مقر قيادة زعيم «النصرة»... نفق حفره فلسطينيون في الثمانينات

مساحته 400 متر مربع داخل صخر صلب... والعسكريون اللبنانيون المخطوفون احتجزوا فيه

TT

مقر قيادة زعيم «النصرة»... نفق حفره فلسطينيون في الثمانينات

كشف خروج أمير «جبهة النصرة» في القلمون أبو مالك التلي من جرود عرسال اللبنانية، أنه كان يستخدم نفقاً محصناً حفرته المقاومة الفلسطينية في الثمانينات، مقراً له، وتقدر مساحته بنحو 400 متر داخل أحد الجبال في وادي الخيل، وكان احتجز العسكريين اللبنانيين فيه بعد اختطافهم في عام 2014.
وأخلى التلي أحد أكبر مراكزه العسكرية الذي كان يستخدمه شخصيا مع 8 من قادة «الجبهة» من معاونيه، وهو واحد من أكبر الأنفاق الصخرية في المنطقة. وتقع هذه الأنفاق على أطراف وادي الخيل في جرود عرسال على السلسة الشرقية غرب بلدة عرسال لجهة الجرود. هذه الأنفاق، كانت «الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين» من «مجموعات نايف حواتمة» قامت بحفرها وتوسعتها بواسطة معدات متطورة في جدا في الثمانينات بمعاونة مجموعة من المتفرغين من عائلتي الحجيري والفليطي اللتين كانتا تنتميان لـ«الجبهة الديمقراطية» بصفتهم عناصر وناشطين حزبيين. وكانت الأنفاق تستخدم لتخزين الذخائر والأسلحة والاستراحات في ساعات ما بعد التدريب في الجرود للاحتماء من قصف الطيران الإسرائيلي الذي كان يلاحق ويستهدف معسكرات التدريب الفلسطينية في جرود قوسايا وحام وجرود عرسال، وعين البنية في جرود بريتال على السلسلة الشرقية.
بعد انسحاب الفلسطينيين، شغل الجيش السوري النظامي مواقع وتحصينات عين البنية في جرود بريتال، وبقيت أنفاق عرسال خالية حتى عام 2014. وبعد سيطرة «حزب الله» على مناطق القصير وانسحاب التلي إلى جرود عرسال عبر جوسيه، اتخذ من هذه المواقع مقرا عسكريا له ومركزا لإمارته.
ويتألف مدخل النفق من بابين متوازيين مستقلين حفرا بالصخر الأصم والقاسي عند أطراف التلال، ويبلغ ارتفاع كل باب من الأبواب مترا ونصف المتر، ويرتفع بالتدريج وتباعا كلما أوغلت في عمق الأنفاق. ويبلغ عرض الممر الواحد إلى الداخل مترين، وطوله يناهز 5 أمتار، ويتفرع من كل ممر غرفتان مساحة الواحدة منها 4 أمتار، ويشبه تصميمها بناء المنازل.
وحوّل أبو مالك التلي النفق إلى غرفة عمليات عسكرية، فأجرى عليه تعديلات؛ حيث تم تزويده بشبكة الإنارة وتمديدات لمياه الشفة والصرف الصحي والاستخدام المنزلي، كما حوّل الغرف الأربع إلى مطبخ وغرف للاستقبال والنوم والاستراحة، وجعل من أحد الغرف مركزاً للاتصالات والأجهزة اللاسلكية، وربطها بمراكز الجرود، وحصن السقف بشوادر من النايلون لمنع التسريب في الأنفاق خلال فصل الشتاء.
وبعد دخول «حزب الله» الأنفاق، عثر بداخلها على عبوات ناسفة وأوانٍ مطبخية وطعام ومواد غذائية وحاقنات وأدوية للضغط وأجهزة لاسلكية تم إحراقها عمدا قبل الانسحاب، كما عثر على عباءة سوداء خاصة بأبي مالك التلي وكتب دينية. واضطر أبو مالك التلي إلى مغادرتها في اليوم الثاني من معركة الجرود مع «جبهة النصرة».
كما تبين أنه في أحد أقسام المنشأة كانت «النصرة» قد احتجزت الجنود اللبنانيين الذين اختطفتهم أثناء معركة عرسال ضد الجيش اللبناني عام 2014 وأطلق سراحهم لاحقا.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.