سوهو تتفوق بسمعة مطاعمها وتنافس جارتها مايفير

جولة على أفضل مطاعمها الجاذبة لمحبي الأكل والمسرح

«لو باب» من أجدد العناوين الجميلة في سوهو اللندنية - 10 غريك ستريت  من بين أفضل مطاعم سوهو
«لو باب» من أجدد العناوين الجميلة في سوهو اللندنية - 10 غريك ستريت من بين أفضل مطاعم سوهو
TT

سوهو تتفوق بسمعة مطاعمها وتنافس جارتها مايفير

«لو باب» من أجدد العناوين الجميلة في سوهو اللندنية - 10 غريك ستريت  من بين أفضل مطاعم سوهو
«لو باب» من أجدد العناوين الجميلة في سوهو اللندنية - 10 غريك ستريت من بين أفضل مطاعم سوهو

حي سوهو اللندني هو جزء أصيل مما يسمى «الحي الغربي» الذي يشتهر تاريخيا بأنه حي المسارح والملاهي والحياة الصاخبة في عاصمة الضباب. ويعتبر الحي منطقة مختلطة عرقيا وتسكنه أكبر جالية صينية في بريطانيا وهو مركز للكثير من الصناعات والتجارة والثقافة والترفيه والنوادي الليلية. وتاريخيا كانت المنطقة تحيطها شبهات العنف والمخدرات وتجارة الرقيق الأبيض، ولكنها في السنوات الأخيرة غيرت من سمعتها وأصبحت من أهم محطات السياحة في لندن خصوصا في مجال المطاعم والمقاهي التي تقدم منها الكثير والمتنوع خصوصا لمن يرتاد المنطقة لمشاهدة العروض الفنية والمسرحية فيها.
ويعد سوهو من الأحياء الراقية حاليا ويقبل عليه السياح للتسوق وتذوق أطعمته المختلفة بتنوع إثنياته. وأثناء نهايات الأسبوع كان يتم إغلاق بعض الشوارع ومنع مرور السيارات لإتاحة الفرصة للمشاة للتجول في المنطقة ولكن هذا المنع انتهى هذا العام بعد شكاوى أصحاب المتاجر والمطاعم من أنه يؤثر سلبا على حجم تجارتهم.
وتوجد المطاعم في حي سوهو منذ القرن التاسع عشر نتيجة لهجرة من إيطاليا واليونان إلى المنطقة. ولم تكن المطاعم الأوروبية مقبولة من البريطانيين في بداية الأمر ولكن الوضع تغير خلال القرن العشرين. وبدأت الصحف البريطانية في عام 1924 تنشر أخبار عن «مطاعم رخيصة في منطقة سوهو». وظهر من بين هذه المطاعم من يحمل أسماء عربية مثل المراكشي والجزائري.
وشجع على انتشار المطاعم الراقية بعد ذلك في المنطقة وجود عدد من المسارح فيها مثل مسرح سوهو الذي بني في عام 2000 ويستمر في عروضه حتى الآن. كما يعد جيرار ستريت مركز الجالية الصينية في الحي حيث تبدأ منه سنويا مهرجانات الاحتفال بعيد رأس السنة الصينية. كذلك يوجد مسرح «ويندميل» في الشارع الذي يحمل الاسم نفسه، وهو يسمى على اسم طاحونة هواء كانت تقع في المكان نفسه وأزيلت في القرن الثامن عشر. وكان هو المسرح الوحيد في لندن الذي لم يغلق أبوابه طوال الحرب العالمية الثانية.
ويعتبر حي سوهو أيضا مركزا لصناعة السينما حيث يقع فيها مقر مجلس تصنيف الأفلام البريطاني ومراكز إدارة استوديوهات السينما البريطانية مثل باينوود وشيبرتون. كما يشتهر الحي بالبوتيكات التي تحدد خطوط الموضة في لندن خصوصا في شارع كارنبي الذي اشتهر منذ ستينات القرن الماضي. وفي سوهو تنتشر أيضا محال بيع الأسطوانات والأدوات الموسيقية واستوديوهات الفنون والرسوم. كما يشتهر شارع «دين ستريت» الذي عاش فيه كارل ماركس. ويرتاد الحي الآن كبار الفنانين في لندن من أمثال داميان هيرست ولوسيان فرويد وغيرهما. وظهر الاسم سوهو للمرة الأولى في القرن السابع عشر واستخدمه الدوك جيمس سكوت كصرخة حرب في معركة سيدجمور في عام 1685. وهناك أكثر من تقليد لاسم سوهو لأحياء حول العالم في هونغ كونغ والصين وإسبانيا والأرجنتين وكندا ونيويورك ولكن يبقى حي سوهو اللندني هو الأصل على رغم أن مساحته لا تتعدى الميل المربع الواحد.



«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
TT

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)
ديكور أنيق ومريح (الشرق الاوسط)

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص، أما أطباق بلاد الشام فلا تعتمد على الابتكار على قدر الالتزام بقواعد متَّبعة، وإنني لست ضد الابتكار من ناحية طريقة التقديم وإضافة اللمسات الخاصة تارة، وإضافة مكون مختلف تارة أخرى شرط احترام تاريخ الطبق وأصله.

التبولة على أصولها (الشرق الاوسط)

زيارتي هذه المرة كانت لمطعم لبناني جديد في لندن اسمه «عناب براسري (Annab Brasserie)» فتح أبوابه في شارع فولهام بلندن متحدياً الغلاء والظروف الاقتصادية العاصفة بالمدينة، ومعتمداً على التوفيق من الله والخبرة والطاهي الجيد والخبرة الطويلة.

استقبلنا بشير بعقليني الذي يتشارك ملكية المشروع مع جلنارة نصرالدين، وبدا متحمساً لزيارتي. ألقيت نظرة على لائحة الطعام، ولكن بشير تولى المهمة، وسهَّلها عليَّ قائلاً: «خلّي الطلبية عليّ»، وأدركت حينها أنني على موعد مع مائدة غنية لا تقتصر على طبقين أو ثلاثة فقط. كان ظني في محله، الرائحة سبقت منظر الأطباق وهي تتراص على الطاولة مكوِّنة لوحة فنية ملونة مؤلَّفة من مازة لبنانية حقيقية من حيث الألوان والرائحة.

مازة لبنانية غنية بالنكهة (الشرق الاوسط)

برأيي بوصفي لبنانية، التبولة في المطعم اللبناني تكون بين العلامات التي تساعدك على معرفة ما إذا كان المطعم جيداً وسخياً أم لا، لأن هذا الطبق على الرغم من بساطته فإنه يجب أن يعتمد على كمية غنية من الطماطم واللون المائل إلى الأحمر؛ لأن بعض المطاعم تتقشف، وتقلل من كمية الطماطم بهدف التوفير، فتكون التبولة خضراء باهتة اللون؛ لأنها فقيرة من حيث الليمون وزيت الزيتون جيد النوعية.

جربنا الفتوش والمقبلات الأخرى مثل الحمص والباباغنوج والباذنجان المشوي مع الطماطم ورقاقات الجبن والشنكليش والنقانق مع دبس الرمان والمحمرة وورق العنب والروبيان «الجمبري» المشوي مع الكزبرة والثوم والليمون، ويمكنني الجزم بأن النكهة تشعرك كأنك في أحد مطاعم لبنان الشهيرة، ولا ينقص أي منها أي شيء مثل الليمون أو الملح، وهذا ما يعلل النسبة الإيجابية العالية (4.9) من أصل (5) على محرك البحث غوغل بحسب الزبائن الذين زاروا المطعم.

الروبيان المشوي مع الارز (الشرق الاوسط)

الطاهي الرئيسي في «عناب براسري» هو الطاهي المعروف بديع الأسمر الذي يملك في جعبته خبرة تزيد على 40 عاماً، حيث عمل في كثير من المطاعم الشهيرة، وتولى منصب الطاهي الرئيسي في مطعم «برج الحمام» بلبنان.

يشتهر المطعم أيضاً بطبق المشاوي، وكان لا بد من تجربته. الميزة كانت في نوعية اللحم المستخدم وتتبيلة الدجاج، أما اللحم الأحمر فهو من نوع «فيليه الظهر»، وهذا ما يجعل القطع المربعة الصغيرة تذوب في الفم، وتعطيها نكهة إضافية خالية من الدهن.

حمص باللحمة (الشرق الاوسط)

المطعم مقسَّم إلى 3 أقسام؛ لأنه طولي الشكل، وجميع الأثاث تم استيراده من لبنان، فهو بسيط ومريح وأنيق في الوقت نفسه، وهو يضم كلمة «براسري»، والديكور يوحي بديكورات البراسري الفرنسية التي يغلب عليها استخدام الخشب والأرائك المريحة.

زبائن المطعم خليط من العرب والأجانب الذين يقطنون في منطقة فولهام والمناطق القريبة منها مثل شارع كينغز رود الراقي ومنطقة تشيلسي.

بقلاوة بالآيس كريم (الشرق الاوسط)

في نهاية العشاء كان لا بد من ترك مساحة ليكون «ختامه حلوى»، فاخترنا الكنافة على الطريقة اللبنانية، والبقلاوة المحشوة بالآيس كريم، والمهلبية بالفستق الحلبي مع كأس من النعناع الطازج.

المطاعم اللبنانية في لندن متنوعة وكثيرة، بعضها دخيل على مشهد الطعام بشكل عام، والبعض الآخر يستحق الوجود والظهور والمنافسة على ساحة الطعام، وأعتقد أن «عناب» هو واحد من الفائزين؛ لأنه بالفعل من بين النخبة التي قل نظيرها من حيث المذاق والسخاء والنكهة وروعة المكان، ويستحق الزيارة.