مجلس الأمن يجتمع لبحث المسألة...وأبو الغيط: القدس «خط أحمر»

الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط  (رويترز)
الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (رويترز)
TT

مجلس الأمن يجتمع لبحث المسألة...وأبو الغيط: القدس «خط أحمر»

الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط  (رويترز)
الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (رويترز)

قال دبلوماسيون إن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيجتمع غداً (الاثنين)، لبحث أشد موجات العنف دموية في سنوات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقال مندوب السويد لدى مجلس الأمن كارل سكو على «تويتر» إن «السويد وفرنسا ومصر طلبت عقد الاجتماع، ليناقش بشكل عاجل كيف يمكن دعم النداءات التي تطالب بخفض التصعيد في القدس».
وقال الجيش الإسرائيلي إن «إسرائيل دفعت بمزيد من القوات إلى الضفة الغربية المحتلة أمس، ودهمت منزل مهاجم فلسطيني قتل ثلاثة إسرائيليين طعناً بسكين الجمعة الماضي».
وقبل ساعات من مقتل الإسرائيليين الثلاثة قُتل ثلاثة فلسطينيين في أحداث عنف فجرها قيام إسرائيل بوضع أجهزة لكشف المعادن عند مداخل الحرم القدسي بالقدس القديمة.
وذكرت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي مساء أمس أن الشرطة قررت استخدام «هراوات معدنية» للتفتيش الشخصي بدلاً من البوابات، وأن رئيس الشرطة يورام هاليفي ورئيس البلدية نير بركات يدعمان هذا الحل.
وأظهرت لقطات تلفزيونية شرطة الاحتلال يلقون قنابل الصوت ويستخدمون مدافع المياه لتفريق الحشود.
من ناحية أخرى، أعربت إسرائيل عن استعدادها للتفكير في بدائل للبوابات الإلكترونية التي نصبتها على مداخل المسجد الأقصى، حسبما ذكر مسؤول إسرائيلي رفيع.
ودعا اللواء في الجيش الإسرائيلي يواف موردخاي، العالم الإسلامي إلى تقديم اقتراحات أخرى.
ونصبت إسرائيل بوابات إلكترونية على مداخل المسجد الأقصى بالقدس الشرقية بعدما قُتل شرطيان إسرائيليان بالقرب منه في وقت مبكر من هذا الشهر.
وأشعلت القيود الأمنية غضب الفلسطينيين، الذين اتهموا إسرائيل بمحاولة فرض السيطرة على المسجد.
وزادت حدة التوترات في اليومين الماضيين بشأن الموقع المقدس، الذي يُعرف لدى المسلمين بالحرم الشريف ولدي اليهود بجبل الهيكل.
وقال موردخاي لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) «نأمل في أن يتمكن الأردن وغيره من الدول العربية من تقديم حلول أمنية أخرى لهذه (المشكلة)»، في إشارة إلى البوابات الإلكترونية. وأضاف: «أي حل، سواء أكان إلكترونيّاً أو عبر وسائل التكنولوجيا أو الإنترنت، فإسرائيل مستعدة لأي حل، نحن بحاجة إلى حل أمني لا سياسي أو ديني».
وقال محرر شؤون الشرق الأوسط في «بي بي سي»، آلن جونسون، إن هذا أول مؤشر على تخفيف إسرائيل لموقفها حيال القيود الأمنية الجديدة.
وشهد يوم السبت تجدداً للاشتباكات بين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية.
وقتل أربعة فلسطينيين على الأقل في يومي الاشتباكات الماضيين.
ويوم الجمعة، قتل ثلاثة إسرائيليين طعنا في مستوطنة بالقرب من محافظة رام الله بالضفة الغربية المحتلة.
وتقرر اجتماع مجلس الأمن التابع للأمن المتحدة، الاثنين، لبحث سبل نزع فتيل أعمال العنف الدائرة.
من جهة أخرى، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط اليوم (الأحد) إن «القُدس خطٌ أحمر» متهماً إسرائيل بـ«اللعب بالنار» وإدخال المنطقة «منحنى بالغ الخطورة».
ونقل بيان عن الأمين العام للجامعة قوله إن «القدس خط أحمر لا يقبل العربُ والمسلمون المساس به».
واعتبر أبو الغيط أن الحكومة الإسرائيلية «تلعب بالنار وتغامر بإشعال فتيل» أزمة كبرى مع العالمين العربي والإسلامي من خلال فرضها إجراءات أمنية للدخول إلى الحرم القدسي.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.