي يمتلكها داخل الرقة، علما بأننا نعي تماما أن لا رادع أخلاقيا أو قانونيا يمنعه من استخدامها إذا كان حقيقة يمتلكها، وهذه الجزئية لا تؤثر على معنوياتنا». وأضاف: «نحن في المرحلة الحالية، نرغب في وضع هذا التفصيل على طاولة التحالف الدولي شريكنا بمحاربة داعش لطلب المساعدة التقنية في هذا المضمار من خلال تحديد وسائل الوقاية وطريقة التعامل مع هذا السلاح».
من جهته، اعتبر الباحث المتخصص بشؤون الجماعات المتشددة عبد الرحمن الحاج أن المعلومات التي يجري تداولها عن نية التنظيم المتطرف استخدام السلاح الكيميائي في الرقة «مجرد تكهنات مبنية على استخدام داعش سابقا للسلاح الكيماوي بكميات محدودة في الموصل»، لافتا إلى «وجود تقارير ومعلومات لا يمكن التأكد منها عن اكتشاف كميات محدودة من هذا السلاح في الموصل التي كانت خاضعة لسيطرة داعش». واستبعد الحاج في تصريحه لـ«الشرق الأوسط» أن يستخدم التنظيم هذا السلاح في مرحلة لاحقة في الرقة، باعتبار أنها و«بقدر ما تبدو مهمة من الناحية الرمزية إلا أنها لا تشكل أهمية استراتيجية لداعش وبالتالي الدفاع عنها بسلاح أخير مستبعد». وأضاف: «لو أراد استخدام هذا السلاح لصد الهجوم على الرقة لكان استخدمه في وقت مبكر وليس اليوم بعد أن أوشكت المدينة على السقوط».
وتتلاقى قراءة الحاج مع قراءة أبو محمد الرقاوي، الناشط في حملة «الرقة تذبح بصمت» الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «لا أسلحة كيماوية لدى التنظيم، إنما مواد غير مركبة بأسلحة قد يستخدمها بكميات ضئيلة، وهو أمر مستبعد لاعتبارات شتى».
ووفق مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن «داعش» استخدم السلاح الكيماوي بوقت سابق في ريف حلب في الشمال السوري كما في الموصل العراقية. وكانت القوات في العراق أفادت باستخدام «داعش» مواد كيماوية في معركة الموصل الأخيرة من خلال وضعها في قذائف هاون.
وتزامن الحديث عن امتلاك التنظيم المتطرف سلاحا كيماويا في الرقة مع إعلان المبعوث الأميركي لدى التحالف الدولي بريت ماكغورك عن تحقيق «سوريا الديمقراطية» «تقدما بارزا في المدينة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة من خلال السيطرة على مناطق رئيسية». وتحدث المرصد السوري عن إنهاء هذه القوات وجود تنظيم داعش في الأحياء الجنوبية للرقة بعد التقاء القوات القادمة من جهة الشرق (حي هشام بن عبد الملك) مع تلك الآتية من جهة الغرب (نزلة شحادة)، محكمة بذلك السيطرة على القسم الجنوبي من المدينة المقابل للضفاف الشمالية لنهر الفرات.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول كردي، أن «عددا قليلا من الشوارع التي تدور فيها اشتباكات ما زال يفصل بين مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية المتقدمين من الشرق ومن الغرب». وقال المسؤول «هناك مقاومة شرسة من داعش لذا لا يمكننا تحديد متى سننتزع (السيطرة الكاملة) على وجه التحديد. تم تحرير نحو 90 في المائة من الأحياء الجنوبية».
من جهته، أكد المتحدث الرسمي باسم وحدات حماية الشعب الكردية، أبرز مكونات «قوات سوريا الديمقراطية»، نوري محمود لـ(وكالة الصحافة الفرنسية)، تقدم «قسد» جنوباً، لافتا إلى أنه «تم إخلاء» حيين «من داعش بشكل كامل تقريباً».
وتتركز المعارك حالياً جنوب وسط المدينة على أطراف حي هشام بن عبد الملك، حيث باتت قوات سوريا الديمقراطية وفق المرصد السوري «على بعد مئات الأمتار من المقر الرئيسي لتنظيم داعش الموجود في ساحة الساعة، وهي الساحة التي دأب التنظيم على تنفيذ عمليات الإعدام فيها». وباتت هذه القوات أيضا على تخوم حي الثكنة الذي يعد من الأحياء المكتظة سكانياً في المدينة.
وقال المتحدث باسم التحالف الدولي العميد رايان ديلون، لـ«رويترز»: «شهدنا دفاعا أقل تماسكا لداعش في الرقة عنه في الموصل. لا يزال داعش يستخدم السيارات الملغومة والألغام والمدنيين للاختباء وراءهم، لكن عجزه عن التصدي للتقدم المتعدد لقوات سوريا الديمقراطية، واضح». وأكد ديلون أن «التحالف سيستمر بدعم قوات سوريا الديمقراطية في عملية تحرير الرقة»، مشدداً على أنها «قادرة على تحرير المدينة وسوف لن يشاركها أحد في عملية التحرير».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.