في عيد الجيش... عون يؤكد منحه الغطاء السياسي

ترأس احتفالاً لتقليد الضباط سيوفهم بحضور رئيسي البرلمان والحكومة

الرئيس اللبناني ميشال عون في حفل تقليد السيوف للضباط المتخرجين بمناسبة عيد الجيش اللبناني (إ.ب.أ)
الرئيس اللبناني ميشال عون في حفل تقليد السيوف للضباط المتخرجين بمناسبة عيد الجيش اللبناني (إ.ب.أ)
TT

في عيد الجيش... عون يؤكد منحه الغطاء السياسي

الرئيس اللبناني ميشال عون في حفل تقليد السيوف للضباط المتخرجين بمناسبة عيد الجيش اللبناني (إ.ب.أ)
الرئيس اللبناني ميشال عون في حفل تقليد السيوف للضباط المتخرجين بمناسبة عيد الجيش اللبناني (إ.ب.أ)

أكد الرئيس اللبناني ميشال عون، أن «لا تراجع أمام الإرهاب بجميع وجوهه وتنظيماته، والجيش على جاهزية دائمة لمواجهته، وكذلك مؤسساتنا الأمنية»، لافتا إلى أن لبنان «كان سباقا في حربه على الإرهاب»، داعيا إلى استثمار هذا الاستقرار في تحقيق نهضة اقتصادية يتوق إليها اللبنانيون. وشدد على «أننا اليوم نعمل على صون الجيش، ونتحمل مسؤولية العبء السياسي»، مؤكدا منح الجيش الغطاء السياسي من جميع المسؤولين لكي يقوم بواجبه كاملاً.
مواقف رئيس الجمهورية جاءت في الكلمة التي ألقاها خلال الاحتفال المركزي الذي ترأسه بمناسبة عيد الجيش، وجرى خلاله تقليد السيوف للضباط المتخرجين في الكلية الحربية. ودعا إليه قائد الجيش العماد جوزيف عون، وحضره رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وحشدا من السياسيين والعسكريين والدبلوماسيين والقضاة.
والاحتفال هو الأول من نوعه منذ ثلاث سنوات نتيجة الشغور الرئاسي. وقبل أن يباشر الرئيس عون تسليم السيوف إلى الضباط المتخرجين في الدورة الحالية التي سميت باسم «دورة المقدم الشهيد صبحي العاقوري»، وعددهم 156 ضابطا في الجيش، و69 آخرون في الأجهزة الأمنية، حرص على تسليم طلائع دورات 2014 و2015 و2016 سيوفهم في خطوة رمزية، نظرا لتعذر تسليم ضباط تلك الدورات سيوفهم نتيجة الشغور الرئاسي.
وتوجه عون إلى الضباط الخريجين بالقول: «يكفيكم فخرا أنكم وسط التجاذبات السياسية وخلافات الرأي، تشكلون صخرة الأمان لوطنكم وشعبكم، وقلوب اللبنانيين من كل الأطراف والأحزاب والفئات، تظللكم»، مؤكدا أنه «ليس هناك إجماع لبناني أوسع وأكثر صلابة من الإجماع حول المؤسسات العسكرية والأمنية».
وقال: «تشاء الظروف أن يتزامن تخرجكم اليوم مع تحديات كبيرة ملقاة على عاتق المؤسسات العسكرية والأمنية لمواجهة أخطار الإرهاب والاعتداءات على لبنان. وقد نجحتم في تفكيك كثير من الشبكات والخلايا الإرهابية، وتحقيق ضربات استباقية للإرهابيين، واعتقال العشرات منهم. وآخر نصر للبنان، كان تحرير منطقة غالية من الحدود الشرقية من براثن التنظيمات الظلامية، وتثبيت الطمأنينة والأمان فيها»، مشددا على «أننا نتطلع الآن إلى قواتنا المسلحة المتأهبة لتحقيق نصر جديد، وتحرير ما تبقى من أراض استباحها الإرهاب لسنوات، وكلنا أمل بأن تسهم هذه التطورات في تسريع الكشف عن مصير رفاقكم المخطوفين منذ ثلاث سنوات، ولا يزال مصيرهم مجهولا، وفي تبريد قلوب أهلهم ومؤسستهم واللبنانيين أجمعين».
وأكد عون أن «لا تراجع أمام الإرهاب بجميع وجوهه وتنظيماته. والجيش على جاهزية دائمة لمواجهته، وكذلك مؤسساتنا الأمنية. وقد كان لبنان سباقا في حربه على الإرهاب، فالجيش واجه الإرهابيين في محطات متتالية، ونجح في تعزيز الاستقرار السياسي والأمني في البلاد، وتثبيت السلام على حدودنا الجنوبية، بفضل التفاف الشعب حوله، وتمسك لبنان بتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة. وعلينا أن نستثمر هذا الاستقرار، كمسؤولين سياسيين، في تحقيق نهضة اقتصادية يتوق إليها اللبنانيون».
وبعد الظهر، استقبل الرئيس اللبناني قائد الجيش العماد جوزيف عون على رأس وفد من ضباط الجيش الكبار قدموا له التهاني بمناسبة العيد الثاني والسبعين للجيش. وأكد الرئيس عون أن الغطاء السياسي متوافر للجيش من جميع المسؤولين لكي يقوم بواجبه، داعيا القيادة العسكرية إلى اتخاذ المبادرات على الأرض، «خصوصا في الضربات الاستباقية لحماية لبنان من الإرهاب، والتي أثبتت فاعليتها».
وقال قائد الجيش في اللقاء: «إننا في المؤسسة العسكرية نضع نصب العيون، مواكبة مسيرة عهدكم بكل ما لدينا من إمكانات وقدرات، من خلال قيامنا بكل ما يمليه علينا الواجب في مجالي الدفاع والأمن، خصوصا استعدادنا التام على الحدود الجنوبية لمواجهة أي عدوان إسرائيلي، وعلى الحدود الشرقية لدحر ما تبقى من التنظيمات الإرهابية والقضاء عليها في أسرع وقت ممكن. وبالتالي تخليص لبنان من هذا العبء الثقيل الذي رزح تحته لسنوات طويلة، وذلك بالتزامن مع استمرارنا في تكثيف الإجراءات الأمنية لقمع الجرائم المنظمة على أنواعها، والسهر على إبقاء الجيش، نموذجا للعمل المؤسساتي في الدولة، القائم على اعتماد الكفاءة والشفافية والنزاهة في مختلف شؤونها».
وإذ أشار إلى «أن الاستقرار الأمني، كما هو معلوم، يشكل القاعدة الصلبة التي يبنى عليها أي نهوض اقتصادي وإنمائي وإصلاحي»، تعهد قائد الجيش بحماية هذا الاستقرار والضرب بيد من حديد كل متطاول عليه، مهما كلف ذلك من أثمان وتضحيات، والمساهمة إلى جانب الرئيس عون في «بناء الدولة القوية القادرة، التي طالما حملتم لواءها وناديتم بها».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.