«طالبان» تقتل 30 جندياً وتسيطر على موقع عسكري في قندهار

مقاتلو الحركة يتقدمون في إقليمي نورستان وبكتيا

جندي أفغاني في قاعدة عسكرية في قندهار حيث يحاول الجيش صد هجمات لحركة «طالبان» (إ. ب. أ)
جندي أفغاني في قاعدة عسكرية في قندهار حيث يحاول الجيش صد هجمات لحركة «طالبان» (إ. ب. أ)
TT

«طالبان» تقتل 30 جندياً وتسيطر على موقع عسكري في قندهار

جندي أفغاني في قاعدة عسكرية في قندهار حيث يحاول الجيش صد هجمات لحركة «طالبان» (إ. ب. أ)
جندي أفغاني في قاعدة عسكرية في قندهار حيث يحاول الجيش صد هجمات لحركة «طالبان» (إ. ب. أ)

قال متحدث عسكري في أفغانستان أمس الأربعاء، إن مقاتلي حركة «طالبان» قتلوا 30 جندياً في هجوم على قاعدة للجيش في إقليم قندهار، فيما يستعر القتال في أنحاء البلاد.
وقال صديق عيسى المتحدث باسم «الفيلق 205» في قندهار بجنوب البلاد، إن «طالبان» هاجمت موقعاً في منطقة خاكريز إلى الشمال من مدينة قندهار خلال الليل وسيطرت على الموقع واستولت على أسلحة ومركبات، بحسب ما أوردت وكالة «رويترز» أمس. وأضاف عيسى: «نتيجة للقتال قُتل 30 من أفراد الجيش وأصيب آخرون».
لكن الجنرال إمام نزار قائد «الفيلق 205» شكك في عدد القتلى، وقال إن تعزيزات وصلت لصد المتمردين. وجاء الهجوم بعد أيام من قتال عنيف في أنحاء أفغانستان وسلط الضوء على التدهور الأمني المستمر في معظم أجزاء البلاد التي شهدت أيضاً سلسلة من الهجمات الكبرى في مدن من بينها العاصمة كابل.
ونقلت «رويترز» عن المتحدث الرئيسي باسم «طالبان» أمس أن مقاتلي الحركة على وشك السيطرة على منطقة وايجال في إقليم نورستان بشرق البلاد بعد يوم من سيطرتهم على منطقة جاني خيل في إقليم بكتيا إلى الجنوب.
وخلال الأسبوع الماضي سيطرت الحركة على مناطق في إقليمي غور في الغرب وفارياب في الشمال، لكن وزارة الدفاع قالت إن القوات الحكومية استعادت منطقة كوهيستان في فارياب.
وفي لاهور، ذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي دعا باكستان إلى التخلي عن رعاية ودعم الجماعات الإرهابية، بعد التفجير الدامي الذي وقع في مدينة لاهور يوم الاثنين، طبقاً لما ذكرته وكالة «خاما برس» الأفغانية للأنباء أمس الأربعاء. وذكر مكتب الرئيس الأفغاني السابق، في بيان، أن كرزاي أعرب عن قلقه الشديد فيما يتعلق بالضحايا المدنيين الذين سقطوا في الهجوم الإرهابي في لاهور.
وأضاف كرزاي أن باكستان يجب أن تتخلى عن دعم الجماعات الإرهابية، حتى تتمكن المنطقة من العيش بسلام ومساعدة أفغانستان وباكستان تحديداً في التخلي عن تهديد الإرهاب، واصفاً ذلك بأنه هجوم ضد قيم الإنسانية والإسلام.
ودعا باكستان إلى مساندة أفغانستان واتخاذ خطوات صادقة للقضاء على تهديد الإرهاب، فيما أصر على تحسين العلاقات مع باكستان. وأضاف كرزاي أن الباكستانيين هم أشقاء الشعب الأفغاني وأن الدولة الأفغانية تشارك شعب باكستان في أحزانه.
وكان الهجوم الذي وقع في مدينة لاهور، عاصمة الإقليم الذي يحمل الاسم نفسه، قد أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 26 شخصاً وإصابة أكثر من 50 آخرين. ووقع الحادث بعد ظهر الاثنين بعدما فجّر مهاجم انتحاري عبواته الناسفة بالقرب من أفراد الأمن، بحسب الوكالة الألمانية.
وأعلنت حركة «طالبان» في باكستان ما يُعرف بـ«طالبان الباكستانية» مسؤوليتها عن الهجوم المميت.
وجاءت تصريحات كرزاي فيما ينتقد المسؤولون الأفغان باكستان منذ زمن طويل بسبب السماح للجماعات المتشددة الأفغانية، لا سيما «شبكة حقاني» الإرهابية، باستخدام أراضيها للتخطيط وتنفيذ هجمات في أفغانستان، وهي مزاعم دعمتها مراراً كثير من تقارير الحكومة الأميركية، خلال السنوات والأشهر الماضية.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.