اتهامات لفرقة عسكرية عراقية مدربة أميركياً بارتكاب «جرائم حرب» في الموصل

طالبات عراقيات لدى دخولهن إحدى المدارس في غرب الموصل أمس (أ.ف.ب)
طالبات عراقيات لدى دخولهن إحدى المدارس في غرب الموصل أمس (أ.ف.ب)
TT

اتهامات لفرقة عسكرية عراقية مدربة أميركياً بارتكاب «جرائم حرب» في الموصل

طالبات عراقيات لدى دخولهن إحدى المدارس في غرب الموصل أمس (أ.ف.ب)
طالبات عراقيات لدى دخولهن إحدى المدارس في غرب الموصل أمس (أ.ف.ب)

قالت منظمة هيومن رايتس ووتش أمس، إن فرقة من الجيش العراقي دربتها الولايات المتحدة، نفّذت إعدامات ميدانية طالت أسرى في غرب الموصل، ودعت إلى تعليق المساعدات الأميركية إلى هذه الفرقة.
وحسب تقرير لـ«رويترز»، فإن المنظمة المعنية بحقوق الإنسان الحكومية الأميركية، حثت على وقف كل أشكال الدعم للفرقة 16 بالجيش العراقي إلى حين التحقيق فيما وصفته بأنه جرائم حرب، مشيرة إلى أن مراقبين دوليين شاهدا أدلة على ارتكاب تلك الفرقة جرائم حرب. وأشارت «رويترز» إلى أنها لم تستطع التحقق من الخبر على نحو مستقل لأن السلطات العراقية تفرض قيوداً على دخول وسائل الإعلام للمدينة القديمة، منذ أعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي النصر على «داعش» في العاشر من يوليو (تموز)، كما لم يتسن لها الاتصال بمتحدثين باسم الحكومة العراقية أو الجيش للتعليق.
ولحقت الهزيمة بمقاتلي «داعش» في المدينة القديمة بعد اشتباكات على مدى تسعة أشهر مع القوات العراقية المدعومة من التحالف بقيادة الولايات المتحدة. واستمر القتال هناك أياماً عدة بعد إعلان النصر في يوليو. وظهرت تسجيلات تصوّر جنوداً عراقيين يضربون رجالاً عزلا ويدفعون رجلا من على منحدر ليلقى حتفه. وقالت سارة ليا ويتسن مديرة هيومن رايتس ووتش لمنطقة الشرق الأوسط: «نظرا للانتهاكات الواسعة التي ارتكبتها القوات العراقية وسجل الحكومة الطويل من عدم المحاسبة، فإن على الولايات المتحدة أن تمعن النظر في تعاملاتها مع القوات العراقية».
وتعهد العراق من قبل بالتحقيق في اتهامات سابقة بحدوث انتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها. وقال المراقبان اللذان استشهدت بهما هيومن رايتس ووتش، إنهما شاهدا مجموعة من الجنود العراقيين، قالوا إنهم من الفرقة 16. وهم يقتادون أربعة رجال عراة في أحد الأزقة ثم سمعا أصداء أعيرة نارية. وأبلغهما جنود آخرون بأن الأربعة من مقاتلي «داعش». وأثناء مغادرتهما المنطقة شاهد أحدهما جثث رجال عراة عند مدخل عقار وبدا أحدهم موثق اليدين وكان حبل يربط قدميه. وقالت ويتسن: «يجب أن يعرف الجيش الأميركي لماذا ترتكب قوة دربها ودعمها جرائم حرب مريعة». وأضافت: «أموال دافعي الضرائب الأميركيين يجب أن تساعد في كشف الانتهاكات، لا ارتكابها».
من جهتها، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية، عن تقرير المنظمة، أن الإعدامات الميدانية لـ4 أشخاص على يد الفرقة 16 في الجيش العراقي وقعت، منتصف يوليو 2017، وأن صبيا بين الذين نفذت عليهم الإعدامات. في بداية يوليو، عثرت المنظمة على مقاطع فيديو تم نشرها وتظهر إساءات يرتكبها جنود عراقيون في منطقة الموصل. ويظهر في أحد هذه المقاطع رجال بزي الجيش العراقي يضربون أسيرا ملتحيا ثم يجرونه إلى حافة تلة ويطلقون النار عليه ويرمونه إلى أسفل حيث تظهر جثة أخرى. وفي مستهل العملية العسكرية لاستعادة الموصل، نقل صحافي عراقي كان برفقة إحدى الوحدات العسكرية، أن عناصر من القوات الخاصة ارتكبوا عمليات قتل وتعذيب واغتصاب. وقام الصحافي الذي غادر العراق مذاك بتوثيق بعض هذه الانتهاكات. وقد أحكم تنظيم داعش، سيطرته على الموصل وأجزاء من مناطق أخرى صيف 2014، لكن القوات العراقية المدعومة بغطاء جوي من التحالف تمكنت من استعادة معظم الأراضي التي خسرتها.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.