الدوري الإنجليزي يتوعد متعمدي السقوط بعقوبات صارمة

الجماهير تطالب بعودة مناطق الوقوف في المدرجات بعد 20 عاماً من إلغائها

ادعاء هاري كين مهاجم توتنهام للسقوط من أجل الفوز بركلة جزاء كان محل انتقادات الموسم الماضي («الشرق الأوسط»)
ادعاء هاري كين مهاجم توتنهام للسقوط من أجل الفوز بركلة جزاء كان محل انتقادات الموسم الماضي («الشرق الأوسط»)
TT

الدوري الإنجليزي يتوعد متعمدي السقوط بعقوبات صارمة

ادعاء هاري كين مهاجم توتنهام للسقوط من أجل الفوز بركلة جزاء كان محل انتقادات الموسم الماضي («الشرق الأوسط»)
ادعاء هاري كين مهاجم توتنهام للسقوط من أجل الفوز بركلة جزاء كان محل انتقادات الموسم الماضي («الشرق الأوسط»)

يبدأ عهد جديد في كرة القدم الإنجليزية يوم الجمعة بتشديد الإجراءات ضد اللاعبين الذين يدعون السقوط من أجل الحصول على ركلات جزاء أو التسبب في طرد منافس.
وستشهد مباراتا سندرلاند ضد ديربي كاونتي ونوتنغهام فورست أمام ميلوول في دوري الدرجة الأولى أول تطبيق لقرار معاقبة اللاعبين بالإيقاف مباراتين بأثر رجعي إذا أدينوا عن طريق لقطات الفيديو.
وادعاء السقوط من أجل الحصول على ركلات جزاء مشكلة متنامية في
كرة القدم الإنجليزية.
وواجهت أغلب الأندية في الدوري الممتاز والدرجة الأولى اتهامات بذلك في وقت ما خلال الموسم الماضي وسُلطت الأضواء على ماركوس راشفورد لاعب مانشستر يونايتد وليروي ساني لاعب مانشستر سيتي وهاري كين لاعب توتنهام هوتسبر في جولة واحدة من المباريات.
وتستهدف الإجراءات المشددة الجديدة، التي تم إعلانها في مايو (أيار)، اللاعبين الذين يفلتون من العقاب أثناء المباراة على أفعال لها تأثير على مجريات اللعب، وسيكون بوسع الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم اتهامهم «بخداع الحكم».
ويأتي التطبيق بعد عام تلقى خلاله المسؤولون آراء اللاعبين والحكام. وهناك لائحة مماثلة مستخدمة بالفعل في اسكوتلندا.
وسيفصل في الحالات المثيرة للجدل في إنجلترا لجنة من ثلاثة أعضاء تضم لاعبا سابقا ومدربا سابقا وحكما سابقا.
وإذا قبل اللاعب الاتهام سيعاقب على الفور بالإيقاف مباراتين.
وإذا رفض ستذهب القضية إلى لجنة مستقلة تابعة للاتحاد الإنجليزي تتعامل مع كل المسائل المتعلقة بالانضباط.
واللاعبون الذين يثبت وقوعهم ضحية للغش سيتم إلغاء البطاقات الحمراء التي حصلوا عليها. لكن لا يعتقد الجميع أن الإجراء الجديد يكفي.
ووجه له سام ألاردايس مدرب إنجلترا السابق انتقادات لعدم وجود نص حول إلغاء البطاقات الحمراء للاعبين المتهمين بالخطأ بادعاء السقوط.
ويرغب أيضا في استخدام أوسع أكبر لتكنولوجيا الفيديو مثلما حدث في كأس القارات هذا الصيف عندما تغيرت ستة «قرارات مؤثرة». وقال الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) إن التجربة «كانت لها نتائج رائعة لكن هناك الكثير من الجوانب يجب تحسينها».
على جانب آخر طالب المشجعون الإنجليز بإعادة اعتماد مناطق للوقوف في مدرجات الملاعب، بعد أن صوت غالبية جمهور ليفربول لصالح هذا الأمر في خطوة رمزية مهمة بالنسبة إلى مشجعي النادي.
ويكتسب تصويت مشجعي ليفربول لصالح عودة مناطق الوقوف في المدرجات للمرة الأولى منذ أكثر من 20 عاما، أهمية معنوية لا سيما أن النادي فقد 96 من مشجعيه في 15 أبريل (نيسان) 1989 بسبب التدافع خلال مباراة في الدور نصف النهائي لمسابقة كأس إنجلترا ضد نوتنغهام فورست على ملعب «هيلزبره» الخاص بنادي شيفيلد ونزداي.
وبعد كارثة 1989 والتقرير الذي نشر في أوائل العام التالي من قبل المحقق المعين من الحكومة بيتر تايلور، أصبحت المقاعد إلزامية في كل ملاعب الدرجتين الممتازة والأولى في إنجلترا.
ووقعت الكارثة بعدما تدفق مشجعو ليفربول أمام بوابات الملعب مع اقتراب موعد ضربة البداية، ففتحت قوى الأمن بابا يؤدي إلى الجناح المخصص لهم لتخفيف الضغط، إلا أن المشجعين كانوا قد هرعوا إلى منصة مزدحمة أصلا. وأثارت المأساة موجة واسعة من تحديث الملاعب، وذلك قبل ثلاثة أعوام من إطلاق الدوري الممتاز.
ولا يسمح الاتحادان الدولي والأوروبي بوجود مدرجات للمشجعين وقوفا في كأس العالم وبطولة أوروبا وكذلك مسابقات الأندية الأوروبية.
وباتت كاميرات المراقبة إلزامية في الملاعب، وتم الفصل بين الجمهورين المضيف والزائر، ومنع شرب الكحول، كما فرضت المقاعد المخصصة للجماهير بدلا من وقوفها طوال المباراة.
إلا أنه مع ارتفاع أسعار التذاكر، علت أصوات المطالبين باعتماد مناطق وقوف مجهزة بمقاعد يمكن طيها وتثبيتها.
وفي الاستطلاع الذي أجرته أكبر مجموعة مشجعين مستقلين لنادي ليفربول والمعروفة بمجموعة «سبيريت أوف شانكلي»، صوت 88 في المائة من المشجعين (من نحو 18 ألفا) لصالح عودة مناطق الوقوف.
وأعرب رئيس المجموعة جاي ماكينا عن تفاجئه بعدد المؤيدين، مضيفا: «إنها نتيجة لا تصدق. لم نكن ندرك وجود أرقام مماثلة مصوتة (لمصلحة هذا التعديل). هذا الأمر يظهر لنا أننا كنا محقين بإجراء هذه المناقشة وأن المؤيدين، الأسر والناجين يريدون أن تسمع كلمتهم».
وتابع: «حجم الغالبية التي صوتت لمصلحة التعديل، يعني أنه ليس في إمكان أحد التشكيك بموقف المشجعين الذين اتخذوا قرارهم».
إلا أن ماكينا اعتبر أنه يتعين إجراء المزيد من المناقشات نظرا لحساسية القضية بالنسبة إلى الذين فقدوا أحباءهم في هيلزبره وقال: «ندعو كل من يروج لهذا الأمر أن يتفهم الحساسيات ويحترم وجهات نظر من يخالفونه الرأي. للذين خبروا آلاما لا تصدق وعاشوا المأساة كل الحق بأن نستمع إليهم ويطرحوا الأسئلة الهامة بشأن السلامة».
ويأتي هذا التصويت بعد منح السلطات موافقتها لنادي الدرجة الإنجليزية الثانية شروزبوري، لإنشاء منطقة وقوف آمنة تتسع لنحو 500 مشجع في ملعبه «مونتغومري ووترز ميدو ارينا».
وراسلت رابطة الدوري الممتاز أنديتها العشرين مؤخرا لمعرفة إذا كانت مهتمة بالمشاركة في اختبار إعادة أماكن الوقوف في ملاعبها. وكان سلتيك الاسكوتلندي أول ناد بريطاني يعيد الصيف الماضي العمل بمنطقة وقوف آمنة تتسع لـ2600 مشجع في ملعبه سلتيك بارك.
ويؤيد الألماني يورغن كلوب مدرب ليفربول إعادة تخصيص أماكن لوقوف المشجعين ويتذكر أيام وجوده في دورتموند عندما دخل الملعب وسط صخب الجماهير الواقفة باستاد النادي سيغنال إيدونا بأنه مثل شعور «المولود الجديد».
وقال كلوب: «يمر المرء عبر النفق المظلم وما إن يصل لأرض الملعب ينفجر المكان عن اليمين واليسار بالمشجعين الواقفين». والمشهد الذي حرّك خيال كلوب، مدرب ليفربول حاليا، هو مدرج المشجعين من وضع الوقوف الذي يسع 25 ألف شخص معظمهم من المتحمسين والملوحين بالأعلام.
وفي دول مثل ألمانيا والنمسا وسويسرا والسويد لم يتم منع مدرجات الوقوف بينما تم إعادة تصميم الأماكن المتاحة حتى تصبح أكثر أمانا وفي الوقت ذاته السماح للمشجعين بالاستمتاع بالأجواء
الصاخبة.
وقال بيني بوركارت رئيس الأمن في نادي سانت جالن المنتمي للدوري السويسري الممتاز: «هذا ليس مسرحا بل كرة قدم.. من المهم وجود مثل هذه المشاعر»، مضيفا أنه لا يعتبر الوقوف في حد ذاته خطيرا..الخطورة من الناس التي لا تتبع التعليمات».
وهناك الكثير من التصميمات لمدرجات آمنة للوقوف حيث يمكن تحويل المصاطب سريعا إلى مقاعد من أجل مسابقات الأندية الأوروبية.
وتستخدم المقاعد المعلقة على حواجز معدنية على نطاق واسع في الدوري الألماني. ويوجد في كل صف حاجز أمان يضم مقعدا يمكن إغلاقه في الوضع الرأسي من أجل الوقوف أو تحريره وثنيه ليكون متاحا للجلوس.
وتتضمن الخيارات الأخرى مقاعد متحركة حيث تحتوي المصاطب على مشابك معدنية يمكن ربط المقاعد بها أو إزالتها أو مقاعد قابلة للطي تحت درجات من الألومنيوم.
وكما هو الحال في ألمانيا ترى رابطة الدوري النمساوي أن التشجيع وقوفا مفيد وآمن.
وقالت رابطة الدوري النمساوي: «نود أن نقدم خيارات متنوعة لمجموعات مختلفة من المشجعين».
وأضافت: «هذا يتضمن مقاعد وعروضا لكبار الزوار وعروضا خاصة للعائلات إضافة لأماكن للوقوف وذلك من أجل المشجعين المتحمسين أو ببساطة المشجعين الذين لا يفضلون الجلوس..يمكن ملاحظة أيضا أن الضجيج الصادر من الملعب يأتي من النشاط في أماكن الوقوف».



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.