«حزب الله» يرضخ لإبعاده عن معركة «داعش»... وإجماع على دور الجيش

وزير الدفاع اللبناني يعد بـ «انتصار» على التنظيم خلال شهر

الجيش اللبناني
الجيش اللبناني
TT

«حزب الله» يرضخ لإبعاده عن معركة «داعش»... وإجماع على دور الجيش

الجيش اللبناني
الجيش اللبناني

رضخ «حزب الله» للإجماع اللبناني على حصر مهمة طرد العناصر من الحدود الشرقية بالجيش اللبناني، إذ أعلن الحزب، على لسان عضو المجلس المركزي فيه الشيخ نبيل قاووق، أن «الإنجاز الذي تحقق في معركة جرود عرسال أعطى لبنان فرصة استثنائية وحقيقية لاستكمال استئصال وجود (داعش) في جرود رأس بعلبك والقاع، مما يسهل أمام الجيش اللبناني تحرير ما تبقى من أرض محتلة في هذه الجرود».
ويعد تصريح قاووق إقراراً من الحزب بأن الجيش اللبناني هو من سيتولى مهمة «تحرير الجرود الشرقية» من عناصر تنظيم داعش، بعد معركة خاضها الحزب في جرود عرسال أفضت لطرد تنظيم جبهة النصرة من قسم كبير منها، واستكمال إبعاد عناصر التنظيم عبر اتفاق بين الحزب و«النصرة» بدأ تنفيذه أمس.
وإذ بدأ الجيش اللبناني منذ الأسبوع الماضي بتعزيز مواقعه في الحدود الشرقية، على الجبهة المقابلة لانتشار عناصر «داعش»، أعلن وزير الدفاع يعقوب الصراف، أمس، أنه «من الآن حتى شهر على أبعد تقدير، أبشركم بالانتصار القريب إن شاء الله، ولا انتصار من دون الجيش الذي أفتخر بكل جندي ورتيب وضابط فيه، والأهم هو فخري بقائد الجيش».
وحاز الجيش على تأييد واسع من القوى السياسية اللبنانية لخوض معركة في الحدود الشرقية ضد تنظيم داعش، وإبعاده منها، في وقت أثارت فيه عملية «حزب الله» في جرود عرسال نقاشاً، وجددت الحديث عن الاستراتيجية الدفاعية.
وأكد عضو كتلة المستقبل، النائب أمين وهبي، أمس، «الثقة الكاملة بقيادة الجيش، وقدرتها وحسن تقديرها للأمور»، في إشارة إلى المعركة المتوقعة مع «داعش» في جرود القاع ورأس بعلبك، وقال: «إذا عزمت على طرد الإرهابيين من على تلك التلال، فحتما سيقف كل اللبنانيين خلف الجيش، فالاستثمار الأكثر مردودية الذي وظفه اللبنانيون هو الجيش، ودوره في هذه المرحلة أثبت أن رهاننا في مكانه».
وطالب وهبي رئيس الجمهورية بـ«إعادة إحياء طاولة الحوار الوطني، وطرح الاستراتيجية الدفاعية على النقاش مهما أخذت وقتاً، لأنها حتماً ستحصن لبنان». كما رأى أن للجميع «مصلحة في توسيع مفاعيل القرار 1701 كي يستعيد لبنان عافيته». وحذر، في حديث إذاعي، من استغلال ما حدث في الجرود، وقال: «كل ما حصل لا يمكن أن يزين لنا خيار المساكنة بين السلاحين الشرعي وغير الشرعي».
وأضاف وهبي: «نحن ضد الإرهاب، ولن نفرط بأي ذرة تراب من أرض الوطن، إن على الحدود الشرقية أو الجنوبية»، رافضاً بالتوازي استغلال ما حصل في الجرود كمعبر للقول إن «هذا السلاح الموجود إلى جانب سلاح الدولة لا بد منه».
وتمنى وهبي عودة النازحين السوريين إلى قراهم، مع التشديد على «عدم الحاجة إلى الحوار مع الحكومة السورية، فعودة النازحين مسؤولية عربية ودولية، ولو أن النظام السوري يهمه أمرهم لما فعل ما فعل بسوريا»، مشدداً على «أننا لم نعترض على أي حوار تقني مع الجانب السوري، لكن الحوار الذي يريده البعض لا مصلحة فيه لعودة النازحين، بل يريدون منه تعويم صورة النظام السوري وترميمها».
وفتح ملف المعارك الشرقية، والاتفاق الذي أفضى إلى مطالبة أكثر من 6 آلاف نازح سوري بالمغادرة إلى سوريا، ملف النازحين السوريين في البلاد، حيث أعلن وزير الخارجية جبران باسيل أن «عودة النازحين السوريين إلى سوريا ستبدأ بقرار لبناني».
وإذ أشار باسيل، أمس، خلال زيارة إلى مدينة زحلة في شرق لبنان، إلى أن «هناك إرادة دولية تعمل على إبقاء السوريين في لبنان»، قال باسيل: «نحن من منطلق وطنيتنا ومحبتنا لهم نعمل على إعادتهم إلى وطنهم».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.