كبير أساقفة كانتربري يصل إلى الخرطوم لتدشين مجمع كنسي

TT

كبير أساقفة كانتربري يصل إلى الخرطوم لتدشين مجمع كنسي

وصل كبير أساقفة كانتربري جاستن ويلبي إلى العاصمة السودانية الخرطوم على رأس وفد كبير من الأساقفة حول العالم، لاعتماد وتدشين مجمع الكنيسة الأسقفية في السودان رسمياً، لتكون كنيسة وطنية تحمل الرقم 39 على مستوى العالم.
واستقبل وزير الإرشاد والأوقاف السوداني حامد يوسف، كبير أساقفة كانتربري وبرفقته عدد من المسؤولين. ورحب الوزير بزيارة رجل الدين المسيحي البريطاني الكبير، وباعتماد الكنيسة في الخرطوم، الذي سيتم اليوم وسط حضور من رجال الدين الإسلامي والمسيحي في البلاد وعدد من المسؤولين. وأعلنت الكنيسة الأسقفية السودانية انفصالها رسميا عن رصيفتها في جنوب السودان في مايو (أيار) الماضي، بعد استقلال دولة جنوب السودان. وكانت الكنيسة الأسقفية في الخرطوم تتبع الكنيسة في الجنوب.
وأرجع المطران حزقيال كندو كومير الذي انتخب كبيراً للأساقفة في الكنيسة الجديدة، تأخير انفصال الكنيسة عن كنيسة جنوب السودان الذي انفصل منذ عام 2011. إلا أن الخطوة كانت تتطلب الوفاء ببعض المتطلبات والتصديق عليها من قبل الكنيسة الإنجليكانية. وأبدى رجل الدين البريطاني البارز جاستن ويلبي في تصريحات لدى استقباله بالخرطوم سروره بحفاوة الاستقبال، وبإضافة منطقة جديدة للكنيسة الإنجليكانية، وقال إن زيارته لا تقتصر على لقاء أتباع كنيسته، بل تشمل لقاءات مع عدد من المسؤولين والسودانيين يبحث خلالها معهم قضايا وهموم البلاد.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية السودانية (سونا) إن وزارة الإرشاد والأوقاف السودانية، ستشارك في الاحتفال غدا، باعتماد مجمع الكنيسة الأسقفية السودانية رسمياً من رئاسة كانتربري المملكة المتحدة، باعتبارها كنيسة وطنية مستقلة، بالرقم 39 من بين الكنائس الأسقفية على مستوى العالم.
ووفقا للوكالة الرسمية فإن الاحتفال سيتضمن تتويج الأسقف حزقيال كندو من قبل كبير أساقفة كانتربري للبلاد اليوم، ومن هناك سيغادر القس ويلبي إلى مدينة كادوقلي جنوب البلاد وبرفقته رجال الدين الإسلامي والمسيحي لافتتاح مكاتب مطرانية كادوقلي.
وأعلنت الوكالة عن إقامة صلاة في صبيحة اليوم الأحد على قبور عدد من المطارنة، استعداداً لمراسم التنصيب وإجراءات ترسيم رئيس الأساقفة بالكنسية، كنيسة العمارات بالخرطوم. وأن كبير الأساقفة ويلبي سيلتقي عددا من المسؤولين من بينهم رئيس الوزراء بكري حسن صالح، ووزير الإرشاد والأوقاف حامد يوسف، ووزير الخارجية إبراهيم غندور.
من جهتها، نقلت تقارير صحافية مصرية، أن مطران الكنيسية الأسقفية بمصر وشمال أفريقيا والإقليم الأفريقي منير حنا، سيشارك في احتفالات افتتاح الإقليم الجديد للكنيسة الأسقفية بالخرطوم، باعتبار مشاركته تعبيرا عن العلاقات التاريخية العميقة بين مصر والسودان، منذ كانت الكنيسة واحدة وتحت رعاية أسقف واحد أوائل القرن الثامن عشر. يذكر أن الكنيسة الأسقفية في السودان تتضمن خمس أبرشيات، تكون إقليم السودان، ويشمل جنوب السودان والسودان، وبعد انفصال جنوب السودان تقرر إنشاء إقليم جديد في السودان لتسهيل تقديم الرعاية الكنسية له.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.