قصص من الأدب الأردي في «سلسلة الجوائز»

في «سلسلة الجوائز» التي تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب، صدر كتاب «من الأدب الأردي»، ويضم مختارات من القصة القصيرة لستة كتاب، شكلوا عتبات الريادة والتطور لهذا الفن، ونافذة مهمة على فترة ذهبية في تاريخ الأدب الأردي في كل من الهند وباكستان، عاشوا في ظلالها أجواء تقسيم الهند، وما صاحب ذلك من عنف طائفي وتعصب مذهبي دام لم تزل آثاره قائمة حتى الآن.
يقع الكتاب في 233 صفحة من القطع الكبير، وقد أعده وترجمه وقدم له الدكتور أيمن عبد الحليم، وهو باحث متخصص في اللغة الأردية وآدابها. ويذكر عبد الحليم في تقديمه أن هؤلاء الكتاب عكسوا في قصصهم صورة حية ومأساوية للواقع في تلك الفترة، اتسمت بنبرة عالية من الوضوح والصراحة، وذلك بأسلوب فني يتسم بالتكثيف، ويحمل في ثناياه السخرية والتهكم، النابع في الغالب عن حزن عميق، فقدْ حاولوا أن يقتنصوا لحظات من الحياة، ويضعوها ضمن نظام معين، تاركين للمتلقي محاولة الوقوف على العلة الكامنة في ذلك البناء، متهدم الأركان، الذي نخرت فيه الطائفية.
ملمح آخر مهم يتحدث عنه المترجم، مشيراً إلى هؤلاء الكتاب، كانوا، فكريا وفنيا، على وعي بطبيعة الأحداث من حولهم وما يكمن وراءها أيضاً، كما جسدت قصصهم إلى حد بعيد، مدى الرفض الكامن في نفوسهم لما ينجم عن هذه المأساة الطائفية من تداعيات، عبر عدد من الصور المخيفة، والأحداث المؤلمة من قتل وتدنيس وانتهاك حرمات تمت كلها تحت عباءة الدين، وبسبب الجهل والفقر والتعصب الأعمى.
ويخلص المترجم إلى أن الغرض من هذه القصص لم يكن التسلية والمتعة، خاصة وأن بعضها يحمل لهجة ساخرة في ثوب كوميديا سوداء، وإنما غرضها الوصول أو النفاذ، من خلال الوعي الكامل بالأحداث الطائفية وتأثيرها على المجتمع، إلى الحقائق الإنسانية التي لا تخلو أحيانا من الرحمة وأحيانا أخرى من التعصب.
وكانت المختارات القصصية لكل من: سعادات حسن منتو، وكرشن جندر، وراجندر سنج بيدي، وأحمد نديم قاسمي، وخواجه أحمد عباس، وخديجة مستور، الذين على الرغم من اختلاف مدارسهم الأدبية وعقائدهم الدينية وأساليبهم القصصية، فإن قصصهم لا تزال تشكل علامة بارزة في تاريخ الأدب الأردي وتحظى بدراسات نقدية وأكاديمية حتى الآن.