تشابك العلاقات والمصائر بين الحكم والصحافة في مصر

تشابك العلاقات والمصائر بين الحكم والصحافة في مصر
TT

تشابك العلاقات والمصائر بين الحكم والصحافة في مصر

تشابك العلاقات والمصائر بين الحكم والصحافة في مصر

عن «دار دلتا للنشر والتوزيع» بالقاهرة صدر كتاب بعنوان: «الملك والكتابة... قصة الصحافة والسلطة في مصر»، للكاتب الصحافي محمد توفيق، يرصد فيه مراحل تتطور العلاقة بين سلطات أنظمة الحكم الثلاث؛ التنفيذية، والتشريعية، والقضائية، والصحافة بوصفها السلطة الرابعة في المجتمع.
يستعرض الكتاب نحو 50 عاما من تشابك العلاقات والمصائر بين الحكم والصحافة في مصر، وذلك منذ عام 1950 وحتى نهاية عام 2000.
استعان المؤلف بكثير من المراجع والكتب والدوريات لتوثيق كتابه، وقد تجاوزت أكثر من 150 مرجعا ومؤلفا، إلى جانب مقابلات شخصية مع شخصيات بارزة لعبت أدوارا مؤثرة صحافيا وثقافيا؛ من بينهم الكاتب الصحافي أحمد رجب، والكاتبة سناء البيسي، والشاعر عبد الرحمن الأبنودي.
وينعكس ولع المؤلف بفن السيرة الذاتية على الكتاب، فيتميز بلغة سلسة، قادرة على التوغل فيما وراء الوقائع والأحداث، لتبدوا كمرايا تنعكس عليها صورة المجتمع في فترة ما، على شتى المستويات السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية، مما يجعل الكتاب مرجعا مهما ضمن تراث الصحافة في مصر.
في مقدمة الكتاب، يصف المؤلف «العلاقة بين الكاتب والرئيس»، أو بين «المَلِك والكتابة» بأنها بالغة التعقيد والغرابة، قائلا: «الرئيس يريد تصفيقاً حادّاً، وتهليلاً مبالغاً فيه، واتفاقاً على طول الخط، وشيكاً على بياض، وانصياعاً تامّاً، ودفاعاً مستميتاً، وطاعة عمياء، وتقديراً لكل أفكاره، وتبجيلاً لرؤيته، واندهاشاً من قدرته، وحديثاً دائماً عن إنجازاته، واعتقاداً راسخاً بأنه لا يخطئ؛ لذا يبحث عمن يتفق معه، ويوافقه الرأي، ويُعجب بأفكاره، ويفتح فمه مندهشاً من عبقريته. وبالتالي فالخلاف بين الكاتب والرئيس شبه محتَّم ما دام الكاتب حُرّاً، ومبدعاً، وخلاقاً، وصاحب موقف، ولديه رأي، ويملك رؤية. لكن الأزمة تبدأ حين يتحول الاختلاف إلى خلاف حاد، ثم ينتقل إلى مرحلة الصدام الذي دائماً ما يدفع الكاتب ثمنه وحده، فالرئيس عادة لا يدفع الثمن، والدلائل كثيرة جدّاً».
يشار إلى أن مؤلف الكتاب صحافي وكاتب مهتم بتوثيق السير الذاتية لعدد من كبار الكتاب والشعراء في الحياة الثقافية في مصر، وصدر له من قبل عدة كتب في هذا السياق؛ من بينها «الخال» عن الشاعر عبد الأبنودي، و«وضحكة مصر» عن الكاتب «أحمد رجب»، بالإضافة إلى كتابه عن الشاعر البارز صلاح جاهين، وكتاب آخر بعنوان «صناع البهجة».



«عورة في الجوار»... رواية جديدة لأمير تاجّ السِّر

«عورة في الجوار»... رواية  جديدة لأمير تاجّ السِّر
TT

«عورة في الجوار»... رواية جديدة لأمير تاجّ السِّر

«عورة في الجوار»... رواية  جديدة لأمير تاجّ السِّر

بالرغم من أن الرواية الجديدة للكاتب السوداني أمير تاج السر تحمل على غلافها صورة «كلب» أنيق، فإنه لا شيء في عالم الرواية عن الكلب أو عن الحيوانات عموماً.

هي رواية تتنقل بخفة ولغة ساخرة بين المعاناة والحب والسياسة والفانتازيا والأساطير، تحمل اسم «عورة في الجوار»، وسوف تصدر قريباً عن دار «نوفل» للنشر والتوزيع، وتقع في 140 صفحة.

عن عوالمها وفضائها السردي، يقول تاج السرّ لـ«الشرق الأوسط»: «تروي هذه الرواية التحولات الاجتماعية، وحياة الريف المكتنز بالقصص والأساطير، وانتقال البلد إلى (العصرنة) والانفتاح ورصد التأثيرات الثقافيّة التي تهبّ من المدن إلى الأرياف، لكنها ترصد أيضاً تأثير الأوضاع السياسية المضطربة في السودان على حياة الناس العاديين وما تسببه الانقلابات العسكرية من معاناة على السكان المحليين، خاصة في الأرياف... إلى جانب اهتمامها بتفاصيل الحياة اليومية للناس، في سرد مليء بالفكاهة السوداء».

حمل غلاف الرواية صورة الكلب، في رمزية مغوية إلى بطل الرواية، الذي كان الناس يطلقون عليه لقب «كلب الحرّ» كتعبير عن الشخص كثير التنقلّ الذي لا يستقرّ في مكان. كان كثير التنقّل حيث يعمل سائق شاحنة لنقل البضائع بين الريف والعاصمة وبقية المدن، والزمان هو عام 1980، وفي هذا الوقت يلتقي هذا السائق، وكان في العشرينات من عمره بامرأة جميلة (متزوجة) كانت تتبضع في متجر صغير في البلدة التي ينحدرُ منها، فيهيمُ فيها عشقاً حتى إنه ينقطع عن عمله لمتابعتها، وتشمم رائحتها، وكأنها حلم من أحلام الخلود.

وعن الريف السوداني الذي توليه الرواية اهتماماً خاصاً، ليس كرحم مكاني فحسب، إنما كعلاقة ممتدة في جسد الزمان والحياة، مفتوحة دائماً على قوسي البدايات والنهايات. يتابع تاج السر قائلاً: «الريف السوداني يلقي بحمولته المكتنزة بالقصص والأساطير حتى الفانتازيا في أرجاء الرواية، حيث ترصد الرواية ملامح وعادات الحياة الاجتماعيّة... لتنتقل منها إلى عالم السياسة، والانقلابات العسكرية والحروب الداخلية، حيث تسجل صراعاً قبلياً بين قبيلتَين خاضتا صراعاً دموياً على قطعة أرض زراعية، لا يتجاوز حجمها فداناً واحداً، لكنّ هذه الصراعات المحلية تقود الكاتب إلى صراعات أكبر حيث يتناول أحداثاً تاريخيّة كالوقائع العسكريّة والحروب ضدّ المستعمِر الإنجليزي أيّام المهدي محمد أحمد بن عبد الله بن فحل، قائد الثورة المهديّة، ومجاعة ما يعرف بـ(سنة ستّة) التي وقعت عام 1888، حيث تعرض السودان عامي 1889 – 1890 إلى واحدة من أسوأ المجاعات تدميراً».

وعلى الصعيد الاجتماعي، ترصد الرواية الغزو الثقافي القادم من المدن إلى الأرياف، وكيف استقبله الناس، خاصة مع وصول فرق الموسيقى الغربية، وظهور موضة «الهيبيز»، وصولاً إلى تحرر المرأة.

رواية جديدة تتنقل بخفة ولغة ساخرة بين المعاناة والحب والسياسة والفانتازيا والأساطير، سوف تصدر قريباً عن دار «نوفل» للنشر.

يشار إلى أن أمير تاج السر روائي سوداني ولد في السودان عام 1960، يعمل طبيباً للأمراض الباطنية في قطر. كتب الشعر مبكراً، ثم اتجه إلى كتابة الرواية في أواخر الثمانينات. صدر له 24 كتاباً في الرواية والسيرة والشعر. من أعماله: «مهر الصياح»، و«توترات القبطي»، و«العطر الفرنسي» (التي صدرت كلها عام 2009)، و«زحف النمل» (2010)، و«صائد اليرقات» (2010)، التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2011، تُرجمَت أعماله إلى عدّة لغات، منها الإنجليزيّة والفرنسيّة والإيطاليّة والإسبانيّة والفارسيّة والصينيّة.

نال جائزة «كتارا» للرواية في دورتها الأولى عام 2015 عن روايته «366»، ووصلتْ بعض عناوينه إلى القائمتَين الطويلة والقصيرة في جوائز أدبيّة عربيّة، مثل البوكر والشيخ زايد، وأجنبيّة مثل الجائزة العالميّة للكتاب المترجم (عام 2017 بروايته «العطر الفرنسي»، وعام 2018 بروايته «إيبولا 76»)، ووصلت روايته «منتجع الساحرات» إلى القائمة الطويلة لجائزة عام 2017.

صدر له عن دار «نوفل»: «جزء مؤلم من حكاية» (2018)، «تاكيكارديا» (2019) التي وصلتْ إلى القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب (دورة 2019 – 2020)، «سيرة الوجع» (طبعة جديدة، 2019)، «غضب وكنداكات» (2020)، «حرّاس الحزن» (2022). دخلت رواياته إلى المناهج الدراسيّة الثانويّة الإماراتيّة والبريطانيّة والمغربية.