الميليشيات تقصف مناطق سكنية في البيضاء والمعارك تشتد بالمخا

رئيس الوزراء اليمني: نصرنا يجبر الانقلابيين على العودة إلى طاولة الحوار

رئيس الوزراء اليمني تفقد قاعدة العند العسكرية وجبهات قتال أخرى في كرش أمس (سبأ)
رئيس الوزراء اليمني تفقد قاعدة العند العسكرية وجبهات قتال أخرى في كرش أمس (سبأ)
TT

الميليشيات تقصف مناطق سكنية في البيضاء والمعارك تشتد بالمخا

رئيس الوزراء اليمني تفقد قاعدة العند العسكرية وجبهات قتال أخرى في كرش أمس (سبأ)
رئيس الوزراء اليمني تفقد قاعدة العند العسكرية وجبهات قتال أخرى في كرش أمس (سبأ)

قصفت ميليشيات الحوثي وصالح مناطق سكنية في البيضاء بشكل عشوائي، في الوقت الذي تزامنت فيه زيارة رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر لقاعدة العند العسكرية، مع مواصلة قوات الجيش الوطني، بإسناد جوي من مقاتلات التحالف، تقدمها في جبهة الساحل الغربي وصولاً باتجاه مثلث المخا، غرب تعز، وسط سقوط قتلى وجرحى من صفوف ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية.
وأكد بن دغر أن نصر الجيش في مختلف الجبهات يجبر الانقلابيين على العودة إلى طاولة الحوار الشامل والعادل.
وكثفت الميليشيات الانقلابية من قصفها على المناطق السكنية بمديريات ذي ناعم والزاهر، مخلفة وراءها خسائر مادية في صفوف المواطنين، والدفع بتعزيزات عسكرية إلى مختلف الجبهات.
جاء ذلك في الوقت الذي تصدت فيه قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية لهجوم مباغت شنته عليها ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية على موقع كتف البعير بمديرية ذي ناعم، حيث صاحب المواجهات قصف عنيف على مواقع الجيش والقرى السكنية في المديرية ذاتها.
وشنت مقاتلات التحالف سلسلة غارات على مواقع وتجمعات وتعزيزات وأهداف عسكرية للميليشيات الانقلابية في مختلف المحافظات اليمنية بما فيها تعزيزات كانت متجهة للميليشيات الانقلابية في الأقروض بمديرية المسراخ وتبة الصالحين في الشقب، جنوب تعز، وغارات أخرى جنوب وشرق منطقة النجيبة، شمال المخا، وغارات أخرى على مواقع للانقلابيين في مديرية مستبأ في محافظة حجة.
وبحسب مصادر عسكرية في محور تعز العسكري، فقد تمكنت قوات الجيش الوطني من الوصول إلى محطة الضمري، شمال جسر الهاملي الذي تم تحريره خلال الأيام الماضية، والتقدم في المحور الشمالي الغربي من اتجاه قرية نابطة، بالتوازي مع معارك عنيفة محيط معسكر خالد بمفرق المخا ومشاركة طيران الأباتشي في عملية تمشيط بجبهة الساحل الغربي استهدفت فيها تجمعات للانقلابيين في معسكر خالد بن الوليد، إضافة إلى تدميرها آليات عسكرية.
وقال رئيس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر إن «ميليشيات الحوثي وصالح عبثت بأمن واستقرار الوطن بدعم من إيران التي تشكل خطراً على الأمن الوطني والقومي العربي والخليجي على وجه الخصوص»، مضيفاً: «لقد حققنا انتصارات ميدانية كبيرة وألحقنا هزائم كبرى بالعدو وحررنا 85 ‎في المائة من بلادنا، ونحن اليوم نصنع نصراً حقيقياً يجبر الميليشيات الانقلابية على العودة إلى طاولة الحوار الشامل والعادل الذي يتطلع إليه شعبنا اليمني والمبني على المرجعيات المتمثّلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي 2216 أو هزيمتهم».
وتابع القول، خلال زيارته إلى قاعدة العند، إن «عاصفة الحزم أحبطت مشروع التمدد الإيراني في المنطقة العربية وشكلت قوة استراتيجية كبرى لحماية المحيط العربي والإقليمي من الهيمنة الإيرانية في السيطرة على الممرات الدولية وأهمها مضيق باب المندب، وسعت بكل عدوانيتها إلى زرع الصراعات والفوضى ونشر الإرهاب والعنف والتطرف في أوساط مجتمعاتنا المسالمة والعاشقة للسلام»، وذلك طبقاً لما نقلت عنه وكالة الأنباء اليمنية «سبأ».
وعقد رئيس الوزراء، فور وصوله، اجتماعاً مع القادة العسكريين من قوات التحالف العربي والقادة اليمنيين ناقش معهم سير العمليات العسكرية في مختلف الجبهات العسكرية والانتصارات المتوالية التي يحققها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية مسنودين بقوات التحالف العربي ضد ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، وبعد الاجتماع قام بزيارة تفقدية لغرفة العمليات الخاصة بقوات التحالف العربي والجيش الوطني، للاطلاع على مستوى التنظيم والتواصل بين جبهات القتال.
وفي زيارة أخرى، قام بها بن دغر إلى جبهة كرش في محافظة لحج، قال إن «النصر قادم لا محالة (...) الحكومة تولي جل اهتمامها لأسر الشهداء والجرحى، والجيش الوطني والمقاومة الوطنية».
وأضاف: «حرصنا على السلام العادل والشامل وقدمنا كثيراً من التنازلات، ولكن ذلك قوبل بتعنت ورفض الانقلابيين واستمرارهم في عدوانهم. لقد رفضوا مقترحات الأمم المتحدة الخاصة بالحديدة التي قبلتها الحكومة حرصاً منها على إنهاء معاناة شعبنا اليمني».
ولفت إلى أن «استعادة الدولة وهزيمة الانقلاب ومحاربة القاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخرى هي من أولويات الحكومة ولن تتحقق إلا بتكاتف الجميع والالتفاف حول القيادة السياسية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية».



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.