إسرائيل تحرض على تطبيق الإعدام ضد فلسطينيين... والسلطة تحذر

TT

إسرائيل تحرض على تطبيق الإعدام ضد فلسطينيين... والسلطة تحذر

عادت قضية إعدام الأسرى الفلسطينيين، وهي القضية التي يثيرها اليمين الإسرائيلي من حين لآخر، إلى الواجهة مرة أخرى، وذلك بعد أن بدأت وسائل إعلام إسرائيلية تحرض على ضرورة تطبيق هذه العقوبة، وتقول إنها لا تحتاج إلى سن قوانين. لكن السلطة الفلسطينية حذرت من تبعات هذا القرار.
وفي هذا السياق، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية: إن عقوبة إعدام أسرى فلسطينيين متهمين بـ«الإرهاب» لا تحتاج إلى سن أي قوانين جديدة، وأن القرار بهذا الشأن يعود لكل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الجيش أفيغدور ليبرمان.
وبحسب الصحيفة، فإنه لا ينبغي تشريع قانون جديد من أجل هذه العقوبة؛ لأنها موجودة في القانون العسكري المعمول به في الضفة الغربية، وأن الشيء الوحيد المطلوب هو تنفيذه بقرار من نتنياهو وليبرمان بعد موافقة الحكومة عليها، وأن يتم الإيعاز للنيابة العسكرية بطلب هذه العقوبة أمام المحاكم العسكرية. كما أكدت الصحيفة، أن القانون العسكري يسمح بتنفيذ عقوبة الإعدام، شرط أن تتم الموافقة على ذلك من جميع قضاة اللجنة التي تنظر في القضية.
وجاء تحريض «يديعوت» بعد يومين من تصريحات لنتنياهو قال فيها إنه حان تطبيق عقوبة الإعدام. وأضاف نتنياهو خلال تقديم عزاء لقتلى عملية طعن في مستوطنة حلميش إنه «حان وقت تطبيق عقوبة الإعدام على المخربين، وهذه العقوبة واردة وثابتة في القانون الإسرائيلي».
ويعد هذا التصعيد تغيرا في موقف نتنياهو، الذي كان يرفض ذلك سابقا. وقالت «يديعوت» إنه على مدى السنوات الطويلة الماضية، كانت الأجهزة الأمنية تعارض مثل هذه الخطوة؛ لأنها يمكن أن تؤدي إلى اشتعال الأوضاع، كما أن موقف نتنياهو كان معارضا كذلك، ولا يختلف عن سابقيه من رؤساء الوزراء.
وأضافت «يديعوت»، إن «نتنياهو وفي مناسبات عدة امتنع عن تغيير سياساته، وحتى حينما أثار ليبرمان ذلك، ووضع تنفيذ عقوبة الإعدام شرطا للانضمام لحكومة نتنياهو، رفض بشدة، وفي نهاية المطاف تنازل ليبرمان، الذي أصبح وزيرا ويمكنه التعاون مع نتنياهو بعد أن أظهر الاثنان موقفاً موحداً هذا الأسبوع بشأن هذه العقوبة».
وتابعت الصحيفة «إن هذه الخطوة لا ينبغي أن تنتظر التأخير كثيراً من أجل إجراءات بيروقراطية»، مرجحة أن يطلب نتنياهو من «الشاباك» والجيش الإسرائيلي والقيادة العسكرية القضائية ووزارة القضاء رأيهم في إمكانية تنفيذ تلك العقوبة. ولفتت الصحيفة إلى أن القرار سيكون في النهاية بيد نتنياهو وليبرمان، وسيكون مدعوماً من قبل الجناح اليميني في الحكومة.
وكان وزراء عبروا علنا عن دعمهم هذا التوجه، ومن بينهم وزير المواصلات والاستخبارات يسرائيل كاتس، الذي قال، إنه يدعم ذلك بقوة وفقا للقوانين العسكرية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.