إجماع عربي على حماية المقدسات وإحياء عملية السلام

TT

إجماع عربي على حماية المقدسات وإحياء عملية السلام

اتفق وزراء الخارجية العرب على مجموعة من الإجراءات، التي سيتم التحرك بشأنها على الصعيد الدولي وداخل الأمم المتحدة، لإصدار قرار يلزم إسرائيل بعدم الاعتداء على المقدسات الإسلامية، وعدم تغيير الواقع بالقوة، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني ومقدساته.
وأعلن الاجتماع الوزاري العربي الذي عقد في القاهرة أمس، بالإجماع، تضامنه مع القضية الفلسطينية ودعمها لتحقيق قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية. وثمن وزراء الخارجية العرب والأمين العام لجامعة الدول العربية، الجهود والاتصالات التي قام بها خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي بذل كل الجهد لإنهاء الأزمة في مدينة القدس، وكذلك الجهود التي قام بها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس محمود عباس، وكذلك الاتصالات التي قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
في حين اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، اجتماع أمس، رسالة واضحة في مغزاها ومعناها ورمزيتها للعالم أجمع، بأن العرب لن يتخلوا يوماً عن المسجد الأقصى المُبارك أو الحرم القدسي الشريف.
وأكد أبو الغيط، أن من يظن بأن الأقصى يعني الفلسطينيين وحدهم، بحكم أنه يعد جزءاً من وطنهم المحتل، فهو مخطئ، مشددا على أن هذه البقعة هي عنوان للهوية العربية والإسلامية، وتتعلق أرواح العرب والمسلمين على حجارتها الطاهرة. كما أن القدس بالنسبة لهم، تشكل وجدانهم الديني والروحي. وحذر من إشعال فتيل حربٍ دينية وتحويل وجهة الصراع من السياسة إلى الدين، بكل ما ينطوي على ذلك من مخاطر.
وقال إن تراجع إسرائيل عن إجراءاتها الاستفزازية وغير القانونية، وإن كان مثل حلاً للأزمة التي افتعلتها، فإنه لا يعني أن نهج الاحتلال نفسه قد تغير. وانتقد سعي إسرائيل إلى تهويد القدس الشرقية عبر تكثيف البناء الاستيطاني بها، والسعي إلى تغيير طابعها العربي والإسلامي من خلال أعمال الحفر والتنقيب الخطيرة في محيط الحرم القدسي الشريف، بحثاً عن معالم يهودية لا دليل علمياً على وجودها.
بدوره أكد سامح شكري، وزير الخارجية المصري، ضرورة ضمان إسرائيل حرية الشعب الفلسطيني في ممارسة شعائره الدينية في أمن وسلام، وسلامة المقدسات الدينية كافة والحرم القدسي الشريف بصورة خاصة. وأكد أهمية ضبط النفس، والامتناع عن اتخاذ إجراءات غير قانونية من شأنها زيادة الاحتقان على الأرض، وتأجيج الصراع من خلال استثارة المشاعر الدينية، وبذل الجهود لعودة الهدوء مرة أخرى. وأضاف أن مصر تتطلع لأن يستمر الهدوء الذي بدأ صباح أمس في محيط الحرم القدسي الشريف، وأن تمتنع إسرائيل عن القيام بأي إجراءات من شأنها عودة التوتر مرة أخرى.
وأكد سفير خادم الحرمين، ومندوب السعودية لدى الجامعة العربية، السفير أحمد قطان، أن بلاده تعتبر القضية الفلسطينية والقدس في مقدمة الاهتمام، وتتمسك بالثوابت التي تهدف إلى تحقيق السلام العادل والشامل، عبر إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية وفق مبادرة السلام العربية، التي رحب بها العالم وتجاهلتها إسرائيل. كما تحدث عن الاتصالات التي قام بها خادم الحرمين مع قادة دول العالم لإلغاء القيود التي وضعتها إسرائيل في القدس، وإعادة الهدوء والاحترام إلى قدسية المكان، واعتبر الوضع القائم أمرا تدينه المملكة، ومن الأعمال المشينة التي قامت بها إسرائيل وسط صمت عالمي، وحمل المجتمع الدولي مسؤولياته، وحذر من غضبة المسلمين في أرجاء المعمورة، وطالب باتخاذ إجراءات عاجلة لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني والأقصى، من خلال قرار يصدر من مجلس الأمن، وأعرب عن تضامن السعودية مع الشعب الفلسطيني.
كما تحدث وزير خارجية الجزائر، عبد القادر مساهل، رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة، ووزير خارجية اليمن، عبد الملك المخلافي، الذي تبنى المطالب نفسها بالتحرك في مجلس الأمن والأمم المتحدة لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، والعمل من خلال المجموعة العربية في مجلس الأمن لدعم حقوق الشعب الفلسطيني وحماية مقدساته وصولا إلى إقامة دولة فلسطين. كما تحدث وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي عن الاتصالات والجهود التي بذلها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، لوقف العدوان الإسرائيلي على القدس وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل يوم 14 يوليو (تموز).
كما تحدث وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، عن معركة القدس، مؤكدا أنها لن تنتهي إلا بزوال الاحتلال.
فيما حذر وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، من تكرار الاعتداد الإسرائيلي على المقدسات، وأدان كل ما تقوم به إسرائيل، وحذر من انفجار الوضع الأمني بالمنطقة، وطالب باستمرار الضغط الدولي العربي لضمان حق المقدسيين، ودعا إلى مفاوضات جدية وفق المرجعيات الشرعية والقرارات الدولية.
وقال الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، في المؤتمر الصحافي الذي أعقب الاجتماع، إنه أبلغ ليلة أمس، الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بالقرارات العربية الصادرة، وبخطورة الموقف.
من جانبه دعا النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي، الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، المجتمع الدولي لممارسة مسؤولياته من أجل وضع حد للممارسات الإسرائيلية الإجرامية في القدس ومحيط المسجد الأقصى والتعدي على المقدسات الدينية.
وطالب الوزير الكويتي باتخاذ مواقف حازمة حيال الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في القدس عملا بكافة القرارات والمراجع الدولية ذات الصلة.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.