«حركة الشباب» تحصل على فدية مالية مقابل إطلاق سراح رهائن

فرماجو يترأس اجتماعاً أمنياً لوقف الاشتباكات بين قوات الأمن والجيش

TT

«حركة الشباب» تحصل على فدية مالية مقابل إطلاق سراح رهائن

في محاولة لمنع تكرار الاشتباكات الدموية التي جرت أول من أمس في العاصمة الصومالية مقديشو، بين عناصر من الجيش والوكالة الوطنية للاستخبارات والأمن، وأسفرت عن مقتل 3 جنود بالإضافة إلى رئيس سابق لجهاز مخابرات محافظة بنادر جنوب شرقي الصومال، ترأس أمس الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو الاجتماع الأسبوعي لمجلس الأمن الوطني.
وقال مكتب فرماجو إن الاجتماع ناقش إزالة التوتر الأمني الذي شهدته المدينة عقب وقوع اشتباكات متفرقة بين القوات المكلفة استتباب الأمن وعناصر من الجيش الصومالي.
ولقي 6 جنود حكوميين بالإضافة إلى ضابط برتبة عقيد في جهاز الأمن والاستخبارات يدعى عيسى عراله، مصرعهم، في اشتباكات اندلعت عند نقطة تفتيش عسكرية بالقرب من قصر الرئاسة الواقع على أحد التلال.
ونشب القتال بعدما رفض جنود عسكريون وصول موكب يقل رئيس المخابرات السابق في محافظة بنادر عيسى جيلجيل إلى الشارع الرئيسي، مما أدى إلى اندلاع قتال أسفر عن مقتل جيلجيل و3 من حراسه الشخصيين، فيما أصيب 6 آخرون على الأقل.
وفى واقعة أخرى، قالت تقارير محلية إن «قوات استقرار مقديشو» تبادلت إطلاق النار مع مسلحين يرتدون ملابس مدنية في مناطق منفصلة في العاصمة، مما أدى إلى جرح جندي.
وشكلت الحكومة الصومالية وحدة خاصة في أبريل (نيسان) الماضي، قامت بشن عمليات داخل العاصمة استهدفت الأسلحة النارية غير الشرعية، وأعضاء من «حركة الشباب» ومجموعات الميليشيات الذين يزعمون أنهم جنود حكوميون.
وقلل وزير الأمن الداخلي محمد إسلاو من الحادث، وقال إنه لن يؤثر سلباً على سير العمليات الأمنية لتعزيز أمن واستقرار العاصمة مقديشو، داعيا الشعب الصومالي إلى الوقوف بجانب القوات.
إلى ذلك، حصلت «حركة الشباب» المتطرفة على فدية مالية قدرها 30 ألف دولار مقابل إطلاق سراح 7 رهائن، بينهم 4 نساء، يعملون لحساب منظمة خيرية محلية، تم احتجازهم الأسبوع الماضي في إقليم باي جنوب غربي الصومال.
واختطف مسلحون من الحركة المتشددة، هؤلاء الأشخاص مطلع الشهر الحالي من إحدى قرى مدينة بيدوا على بعد 250 كيلومترا من العاصمة مقديشو. وقالت وسائل إعلام محلية إن «حركة الشباب» حصلت على فدية من جهة لم تحددها مقابل إطلاق سراح الرهائن. ويتعرض العاملون في المنظمات الخيرية لعمليات خطف وضغوط أمنية في مختلف مناطق الصومال خلال أداء مهامهم الإنسانية.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».