إردوغان يبحث مع الرئيسين الفلسطيني والإسرائيلي التصعيد في القدس

TT

إردوغان يبحث مع الرئيسين الفلسطيني والإسرائيلي التصعيد في القدس

أجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، مساء أول من أمس، اتصالا هاتفيا مع الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين تركز على بحث التوتر في القدس على خلفية أحداث المسجد الأقصى.
وبحسب مصادر في الرئاسة التركية، فإن إردوغان أكد للرئيس الإسرائيلي ضرورة إتاحة دخول المسلمين إلى المسجد الأقصى دون قيود في إطار حرية الدين والعبادة، وطالبه برفع جميع القيود التي وضعتها شرطة الاحتلال حول المسجد الأقصى، كما أوضح لنظيره الإسرائيلي أن المسجد الأقصى يشكل أهمية كبرى لكل العالم الإسلامي، داعيا إلى إزالة البوابات الإلكترونية في أقرب وقت ممكن، ووقف حالة التوتر.
وعبر الرئيس التركي لنظيره الإسرائيلي عن حزنه لسقوط قتلى في ساحات المسجد الأقصى، مؤكدا أن سقوط ضحايا في القدس مثير للقلق، وشدد على ضرورة الابتعاد عن العنف وضرورة احترام قداسة الأماكن الدينية وتاريخها.
من جانبه، قال الرئيس الإسرائيلي إن التدابير الأخيرة جاءت لحفظ الأمن، زاعما أنه لن تتم أي تغييرات على وضع الحرم الشريف، ولن يتم فرض أي قيود على ممارسة العبادة.
وكان الرئيس التركي قد بحث قبل اتصاله بالرئيس الإسرائيلي آخر التطورات في ساحات المسجد الأقصى، في اتصال آخر أجراه مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن).
وطلب عباس خلال الاتصال بإردوغان إجراء اتصالات مع الجانب الأميركي من أجل إلزام إسرائيل بالتراجع عن إجراءاتها الخطيرة في مدينة القدس والمسجد الأقصى، وكذلك إجراء اتصال مع الجانب الإسرائيلي للغرض ذاته.
واتفق إردوغان وعباس على مواصلة المشاورات وتنسيق المواقف بينهما حتى تتراجع إسرائيل عن إجراءاتها الخطيرة في القدس والمسجد الأقصى.
وكان المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين قد أكد في مؤتمر صحافي أول من أمس، أن ما يتعرض له المسجد الأقصى في الآونة الأخيرة «مزعج لدرجة كبيرة»، مشددا على أن الشعب الفلسطيني «ليس وحيدا».
وقال كالين إنه «لا يمكن القبول بتطويق الجنود الإسرائيليين لحرم المسجد الأقصى، ونصب بوابات تفتيش إلكترونية عند مداخله، ومحاولة إعاقة دخول المسلمين إليه». وتساءل عن الموقف الذي كانت ستتخذه الدول الغربية في حال اتخذت الدول الإسلامية إجراءات مشابهة ضد الكنائس أو المعابد اليهودية، قائلا إنه «على الدول الأوروبية والولايات المتحدة التوقف عن التزام الصمت حيال ما يحدث».
ولفت كالين إلى أن تركيا «تشعر بقلق كبير إزاء ما يحدث»، وتعتبره «جزءاً من خطوات تقوم بها إسرائيل لتغيير وضعية المسجد الأقصى»، كما فعلت مع الحرم الإبراهيمي منذ عام 1994، مشددا على أن الحفاظ على الوضع الحالي للمسجد الأقصى «هو أهم الحقوق الأساسية للفلسطينيين، والشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى ليسا وحيدين، المسجد الأقصى ليس ملكية لإسرائيل، بل هو عائد للفلسطينيين ولجميع المسلمين. ومن وجهة نظر القانون الدولي ومبدأ حرية العبادة، لا يمكن القبول بتطبيق قيود على دخول المسجد الأقصى».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.