وايت هول... مركز السلطة السياسية البريطانية

مبان تشكل العصب السياسي للعاصمة

وايت هول... مركز السلطة السياسية البريطانية
TT

وايت هول... مركز السلطة السياسية البريطانية

وايت هول... مركز السلطة السياسية البريطانية

كثيراً ما يسير زائرو لندن المسافة التي تفصل بين ميدان البرلمان، وميدان ترافالغار (الطرف الأغر)، وهي شارع يعرف باسم وايت هول. هناك بعض المباني الحكومية المهمة في ذلك الشارع، وكذلك بعض الآثار والتماثيل المهمة. من المباني ذات الأهمية الكبيرة الممتدة على طول ذلك الشارع:
مبنى وزارتي الخارجية والمالية
يقع هذا المبنى بالقرب من ميدان البرلمان مقابل ساعة «بيغ بين»، ويعد من المباني الجذابة، التي يعود تاريخها إلى منتصف العصر الفيكتوري، وهو مشيد على الطراز الإيطالي من الحجارة البيضاء البورتلاندية. ويضم المبنى وزارتين من أهم الوزارات البريطانية هما وزارة الخارجية، ووزارة المالية المسؤولة عن إدارة أموال الحكومة.
قاعة المآدب
بعد قطع نصف المسافة في شارع وايت هول سيجد القادم من ميدان ترافالغار على الجانب الأيسر من الشارع مبنى من الحجارة البيضاء يعرف باسم «قاعة المآدب». تم الانتهاء من تشييد هذا المبنى عام 1622، وكان أول مبنى في بريطانيا يشيد على الطراز الكلاسيكي الذي يذكرنا بالمعابد اليونانية والرومانية. ولا توجد مبالغة في الحديث عن أهميته كنموذج يدل على التغيير في الطراز المعماري؛ ففي نهاية الحرب الأهلية، تم إعدام الملك تشارلز الأول أمام هذا المبنى.
النصب التذكاري للجندي المجهول
أسفرت الحرب العالمية الأولى عن مقتل عدد غير مسبوق من أفراد القوات البريطانية طوال أيام الحرب. وكان الشعور بالفقد هو الدافع وراء تشييد هذا النصب التذكاري للجندي المجهول عام 1920 كأثر يخلد ذكرى كل من فقدوا حياتهم خلال الحرب. يبلغ ارتفاع النصب التذكاري 11 متراً، ومشيد من الأحجار البيضاء البورتلاندية. في الحادي عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام يشهد ذلك النصب التذكاري مراسم لإحياء ذكرى وتمجيد كل من ضحوا بحياتهم خلال الحرب العالمية الأولى، وما أعقبها من حروب.
شارع «داونينغ»
ويقع بالقرب من النصب التذكاري للجندي المجهول، على الجانب الأيسر من الطريق، خلف البوابات المعدنية السوداء الضخمة، شارع داونينغ ستريت، الذي يوجد به المقرّ الرسمي لرئيس الوزراء البريطاني في لندن، وتحديداً في مبنى رقم 10، وإلى جوار ذلك المبنى يوجد مبنى رقم 11، وهو مقرّ وزير المالية. ويعد هذا من الأسباب التي تثير القلق هذه الأيام في الشارع، فمع الأسف بات من غير الممكن بالنسبة للعامة السير في الشارع، ومشاهدة المبنى رقم 10.
في منتصف الطريق باتجاه ميدان ترافالغار يوجد تمثال ضخم يصور رجل يجلس على صهوة حصان. هذا الرجل هو دوغلاس هيغ، الذي كان قائد القوات المسلحة البريطانية التي كانت تقاتل في فرنسا خلال الفترة من 1916 حتى 1918، كان ذلك القتال من أكثر القتالات وحشية وتدميراً لأشكال الحياة في أوروبا الغربية. اضطر أفراد الجيشين إلى العيش في ظروف مرعبة في الخنادق، والاشتباك أحياناً بالأيدي باستخدام أسلحة بدائية. وكان عليهم في أوقات أخرى محاولة التوغل في أراضي العدو عبر الأسلاك الشائكة، وتنفيذ هجمات بالبنادق الآلية، وأحياناً كانوا يتمزقون إلى أشلاء جرّاء المدفعية الثقيلة. كان هيغ مسؤولا عن التخطيط لتلك الهجمات، وتتباين الآراء في شخصيته هذه الأيام. وقد يكون قد ساعد في انتصار القوات البريطانية والفرنسية، لكنه يواجه انتقادات من جانب بعض المؤرخين العسكريين، بسبب افتقاره للرؤية، وتضحيته بحياة جنوده بسبب إصراره على عدم وقف الهجمات حتى عندما كان عدم جدواها واضحاً.
بالقرب من تمثال دوغلاس هيغ هناك ثلاثة تماثيل لقادة عسكريين شاركوا في الحرب العالمية الثانية. ربما يكون أشهر هؤلاء القادة الثلاثة هو المشير برنارد مونتغمري، فقد كان مثل هيغ جندياً، وأصبح قائد للقوات البريطانية أثناء القتال في أوروبا الغربية في نهاية الحرب العالمية الثانية. وقد قاتل مونتغمري بشجاعة خلال الحرب العالمية الأولى، وشهد فظائع حرب الخنادق، وأصيب إصابة بالغة في رئتيه بسبب رصاصة انطلقت من سلاح قنّاص. وكان مخططاً استراتيجياً موهوباً، وكان يحترم حياة جنوده كثيراً؛ فقد كان نادراً ما يجبر قواته على القتال إلا إذا كانت هناك خطة عمل واضحة، وعدد كبير من الجنود. كذلك كان يدرك أهمية بثّ روح الولاء بين القوات المحاربة، وكان يزور الكثير من أفراد قواته قبل المعركة، ويتحدث مع الجنود. كانت فرصته الأولى لتولي قيادة حملة عسكرية كبيرة خلال معركة العلمين في عام 1943 في صحراء شمال أفريقيا حين نجح في مناورة وهزيمة قوات النازي بقيادة الجنرال الموهوب إيرفن روميل. وتولى قيادة القوات البريطانية في فرنسا عام 1944، وكان بحاجة إلى العمل مع القوات الأميركية لهزيمة جيش الاحتلال الألماني. من نقاط ضعف مونتغمري افتقاره إلى التخطيط المرحلي، وهو ما تسبب كثيراً في وجود صعوبات كبيرة مع القادة الأميركيين الذي كان يعمل معهم.
وكان على وينستون تشرشل، رئيس الوزراء البريطاني آنذاك، التدخل أحياناً، والاعتذار للرئيس الأميركي. كان تشرشل معجباً بمونتغمري، ويدرك عيوبه جيداً، حيث قال ذات مرة إن مونتغمري «لا يمكن هزيمته عند الهزيمة، ولا يمكن احتماله عند النصر». من المفارقة أن يشغل تمثال مونتغمري مكاناً مقابل شارع داونينغ وكأنه يراقب رئيس الوزراء.
من المواقع المفضلة في شارع وايت هول مدخل منطقة تعرف باسم «موكب حراس الخيول»، والتي يوجد بها تمثالان لأفراد في سلاح الفرسان على صهوة حصانين باللون الأسود. إنه مكان يفضل زوار المدينة التقاط الصور الفوتوغرافية إلى جانبه، لكن قد يكون مزدحماً، وقد تحتاج إلى انتظار دورك لتلتقط صورة.



مصر تعوّل على «سوق السفر العالمي» لتنشيط السياحة

الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر تعوّل على «سوق السفر العالمي» لتنشيط السياحة

الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)

تُعوّل مصر على اجتذاب مزيد من السائحين، عبر مشاركتها في فعاليات سياحية دولية، أحدثها «سوق السفر العالمي» (WTM)، التي افتتح خلالها وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، جناح بلاده المُشارك في الدورة الـ43 من المعرض السياحي الدولي، الذي تستمر فعالياته حتى 7 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي بالعاصمة البريطانية لندن.

ووفق فتحي، فإن وزارته تركّز خلال مشاركتها بالمعرض هذا العام على إبراز الأنماط والمنتجات السياحية المتعدّدة الموجودة في مصر، واستعراض المستجدات التي تشهدها صناعة السياحة في مصر.

هدايا تذكارية بالجناح المصري (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ووفق بيان وزارة السياحة والآثار، فإن «الجناح المصري المشارك شهد خلال اليوم الأول إقبالاً من الزوار الذين استمتعوا بالأنشطة التفاعلية الموجودة به، والأفلام التي تُبرز المقومات المختلفة والمتنوعة للمقصد السياحي المصري، كما شهد اليوم الأول عقد لقاءات مهنية مع ممثّلي شركات السياحة والمنشآت الفندقية المصرية».

وتشارك مصر هذا العام بجناح يضم 80 مشاركاً، من بينهم 38 شركة سياحة، و38 فندقاً، بالإضافة إلى شركتَي طيران، هما: شركة «Air Cairo»، وشركة «Nesma»، إلى جانب مشاركة محافظتَي البحر الأحمر وجنوب سيناء، وجمعية «الحفاظ على السياحة الثقافية».

وصُمّم الجناح من الخارج على شكل واجهة معبد فرعوني، مع شعار على هيئة علامة «عنخ» (مفتاح الحياة)، في حين صُمّم الجناح من الداخل على شكل صالات صغيرة للاستقبال، بدلاً من المكاتب (Desks).

وتمت الاستعانة بمتخصصين داخل الجناح المصري؛ لكتابة أسماء زائري الجناح المصري باللغة الهيروغليفية على ورق البردي، وبشكل مجاني خلال أيام المعرض، بجانب عازفة للهارب تعزف المقطوعات الموسيقية ذات الطابع الفرعوني.

جانب من الإقبال على جناح مصر في «بورصة لندن» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ويُعدّ «سوق السفر العالمي» معرضاً مهنياً، يحظى بحضور كبار منظّمي الرحلات، ووكلاء السياحة والسفر، وشركات الطيران، والمتخصصين في السياحة من مختلف دول العالم.

واقترح فتحي خلال لقائه بوزيرة السياحة اليونانية إمكانية «الترويج والتسويق السياحي المشترك لمنتج السياحة الثقافية في البلدين بعدد من الدول والأسواق السياحية، لا سيما أن مصر واليونان لديهما تكامل سياحي في هذا الشأن». على حد تعبيره.

واستعرض الوزير المصري المقومات السياحية المتعددة التي تتمتع بها بلاده، كما تحدث عن المتحف المصري الكبير، وما سيقدمه للزائرين من تجربة سياحية متميزة، لا سيما بعد التشغيل التجريبي لقاعات العرض الرئيسية الذي شهده المتحف مؤخراً.

فتحي خلال تفقّده للجناح المصري بـ«بورصة لندن» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وتوقّع الوزير المصري أن تشهد بلاده زيادة في أعداد السائحين حتى نهاية العام الحالي بنسبة 5 في المائة عن العام الماضي، خلال مؤتمر صحافي عقده في المعرض، وأشار إلى أهمية السوق البريطانية بالنسبة للسياحة المصرية، حيث تُعدّ أحد أهم الأسواق السياحية الرئيسية المستهدفة، لافتاً إلى ما تشهده الحركة السياحية الوافدة منها من تزايد، حيث يصل إلى مصر أسبوعياً 77 رحلة طيران من مختلف المدن بالمملكة المتحدة.

وأكّد على أن «مصر دولة كبيرة وقوية، وتدعم السلام، وتحرص على حماية حدودها، والحفاظ على زائريها، وجعْلهم آمنين، حيث تضع أمن وسلامة السائحين والمواطنين في المقام الأول، كما أنها بعيدة عن الأحداث الجيوسياسية»، لافتاً إلى أن هناك تنوعاً في جنسيات السائحين الوافدين إلى مصر من الأسواق السياحية المختلفة، حيث زارها خلال العام الحالي سائحو أكثر من 174 دولة حول العالم.

الجناح المصري في «بورصة لندن» للسياحة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأعرب فتحي عن تفاؤله بمستقبل الساحل الشمالي المصري على البحر المتوسط، وما يتمتع به من مقومات سياحية متميزة، خصوصاً مدينة العلمين الجديدة، ومشروع رأس الحكمة بصفته أحد المشروعات الاستثمارية الكبرى التي تشهدها منطقة الساحل الشمالي، لافتاً إلى أنه من المتوقع أن يجذب هذا المشروع أكثر من 150 مليار دولار استثمارات جديدة، ويساهم في إضافة ما يقرب من 130 ألف غرفة فندقية.